لحظات الوداع لا تحتمل ووقت السعادة لا يكتمل ولكن يلوح لي في الوجود بصيص الأمل في أن تعود وأن تكتمل باقي العهود.. عهود القلوب.. عهود العيون بدون حديث.. طوال السنين تصارع ريح.. تمزق جسور.. وتعبر سدود.. ولكن تبقى وسط الوجود تلك الوعود.. وتكتب لها ذكرى الخلود.. وألا تكون وليداً صريعا.. وألا تضيع.. كما ضاعت مني باقي الآمال.. وصبر الجبال.. وأصبحت أخشى الأقربين.. طوال السنين.. وصوت الأنين.. أنين البكاء.. طوال ليالي الشتاء الحزين.. طوال السنين.. وتذبل أوراقي وقت الربيع.. كما في الخريف.. خريف مخيف.. وخوفي يوم اللقاء الأخير كخوف الظلام.. كأني أسير.. وتحبو الدقائق وتحبو الساعات.. وتوقف المسير.. يوم الانتظار.. ولكن تعود لتجري تطير.. في اليوم الأخير.. كأن المصير.. يبخل ببضع ثوان قليلة.. كأن القيود تحررت وقت اللقاء الأخير.. حتى يسير.. حتى يكون اللقاء العسير لقائي الأخير.. بعد الغياب بعد أن تعود ليالي الشتاء الحزين.. بعد الشرود.. بعد الذبول.. بعد أن تموت.. بعد الوجه السار الجميل.. جميل الملامح.. جميل الطباع.. بعد الوداع.. بعد الغياب.. غياب طويل.. غياب حزين.. طوال السنين.. سنين تموت.. بعد أن تموت! كلمتنا - يوليو 2001