هو أمر لا يمكن السكوت عليه قطعاً، ذلك العبث باسم الإسلام واستغلاله سياسياً بأسوأ الصورالممكنة، استغلال له في البرلمان وفي الشارع، والهدف هو تضليل البسطاء من الشعب المصري، وليس لإعلاء كلمة الدين والحق كما يدعون، وإنما للوصول إلى السلطة التي يستميتون عليها. فأخبروني بالله عليكم ماذا يكون رد فعل شخص بسيط سمع أن "الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح" قالت أن التصويت لمن لا يتبنى الشريعة إثم!! وماذا نقول نحن عندما نسمع نفس الهيئة التي لا أعرف لها أصلاً وهي تقول "العامة تبعاً لكبرائهم وعلمائهم..فإن إختار العلماء وجب على العامة اتباعهم" أي أننا كشعب ليس من حقنا أن نفكر ونقرر ونختار,، وإنما يقتصر دورنا على كلمتي "السمع والطاعة". وماذا نقول إذا سمعناهم يقولون أن "الولايات شأن عام لا ينظر فيه إلا أهل الحل والعقد" أما عامة الشعب من أمثالنا فهم حثالة فكرية ليس من حقهم النظر في مثل تلك الأمور. ولا نغفل بعض الأئمة الذين أعلنوا صراحةً من داخل المساجد "على الرغم من أن هناك قانون يمنع استعمال دور العبادة في الدعاية السياسية" أن مرشح الإخوان هو الأولى بالرئاسة شرعاً، لأنه لم يسعى إلى المنصب!! وإن كنت لا أفهم هذه الجملة حتى الآن، فإن كانت كل هذه الدعاية لمرشح لم يسعى إلى الرئاسة..فكيف يكون الحال إذا سعى إليها؟، ناهيك عن توزيع الزيت والسكر على الفقراء مقابل الحصول على أصواتهم "على الرغم من أن هناك قانون يمنع شراء الأصوات" وعلى الرغم من أن هناك ديناً يلعن الراشي والمرتشي. وإذا تحدث أحد عن هذا الأمر فنجد إجابتين حاضرتين، الأولى: أن اللقطات المصورة لأناس يحملون أكياس عليها صورة المرشح الإخواني ملفقة, أما الإجابة الثانية هي الأكثر سوءاً، وهي أن هذه مساعدة لا تعتبر رشوة لأن أحداً لن يجبرهم على التصويت للمرشح. وهنا يختلط الحابل بالنابل, والحلال بالحرام وتبدأ الفتاوى في اتجاه (هو حلالٌ لنا حرامٌ عليكم) فنحن أهل الدين . ونتذكر هنا آيات الله " يا أيها اللذين آمنوا لم تقولون مالا تفعلون،كبر مقتاً عند الله أن تقولوا مالا تفعلون". وأنا هنا لا أعترض على انهم يؤيدون مرشح معين، وإنما أعترض على استغلالهم لإسم الدين والزج به في أمور دنيوية بحتة، وتحويل الإنتخابات السياسية إلى معركة بين "المسلمين والكفار" كما حدث في الإستفتاء الذي اشتهر بغزوة الصناديق، واللذي قالوا فيه أن من قال لا فهو آثم، ثم عادوا فندموا وأقروا أنهم كانوا مخطئين وأن من نعتوهم بالعصاة كانوا هم على حق. فبالله عليكم يا أهل العقل والدين والإيمان لا تلوثوا الدين وتستغلوه رحمكم الله.