ثلاثة مليون طفل عامل في مصر الأطفال هم أمل الغد وشروق المستقبل، وعمالتهم هي الشيء الذي يكسر براءتهم ويحطم أحلامهم .. يمكن أن نقول أن عمالة الأطفال انتهاك لطفولتهم . عمالة الأطفال تعد خرقا للقانون الدولي، ورغم ذلك أثبتت الإحصائيات أن عمالة الطفل في مصر تبلغ قرابة ثلاثة ملايين طفلا عاملا، بينما الفقر هو المحرك الأساسي في هذه الظاهرة، فالأطفال يتركون التعليم بحثا عن لقمة العيش ومساعدة الأسرة، غير أن بعض الأسر تعتقد أن العمل للطفل يبني شخصيته، وهم لا يعلمون أن العديد من الدراسات برهنت على أن الأطفال العاملين هم أقل نموا ووزنا وأقل طولا من الكثير من الأطفال الغير عاملين من نفس العمر . كما يتعرض الأطفال العاملين في الأعمال الشاقة لتشوهات جسدية في العظام والفقرات وحالات نفسية صعبة لأن أجسادهم وعقولهم غير مؤهلة لذلك. ولكي نوضح لكم الأمر أكثر , نزلنا إلى الشوارع وتكلمنا مع هؤلاء الضحايا ...الاطفال الأبرياء . قال الطفل علي صلاح 12 عام :”أعمل صبي حلاق وتركت المدرسة بعد الصف الثاني الابتدائي لأنني كنت أتعرض للضرب من قبل معلمتي، لهذا السبب لا أحب المدرسة ولا أريد العودة اليها , لكن أخي في الصف الأول الابتدائي، وأعمل هنا منذ أربع سنوات وحلمي أن أكون أسطى حلاق وصاحب صالون حلاقة .” كما قال محمود عبدالفتاح 8 سنوات :”أعمل صبي ميكانيكي, أعمل هنا منذ سنة بعد أن تركت المدرسة في الصف الأول الابتدائي بسبب عدم وجود المال فيجب علي أن أعمل لأعطي المال لأبي .أحيانا يضربني الأسطى بشدة لأتعلم العمل جيدا لكني أرغب في العودة الى المدرسة فحلمي أن أكون ضابط شرطة .” حسين عبدالرحمن 13 عام :” أعمل صبي حداد , تركت المدرسة من الصف الثالث الأبتدائي لأن أبي حكم عليه بثلاثة سنوات سجن وأصبحت أنا كبير الأسرة ويجب أن أتحمل دخلها وأخي الأصغر أيضا ترك المدرسة ويعمل . أتعرض للضرب الشديد من صاحب الورشة بسبب ابنه الذي يقول له الأكاذيب عني وأحيانا لا يعطيني أجرتي بعد هذا العمل الشاق، لكنني مضطر للعمل لأننا فقراء، رغم أن أبي خرج من السجن ويعمل الأن سائق تاكسي ولكن نحتاج للمال الذي أعمل به . قال مصطفى مجاهد 11 عام :” كنت أعمل بوهيجي ثم خراط والأن أعمل صبي ميكانيكي أعمل لمدة 12 ساعة في اليوم , لم أحب المدرسة لأن المعلمة كانت تضربنا لهذا أتجهت للعمل وتركت المدرسة . لا أحب عملي كثيرا لأني متعب منه لكن تقول أمي انني سوف أصبح أسطى مثل صاحب الورشة التي أعمل فيها و أصبح غنيا ولن أحتاج لكل هذا العمل الشاق .” قالت صفاء محمد 9 سنوات :” أعمل خادمة ولم أذهب للمدرسة قط، لكنني تمنيت هذا.. أخويّ يذهبان للمدرسة وأنا وأختي نعمل كخادمتين لأن الأسرة تحتاج إلى هذا المال، وإذا ذهبنا للمدرسة فلن نستطيع العيش كباقي الناس .” خديجة الحجاج 14 سنة :”أعمل كعاملة نظافة في أحد المصانع , نعمل هنا لمدة عشر ساعات يوميا وتوجد الكثيرات من نفس عمري يعملن هنا، لقد تعلمت القراءة والكتابة لكني لا أذهب للمدرسة بسبب العمل لأننا نحتاج لهذا المال ولم نجد أي منفعة من التعليم ." عمالة الأطفال, أولاد وبنات.. أبرياء لكنهم فقراء وهذه هى المشكلة, هؤلاء هم ضحايا الفقر، وماذا نطلب من الأهالي الذين لا حول لهم ولا قوة, إذا نظرنا لنحل القضية فسوف نقول لننهي على الفقر ونحن جميعا نعلم أن هذا مستحيل، والحل الأخر أن نغير عقول هؤلاء الأهالي حتى لايرتكبون هذه الجريمة، ونقول لهم موتوا جوعا وفقرا ولكن لا تتركوا أولادكم يعملون ..!!! فأين الحل ؟