لم تشهد العلاقة بين جماهير الأهلي والزمالك كل هذا الكم من التوتر في تاريخ الناديين. فكل يوم نسمع عن قصة جديدة لاحتكاك او اشتباك او حتي تراشق بالالفاظ واللافتات بين الطرفين. زمان كان صالح سليم يعلمنا كيف تكون العلاقة بين الأحمر والأبيض حيث كانت صداقاته وعلاقاته ممتدة بكل رموز الزمالك.. كان يقول عن محمد حسن حلمي انه استاذه وان من يريد ان يتعلم الانتماء الحقيقي في حب ناديه فعليه ان يتعلم من محمد حسن حلمي ..لم تكن هناك عداوة بل منافسة شريفة وحب واخلاص يستوعب الجميع. كنا نسمع عن مغامرات مكاوي مع حنفي بسطان وحكايات حمادة امام مع الضظوي.. الخطيب كان ينام في نفس الغرفة مع فاروق جعفر وكانت تربطه صداقة بحسن شحاتة وطه بصري ومحمود سعد مع انه ابعده عن الملاعب شهورا طويلة وتسبب في اصابته اكثر من مرة. وحتي حينما انتقل جمال عبد الحميد من الأهلي الي الزمالك ومن بعدها رضا عبد العال من الزمالك الي الأهلي بقي وقار ادارة الناديين هو الفيصل في ابعاد الجماهير عن دائرة الصراع. فكم من مرة انتقل حسن حمدي سواء وهو نائب او عندما اصبح رئيسا للأهلي الي الزمالك مهنئا او مدعما في مناسبات عديدة بل ان الناديين توحدا من اجل قضية عائد بث المباريات ومن اجل تعديل لوائح الاحتراف. واذكر ان الدكتور كمال درويش نأي بالزمالك عن الانسياق امام رغبات بعض الموتورين لتصعيد الأمور مع الأهلي في اكثر من مناسبة ..لم يكن الرجل وهو من رجال الزمالك الكبار ضعيفا او جبانا ولكنه كان يغلب المصلحة العليا فاستحق اشادة الجميع. لكن بالتأكيد فان الوضع تغير الآن حيث اصبح التعصب هو السمة الغالبة لتحركات المسئولين الكبار بل ان البعض منهم اصبح هو من يشجع علي اذكاء الكراهية واشعال نار الفتنة. ألم نحذر في هذا المكان من تصريحات ابراهيم حسن التي دأبت في الشهور الأخيرة علي تعميق هوة الخلافات بين الناديين الكبيرين .. ألم نؤكد ان ادارة الزمالك كان عليها ان تتبرأ مما فعله شيكابالا في حق الأهلي وجماهيره بدلا من دفاعها عنه وجعله بطلا في نظر الجماهير؟! ان الوضع جد خطير قبل لقاء القطبين الكبيرين مساء الخميس المقبل واذا لم يتحرك العقلاء فورا لايقاف هذه المهزلة فلن يكون هناك مكان للعقل ابدا يحكم مستقبلا بين الأهلي والزمالك!! والمطلوب هو ان يبادر المستشار جلال ابراهيم بحكمته ونزاهته الي وأد الفتنة والي مد جسور التعاون والمحبة مع الأهلي كما عودنا الكبار دوما في النادي الأبيض كما علي اكابر الأهلي ايضا حمدي والخطيب وهشام سعيد والدرندلي ان يتمسكوا اكثر بمبادئهم في عدم التوقف امام الصغائر لان الأهلي اكبر من هفوات لاعب او تصريحات غير مسئولة من هنا او هناك. انها يا سادة آخر فرصة فتمسكوا بها قبل فوات الأوان! آخر القول : اذا لم تستحي فافعل ما شئت !!