على حسب الأحداث اللي بتحصل اليومين اللي عدوا من امتحانات نص السنة في الجامعات، طبعًا كل واحد مننا ممكن في وسط الامتحانات يهرب من المذاكرة بخروجة.. سفرية يوم للإسكندرية...أما أنا فالهروب من المذاكرة بالنسبة لي هو التلفزيون.. عشقي الأول والأخير..المهم جيت في يوم أهرب من المذاكرة وكان على حظي أحداث غزة والحوارات دى شغالة. فتحت التلفزيون على قناة الأخبار وطبعًا لقيت صور جميلة تفتح النفس للمذاكرة، من عند غزة، وحسيت إن أنا سلبية أوي، ومش عارفة أقدم حاجة لوطني، وحسيت إن القنوات دي كأنها بتغيظنا هي وإسرائيل لما بتعرض الصور دي، كأنها بتطلع لنا لسانها وتقول "لو فيكو راجل يطلع!".. طبعًا الصور كانت بشعة أوي، طفل مذبوح أو محروق، عجوز بتنعي أولادها، قلت يا بت إنتي في مود امتحانات ومش طلباها نكد، اقلبي المحطة واخلصي..وقلبت فعلاً ويا ريتني ما قلبت.. لقيت في قناة الأفلام الأجنبية فيلم جميل أوي اسمه "legally blonde 2" بحب البطلة بتاعته، بيحكي عن محامية، الناس فاكرينها تافهة، وهي بتثبت لهم العكس، قلت أتفرج عليه يمكن يديني دفعة للمذاكرة، البطلة كانت دايمًا بتلبس بينك وشايلة كلب غريب أوي كده، وأتاري إن فكرة الفيلم إنها كانت عايزة ترجع للكلب والدته العزيزة اللي فقدها في الحرب!!..إحم قصدي في الشارع!.. فلما دورت عليها، لقت إنهم بيجروا عليها تجارب، عشان مستحضرات التجميل، فقررت ما تبعش قضية كلبها، وتحمي مامته وكل كلاب أمريكا من التجارب دي، وفعلاً بحكم إنها محامية ممتازة، راحت البيت الأبيض وطالبت بعمل قانون يمنعوا فيه استخدام الكلاب في التجارب، وإن حبكت يعني وملقوش كلاب، يبقى يستخدموا البنى أدمين وخلاص!! المهم إنها في آخر الفيلم، لبست واتشيكت وراحت البيت الأبيض، وقالت خطبة عصماء أمام الرؤساء، خلت قلبهم الحجر على الكلاب يلين، وعيطوا واتأثروا أوي!!! وفى الآخر جه أكتر من مليون أمريكي يمشوا معاها في مظاهرة، عشان ينفذوا القانون ويرحموا الكلاب الأمريكية وكل كلاب العالم، وفعلاً تم إطلاق سراح كل كلاب التجارب، وأصبحت أمريكا مجتمعًا كلابيًا من الدرجة الأولى!! بعد كده، قفلت التلفزيون والدمعة هتفر من عيني، مش عارفة أعيط على أطفال غزة، اللي محصلوش الكلاب بالنسبة لأمريكا، ولا على الناس اللي بيتعمل عليها تجارب بأسلحة قذرة، ولا على المادة اللي أنا مش عارفة أذاكرها إزاي...حسبي الله ونعم الوكيل.