في محاولة مني لتقمص شخصية المصلح الإجتماعي أكتب إليك ايها القارئ هذا المقال، لكن السؤال "ما هو الصح؟". سيدي القارئ، أضف إلى معرفتك هذه الجملة "الحق أحق أن يُتبع"، كما أود أن تتبعها بكلمة "المبادئ ما بتتجزأش".. وأردت أن أبدأ كلماتي معك قبل سرد رأيي بهذه الجمل لأجل أن يصبح كلامنا "على مية بيضة" وهات نقطة ومن أول السطر. في تعريف أساسي للصح من وجهة نظري.. هو ما يجب أن تفعله في الوقت الذي يجب أن تفعله فيه... لا بعد ولا قبل، لا تختزل كلمة ولا تزده حرف.. وتستطيع أن تطبق هذا الرأي على كل ما تراه في حياتك يا صديقي القارئ، ومن المفضل أن تطبقه على نفسك أولا حتى تقيس نجاحه او فشله معك. وبالنسبة للوضع الحالي للبلد.. أدعوا الجميع لأن "يعمل الصح" إعمل الصح لإنه هو المخرج الأساسي من الأزمة... لإنه هيبين مين الظالم ومين المظلوم. أيها المجلس العسكري، نزلت إلى طرقات البلد وشوارعها بناء على قرار من قائدك الأعلى آنذاك، تم تكليفك بمهمة قيادة الدولة بناء على قرار قائدك الأعلى أيضا آنذاك، ولعل كلمة آنذاك هنا ليس لها معنى فمن كلف بشئ هو الوحيد القادر على سحب التكليف.. لكن ما علينا. استمرت قيادتك للأمور في ظل تخبط لمدة زادت عن ما أعلنته سالفا، ومع ذلك الاغلبية ظلت معاك... تتحدث دوما عن أيدي خفية والناس تسمع والاغلبية الصامتة تذكي رأيك.. يأخذ الناس لك بدلا من العذر ألف عذر وتستمر في طريقك دون أي انحناء نحو التغيير... محاكمات مدنية لمن قامت بسببهم الثورة وعسكرية للمدنيين وتريدنا أن نصمت، تأجيل ومماطلة وتريدنا أن نصمت، لم تسترد البلد قرش واحد من الاموال المنهوبة وتريدنا أن نصمت، تظهر جليا مكتوف الأيدي ومتهم وأحيانا تظهر في دور المشارك في الفتن الطائفية وتريدنا أن نصمت، تقف صامتا لأربعة أيام في ظل معركة شوارع بين الشرطة والشعب في محمد محمود وتريدنا أن نصمت، حلك الوحيد لأي حدث فيه فتنة هو بناء "سور" وتريدنا أن نحترم فكرك في القيادة، تسحل وتضرب وتقتل وتعري المواطنين "ايا كانوا بلطجية أو شرفاء" وتريدنا أن نصمت!!!! ومع ذلك دعنا نفكر لوهلة ونعطيك عذرا.. هل تمارس عليك ضغوط؟.. هل هددكم الرئيس السابق وأعوانه بفضحكم بسبب أي شئ؟.. هل تم رفع التهديد لحياتكم وحياة عائلاتكم؟... وحتى لو كل هذه التهديدات تصل لكم بالفعل، هناك حل.. دوما هناك حل. وسأقترح الآن واحدا "فليظهر كل من وصله تهديدا في يوم من الأيام على التلفزيون ويعلنها صراحة أنه وصله تهديدات بكذا وكذا وكذا.. وهذا ما يضطره لفعل ما يفعل من جرائم في حق هذا الشعب.. وليكن صادقا مع نفسه قبل أن يخرج علينا.. وهناك سنصبح كلنا معه ندافع عنه ومعه عن بلدنا وعن أهله. وان كنت أيها المجلس تود صالح البلد بأي شكل... لما ظهرت في هذه المشاهد المشينة ولو مرة... أرجوكم نظرة واحدة لصالح مصر... نظرة واحدة عاقلة تجعلكم.. تفعلون ما ينبغي أن تفعلوه. ولو معملتوش الصح، البلد هي اللي هيتعمل معاها الصح، يا إما إنتوا اللي هيتعمل معاكوا الصح"