تتناقص أوراق روزنامة الحائط وندرك ذلك كل يوم، نتفاجأ بقطرات المطر ونراها من وراء النافذة، تزداد برودة الجو ونشعر بها من تحت الغطاء، تتساقط أوراق الشجر وتمتلئ بها الشوارع والطرقات، يأتي الظلام سريعا من قبل أن نستمتع بضوء النهار. كل ذلك يعلن لنا أن العام قد أوشك على الانتهاء واقترب فصل الشتاء معلنا بداية عام جديد، ترى ماذا أنجزت أيها الصديق في ذلك العام المنقضي؟ ماذا تعلمت؟ كم كتابا قرأت؟ على كم فعل خير أقدمت؟ كم صديقا اكتسبت؟ هل حققت هدفك؟ أم لم تضع لك هدفا من الأساس؟ كم عيبا من عيوبك تخلصت؟ أم أنك لم تقدم على التخلص؟ هل تقدمت في عملك؟ هل ارتقيت إلى وظيفة أعلى؟هل اكتسبت مهارة جديدة؟ هل اتسعت مداركك وقدراتك في مجال عملك؟ أجب عن هذه التساؤلات....إن كانت الإجابة تدفع بك إلى الأمام وتزيد من درجاتك لتحرز نجاحا أكثر، ستصبك في الحال سعادة بالغة، وينشرح صدرك للعام الجديد، وتأخذ جرعة نشاط زائدة تؤهلك لإنجاز أكبر في ذلك العام القادم بإذن الله سبحانه وتعالى؟ أما إذا كانت إجابتك تجعلك لا تتقدم للأمام، ولا تعطيك من الدرجات ما يؤهلك لأن تكون ناجحا، فأفرغ قدرا من اللوم عليك برهة، ولا تدع الحزن يزيدك ضعفا وتأخرا، بل اعتبر ذلك خير دافع لك لتحقيق نتائج أفضل في العام القادم..وفي كلتا الحالتين أحضر ورقة وقلما ودوَن أهدافك وطموحاتك وأحلامك وأمنياتك واسع جاهدا لتحقيقها. احصر عيوبك وسلبياتك وخذ الإرادة الكافية للتخلص منها. اجعل الإيمان بالله هو النور الذي يضيء لك طريقك ومن ثم الإيمان بنفسك وقدراتك. وفي كلتا الحالتين أيضا استعد لروزنامة العام الجديد، وضعها في مكان يسهل عليك رؤيتها في اليوم أكثر من مرة، كي تكون محركا أساسيا لك لزيادة خطواتك إن كنت قد بدأت، أو لتكون الدافع لتأخذ الخطوة الأولى إن كنت لم تبدأ فعليا.