- عدة اشهر لوضع دستور جديد لا في بلد صدر فيها اكبر عدد من الدساتير!!!!.... الدستور الذي يصنع المباديء العامة التي يجب أن تسير عليها قوانين البلد لا يستغرق وضعه اكثر من اسبوعين علي اكثر تقدير.. كما فعلنا عدة مرات من قبل؟؟! هذا تهريج... نعم البلد مليئة بالتهريج وعدم المسئولية واللعب في مناطق خطيرة.. ولكن.. إلا الدستور... فالدستور تعريفاته ميثاق اتفق عليه الشعب ليرسم مستقبله سنوات طويلة... الدستور في بعض بلاد مثل انجلترا وامريكا وغيرها... صدر من عدة قرون لا يقبل التغيير ولا حتي المناقشة ولا التفكير مجرد التفكير في أي تعديل أو اضافة!!! ولكننا في بلد فيها كل شيء غريب. شكلوا لجنة من مئات الاعضاء واحتياطي للاعضاء واعظم دستور في مصر وضعه الدكتور عبدالرزاق باشا السنهوري عام 1954 ولم يساعده سوي اثنين استاذنا سيد صبري استاذ القانون الدستوري جامعة فؤاد الأول "القاهرة الآن" وسليمان حافظ وكيل مجلس الدولة.... وكان دستورا مثاليا لم يعجب مجلس قيادة الثورة فمزقوه ولم ير النور... بل البعض بدأ يبحث عن هذا الدستور الذي تمزق فلم يعثروا له علي أثر.... فقد قام بعض المخبرين من البوليس السري بانتظار السنهوري باشا عند باب مجلس الدولة وضربوه ضربا مبرحا حتي سقط علي الارض وركلوه باحذيتهم الغليظة وكان قد وقع طربوشه فداسه احد المخبرين بحذائه.. ومن يومها لم يلبس احد اي طربوش إلا في المسلسلات القديمة!!! الدستور في كل الدنيا عبارة عن ملزمة صغيرة ممكن أن تقرأها وانت في طريقك الي لجنة الاستفتاء مثلما تقرأ الصحيفة في الاوتوبيس أو السيارة أو المترو!! مطلوب مباديء مختصرة مفيدة في سطور بل كلمات قليلة... ثم الباقي للقوانين التي كنا في كلية الحقوق نسميها "قوانين مكملة"... وهي ليست كل القوانين... بل القوانين التي تتعارض مع الدستور الجديد فقط.. *** - لماذا اكتب هذا الكلام اليوم؟! - لأن بداية تشكيل اللجنة غير انه غير دستوري وغير قانوني وتم الغاء هذا التشكيل باحكام قضائية... ومعرض لحكم قادم... غير ذلك.. هناك خطأ في قرار تشكيل اللجنة... لجنة لوضع الدستور تحتاج لعدد من رجال القانون الكبار لا يزيدون علي اصابع اليدين وأن القواعد العامة معروفة ومتفق عليها.. ولكن الاغلبية التي تحكم البلد حاليا تريد أن "تقيد البلد" بدستور يتفق مع مبادئها... لذلك تتعرض اللجنة لامور غريبة جدا وبعيدة جدا عن دساتير العالم... ما علاقة الدستور بسن زواج الفتاة أو بتربية الطفل... أو... أو... *** ثم من باب التحكم اكثر واكثر تعرضت حتي للرياضة... واتحدي لو كان هناك دستور في العالم فيه مواد عن الرياضة!!!! اللجنة تعرضت لما لا تعلمه ولا تعرف شيئا عنه وهي الرياضة.. ووضعت نصوصا "مضحكة"!!!! وتجتمع لجان عديدة لمناقشة النصوص "المضحكة"!!! وتعترض الوزارة وتضع نصا خير وصف له انه فسر الماء بالماء!!!! النص الذي ارسلته وزارة الإعلام للجنة تقول: - الدستور يحمي حق المواطن في ممارسة الرياضة وأن تعمل الدولة علي نشر الرياضة داخل المؤسسات التعليمية بجميع مستوياتها وانواعها!!!!! كلام غريب.... هل نشر الرياضة في المدارس والجامعات يحتاج لنص في الدستور... حاولنا سنوات طويلة لعودة الرياضة في المدارس والجامعات وفشلنا وتم بناء فصول فوق الملاعب وانتهي الأمر... ثم فكرنا في توزيع المدارس علي المراكز الرياضية بالمدن والقري... ولكن اعضاء مجالس ادارات المراكز رفضوا!!!! فهم يريدونها سرداقات عزاء وصالات أفراح!!!! ثم تقول باقي المادة في الدستور: - علي الدولة أن تسعي للحد من المنازعات الرياضية من خلال هيئة مستقلة للتحكيم الرياضي وتراعي الدولة دعم استقلالية هذه الهيئات وفقا لاحكام القوانين واللوائح المنظمة التي يتم اعدادها الآن!!!! بما لا يخالف المباديء الواردة في الميثاق الاولمبي العالمي!!!! بالذمة... هل هذا كلام يصلح للدستور؟؟؟ نصوص الدستور في كل الدول النامية والنايمة... الدولة المتخلفة والاكثر تخلفا... الدستور عبارة عن نص مكون من عشر كلمات علي اكثر تقدير... ثم عندنا محاكم رياضية... وعندنا لجان تحكيم... عندنا كل شيء لا يحتاج لنص... ولهم استقلالهم ولهم كلمتهم... واذا لم تصدقوني راجعوا قراراتهم الجزئية غير المتوقعة بالمرة خلال انتخابات اتحاد الكرة وكيف استبعدوا كل "العمم" الكبيرة!!! ولكن ماذا تنتظر من لجنة استبعدت قمم وعمم القانون الدستوري في مصر.... احدهم وضع دستور تركيا الإسلامي الدكتور ابراهيم رضوان منذ شهور قليلة!!! اللجنة استبعدت القمم والعمم في القانون... ولجأت للمشايخ والمحجبات الذين يتناقشون منذ شهر والنقاش لايزال مستمرا عن أي نص خير.. نص يقول: تطبيق الشريعة الإسلامية.. أم تطبيق مباديء الشريعة الإسلامية!!!! تراهنوني!!!! مستعد للرهان رغم انه حرام!!!! اراهن أن الدستور لن يري النور قبل شهور.... إلا اذا شملنا الله برحمته التي وسعت كل شيء...