..ورزقي علي الله

لو كان عندي ..ساندي!

لم يعرف الاسلام في تاريخه الانتقام او الشماتة بل انه دائما كان مثل الثوب الابيض الذي لم تدنسه الكراهية والبغضاء كما ان رسولنا الكريم هو من اسس دولة التسامح بمقولته الشهيرة لاهل مكة الذين آذوه وعذبوه اذهبوا فانتم الطلقاء!
اقول ذلك وانا اشعر بالحسرة والمرارة لتلك التصريحات التي صدرت عن قوي محسوبة علي تيار الاسلام السياسي وهي تنظر لما حدث في امريكا الاسبوع الماضي - بعد ان ضرب الاعصار ساندي سواحلها الشرقية وبخاصة مدينتي نيويورك ونيو جيرسي - علي انه انتقام الهي بل ان بعضهم غالي كثيرا باظهار سعادته وهو يري جثث قتلي الاعصار بانها نهاية حتمية للكفرة البربريين!!
وانا لن اقول ما ذنب الابرياء من المدنيين الذين ليس لهم علاقة بالجيش الامريكي الوحشي فيما حدث..اواتساءل :هل الزلزال الذي ضرب يوما ما افغانستان المجاهدة او اندونيسيا المسلمة انتقام رباني ايضا؟
الم تتعرض مصر قبل بناء السد العالي لفيضانات كثيرة ومدمرة وصفها المؤرخون بانها تشبه نهاية العالم حينما ضربت دلتا النيل بعنف.. ام تراكم نسيتم ان مكة ذاتها تعرضت لزلزال عنيف في القرن الثاني عشر الميلادي نتج عنه تهدم جدران الكعبة؟
ما لايعرفه الكثيرون ان مدينتي نيويورك ونيوجيرسي تضمان عددا كبيرا من المسلمين بل ومن المصريين ايضاً حتي ان اخي اسماعيل كان واحدا منهم هو وزوجته واولاده!!
فهل لو كان لدي من يدعي العلم او الحديث باسم الدين قريب او عزيز هناك.. تراه كان سيقول نفس مقولته العفنة؟
لقد مرت علينا نحن مع اننا في القاهرة ساعات من الرعب والقلق عليه وهو محاصر مع افراد اسرته واعداد كبيرة من المصريين والعرب في احدي ضواحي نيوجيرسي ..فما بالكم بالذين كانوا هناك ويقولون ربي الله ومحمد نبي ورسولي؟
اهؤلاء ايضا كفرة خارجين عن الملة والدين ..والله لو رأيتم دموع امي طوال الاسبوع الماضي ومعها دموع الاف الامهات في مصر ودولنا العربية والاسلامية ما فكرتم لحظة في قول الزور والبهتان!
انني لاادافع عن امريكا او سياساتها القذرة وبخاصة في منطقتنا العربية.. ولكني ادافع عن النفس البشرية ايا ما كان لونها او جنسها اذا كانت مسالمة ولم تمتد يدها بالايذاء لاحد!!
اليس فيهم نساء واطفال وشيوخ ضعفاء وباحثين عن لقمة العيش هؤلاء الذين اوصانا بهم رسولنا الاكرم حتي ونحن نغزو ونحارب ونحمل السلاح!
آخر القول:
سؤال اخير: ماذا سيحدث لو كان عندي او عدك ساندي.. هل ننتظر ان يشمت فينا العالم الذي حولنا كما شمتنا فيهم .. والله ان هذا ليس باسلام ولن يكون ابداً!!