هكذا نستطيع أن نروي ونحكي أن دم الشهداء لم يذهب هباء وأن القصاص العادل قادم بإذن الله بعد أن أوفي لاعبو الأهلي وجهازهم الفني ومجلس إدارته بتعهداتهم ونجحوا في قهر المستحيل ذاته وعادوا من تونس بكأس البطولة لكي يهدوها لأرواحهم. عملها الأهلي ورجاله ونجحوا في تسجيل أسمائهم بأحرف من نور في موسوعة جينيس للأرقام القياسية باعتباره أول فريق في العالم يتأهل لمونديال الأندية لأربع مرات بل وأول فريق في القارة يصل إلي اللقب السابع. فعلها رجال الأهلي واستطاعوا هزيمة الترجي في عقر داره وبين جماهيره "2/1" بعد عرض تاريخي وأسطوري أثبت خلاله الأهلي أنه الكبير وأنه وحده القادر علي إسعاد الجماهير المصرية حتي وهي تمر بنكبات وصدمات ومحن كان آخرها حادث القطار المروع والذي راح ضحيته أكثر من 50 طفلا. ان الملحمة التي سطرها حسام البدري ورفاقه واللاعبون الكبار جدو والسيد حمدي وجمعة وإكرامي وفتحي وسليمان ونجيب وقناوي ودومينيك وتريكة وغالي وعاشور ورامي ربيعة ستبقي عالقة في الأذهان لسنوات طويلة وخاصة ان الأهلي كررها لثاني مرة وعاد من تونس بكأس البطولة بعد أن كان قد فعلها عام 2006 أمام الصفاقسي. شوط رائع من حقنا أن نؤكد كثيرا كثيرا ان الأهلي برجاله وجهازه الفني أدوا الشوط الأول بامتياز لعبا ونتيجة وأداء تكتيكياً وتفوقوا علي معلول وابنائه في عقر دارهم. جاءت المؤشرات مع البدايات فتشكيل الأهلي جاء منطقيا ومثاليا طبقا لظروف اللقاء واقامته في استاد رادس ولمعطيات نتيجة لقاء الذهاب التي كانت تعطي أفضلية للترجي. الأهلي لعب بطريقة اقرب ل 4/2/3/1 مع التنوع في تطبيقها فأحيانا نجد جدو رأس الحربة الصريح وأخري يذهب السيد حمدي ليلعب نفس الدور تارة نري وليد سليمان جهة اليسار وعبدالله السعيد في الجهة اليمني وأخري يبدلان فيها أماكنهما فيما يؤدي عبدالله السعيد دور رأس الحربة المتأخر لكي يرسل تسديدات من خارج المنطقة تفك الستارة الحديدية الدفاعية المشهور بها الترجي .. معلول وعلي عكس ما توقعنا دخل اللقاء متحفظا متمسكا بأفضلية تعادله الايجابي في لقاء الذهاب وقد جاء ذلك علي حساب الكثافة الهجومية حتي اننا لا نري للترجي هجمة خطيرة طوال الشوط الأول باستثناء تسديدة تيانج التي التقطها شريف اكرامي بسهولة. في المقابل جاء هجوم الأهلي منظما وغير عشوائي فاللعب من لمسة واحدة وإرادة قوية لعدم فقد الكرة بسهولة. تنوعت هجمات الأهلي منذ بداية الشوط. فحسام غالي يسدد في يد الحارس وهجمة أخري منظمة تنتهي بتسديدة غريبة من عبدالله السعيد ثم تسديدة أخري من عبدالله السعيد خارج المرمي. بمرور الوقت يزداد لاعبو الأهلي ثقة ويسدد السيد حمدي ويخرجها من شريطية حارس الترجي للكورنر ثم تسديدة أخري من محمد نجيب تعلو العارضة مع منتصف الشوط نري الأهلي يمتلك ايقاع المباراة تماما ويسدد وليد سليمان من كرة ثابتة يلمسها السيد حمدي وكادت تسكن الشباك لولا ان التقطها شريفية ببراعة قرب نهاية الشوط يسدد الأهلي من هجماته وينجح الضغط الأهلاوي في الاثمار عن هدف رائع لجدو من تمريرة عبقرية ومراوغة رائعة من السيد حمدي الذي يحسب له أكثر من نصف هذا الهدف لم ينجح الترجي في الثواني المتبقية من الشوط في ترك أي بصمة لينتهي الشوط بتقدم الأهلي بهذا الهدف. درس أهلاوي للترجي بمثالية وعبقرية ورجولة في الأداء خاض لاعبو الشوط الثاني مارسوا كل فنون الكرة من الاستلام والتسلم واللعب علي سنتيمتر من المساحة رأينا عبدالله السعيد يضيع هدفا لا يضيع وهو منفرد تماما بالمرمي ثم تتوالي هجمات الأهلي المرتدة الخطيرة وسط غياب التركيز تماما من جانب لاعبي الترجي ووسط ذلك يضع نيانج هدفا من انفراد ويجري معلول تغييرا بخروج بوعزي والدفع بالعلايلي بدلا منه ثم تأتي تسديدة أخري من تيانج ويرد السيد حمدي برأسه خارج المرمي من تمريرة رائعة من أحمد شديد قناوي. ينحصر اللعب وسط الملعب لكن ومن هجمة مرتدة ينجح وليد سليمان بمهارة فردية من خطف الهدف الثاني للأهلي والذي قضي عمليا علي أي أمل للترجي للعودة للقاء. يحاول الترجي استنفار كل طاقاته وبتعاطف القائم مع الأهلي من تسديدة لتيانج لكن السيد حمدي يسدد كرة مباغتة تمر بجوار القائم يخرج البدري السيد حمدي الموهوب الذي دخل كل القلوب وبخاصة عشاق الفانلة الحمراء ويدفع بأبوتريكة بدلا منه. بمرور الوقت يتسلل الاحباط واليأس للاعبي الترجي ويظهر معلول انه دفع ثمنا غاليا لاصراره علي لعب المساك وهو غير مكتمل اللياقة البدنية ورغم ذلك وفي احدي الهجمات المرتدة يصاب وليد سليمان ويدفع البدري بدومينيك بدلا منه ويرد عليه معلول بإخراج خالد العياديي بدلا من المويلهي. ينظم الترجي صفوفه ومن تسديدة عرضية ينجح شريف اكرامي في اخراجها إلي الكورنر ويتلقي حسام غالي انذارا وفي المقابل ينال الهشري الكارت الأصفر هو الآخر ووسط ذلك كاد دومينيك يسجل الهدف الثالث والمرمي خال من حارسه لكن الكرة تصطدم برأس احد المدافعين وتتحول إلي ضربة ركنية. تشهد الدقيقة 84 هدفا مشكوكا في صحته للترجي عن طريق تياغ ويخرج جدو ينزل رامي ربيعه بدلا منه. لم ينجح الهدف في اعادة الترجي للقاء حيث شكلت هجمات الاحمر المعاكسة خطورة حقيقية علي مرمي الترجي ويحصل دومينيك علي ضربة جزاء في الثواني الاخيرة لكن يهدرها أبوتريكة وينجح بن شريفية المتألق في التصدي لها. في الوقت المحتسب بدل الضائع يأتي انفراد لأبوتريكة لكن يتصدي له الحارس التوونسي من جديد. تمر الثواني المتبقية وسط حالة من التوهان والتوتر للاعبين حتي ينتهي اللقاء بفوز الاهلي وتتويجه باللقب للمرة السابعة في تاريخه.