حين وجدتك.. تمنيت لو كنت أحشاء بداخلي أو دماء تسري في شرياني حتى أعترف لك بحبي دون أن تجمح خيول الغرور في غابات أشجاني حين وجدتك.. تمنيت لو كنا نحيا في بلاد الهوى حتى يكون غرامي ولاءً تطالب به و ليس رخصاً للمشاعر و ليس طريقي لسجن الهوى حين وجدتك.. وجدت زماناً أبحث عنه و تركت زماناً مللت منه عشقت فيك لحناً يشبهني و بحراً أحببته قديماً و عاد اليوم يعتصرني عشقت فيك عطراً صنع في زمن الفرسان لا أنا أملك الثمن و لا هو حاضر بالمكان حين وجدتك.. تمنيت لو كنت العود الذي تحوطه بذراعك و لحن العود الذي يخرج من بين أحضانك تمنيت لو كنت قلماً ينعم براحتيك أو قضية تثور لها شفتاك أو تلك الأشعار التي دمعت لها يوماً عيناك عشقت فيك أشعاري العائدة و يقظة أوراقي و تهور حنيني و ثورة أشواقي عشقت فيك غراماً جسوراً يفتك بالثواني فيمضغني و ناراً تهب في الضلوع و لا أعلم كيف احتوتني وأحرقتني حين وجدتك.. تمنيت لو تفنى الدنيا من النساء إلا مني جلستك تنكسر لها عظامي و عيناك يخشع لهما دمي عشقت فيك رعشتي حين تتحدث و لهفتي عشقت فيك مدينة رأيتها في أحلامي و رسمتها في لوحاتي و كتبت عنها ذكرياتي فبما أنك وجدتها هل ستأخذني معك ؟ أم ستتركني غريبة خارج أبوابها ؟ حين وجدتك.. أشعلت حروب القهر و تجرأت و غامرت و تعلمت الصراخ و وقفت لنصرة أحلامي من أجلك قد أبيع السنين فأحلامي اليوم لحظة فوق كتفيك أو مقعد فوق أصبعك من أجلك قد أشتري النسيان فذكرياتي اليوم ومضة من طيف وجهك أو لفحة من أنفاسك أين كنت ؟ و متى ظهرت؟ وكيف درست مفرد إنسانية قبل أن ألقاك؟ كيف أجزمت بوجود بشر قبل أن أراك؟ من قبلك كل الرجال أكذوبة و حكايات الشاطر والأمير عدم من قبلك كل الأحاسيس مسلوبة و الحب نغم ... لم يكن نغماً كلمتنا- فبراير 2008