يجب أن ندرك أن للتسويق السياسي قواعده وأساليبه، التي تختلف عن تلك المستعملة في تسويق المنتجات المادية، فمنظمات الأشخاص، التي تعد خلية أو مجموعة خلايا من الأشخاص أو الأفراد يتفقون في الرأي والطبائع ولهم مصالح مشتركة يسعون لتحقيق مطالب وأهداف خاصة مستعملين كل الإمكانيات والوسائل المتاحة لديهم ويسنها العرف والقانون، تقتبس من التسويق التجاري أساليب واستراتيجيات تكيفها حسب طبيعة منتجها الذي هو مجموعة من الصفات الشخصية وغير الشخصية وفي ضمنها خصائص المرشح، صورة المرشح، صورة الحزب الذي ينتمي إليه والوعود المقدمة التي يقبلها الجمهور على أنها تشبع حاجتهم ورغباتهم. ومن أجل تحديد خصائص هذا المنتج لابد من الاستعانة بالبحوث التسويقية كما هو الشأن في التسويق التقليدي، غير أن هذه البحوث تعنى بجميع الفئات والشرائح السوقية المتمثلة في الرأي العام لأنه على المرشح السياسي إذا كان قادرا على تخمين القضايا الرئيسية، فإنه عليه أن يعرف مدى أهميته النسبية في عقول مختلف مجا ميع الناخبين، ولذلك فإن على المرشح وكحد أدنى أن يعرف مدى مساهمة القضايا الرئيسية للانتخابات والوضع المتعلق بكل منها والذي سيحظى بمعظم أصوات الشرائح السوقية . وبناءً عليه فقد تم التوصل إلى أن التسويق السياسي هو ذلك النشاط أو مجموعة الأنشطة التي تستهدف تعظيم وتنظيم عدد المؤيدين لمرشح سياسي أو لحزب معين أو برنامج أو فكرة معينة، بما في ذلك الدعم المادي الجماهيري باستخدام كافة وسائل الاتصال الجماهيري أو أيّ وسائل أخرى ضرورية. كما يعد التسويق العملية الرئيسية التي تستعين بها المنظمات سواء الهادفة لتحقيق الربح أو غير الهادفة لتحقيق الربح، للتكيف والاستجابة للتغييرات الحاصلة في فرص السوق حيث يمثل التسويق هنا عملية ديناميكية للتغير والاستجابة، والتي يمكن للمنظمة من خلالها، التكيف مع التغير الحاصل في العوامل البيئية، فأداة الربط بين المنظمة والبيئة هي خطتها الشاملة والتي يطلق عليها استراتيجية التسويق هذه البيئة تتغير بشكل سريع ومستمر، الأمر الذي يتطلب من المنظمة إعداد استراتيجيات تسويق تساعدها في تحقيق الاستجابة السريعة والفعالة تجاه هذه المتغيرات في البيئة التسويقية, وبالتالي فاستراتيجية التسويق هي (خطط) و ( طرق ) واسعة يتم تصميمها لتحقيق الأهداف الرئيسية للمنظمة. عندما نستعمل كلمة التسويق لوحدها، فإن الأمر يتعلق تقريبا ودوما، بالتسويق التجاري ومع ذلك فإنه يوجد بالتأكيد مقاربات تسويقية في المجال السياسي أيضا أو في المجال الاجتماعي ويعتبر التسويق السياسي اصطلاحًا حديثًا نسبيا فى أدبيات علم السياسة حيث يتضمن استخدام أدوات وأساليب التسويق وتطبيقها علي العمليات السياسية ، كما أن التسويق السياسي نتاج التزاوج بين التسويق والسياسة ، وهو كنشاط ومنهج يعكس اختراق التسويق لمجال السياسة ، فالإعلان السياسي و الحملات السياسية عبر الإنترنت و مشاركة الإستشاريين و مديري الحملات السياسية و الاستهداف الجزئي من النماذج التي تستخدم في التسويق السياسي. و رغم أن التسويق السياسي يتزايد استخدامه في النظم السياسية الديمقراطية التي يكون فيها دعم الجماهير غاية في الأهمية لتعزيز السلطة ، خاصة و أن لفعالية التسويق السياسي أثرا علي أسلوب عمل الأحزاب السياسية و التي أصبحت ذات توجه أكبر نحو السوق و بدأت في وضع أطار لبرامجها و سياستها يتفق مع استطلاعات الرأي و الدراسات المسحية للسوق ، كما أن ثورة المعلومات و العولمة ساهمت بدور حيوي في تغيير النمط و المضمون المرتبط بالحملات السياسية التقليدية ، و التي أصبحت من أكبر التكتيكات التسويقية مهنية و تعقيدا . فضلا عن دورها في مساهمة الحزب السياسي علي تطبيق فلسفة التسويق لتلبية حاجات و رغبات الناخبين و رضاهم و بالتالي الحصول علي الدعم الانتخابي لتحقيق أهداف للحزب قد عرف التسويق السياسي أيضا بأنه: " ذلك النشاط أو مجموعة الأنشطة التي تستهدف تعظيم وتنظيم عدد المؤيدين لمرشح سياسي أو لحزب معين، أو برنامج أو فكرة معينة بما في ذلك الدعم المادي الجماهيري باستخدام كافة وسائل الاتصال الجماهيري أو أي وسائل أخرى ضرورية " . وفي موضع آخر نجد أن التسويق السياسي يعرف كما يلي:" هو مجموعة من العمليات والأنشطة التي تؤدي إلى نجاح المرشح في الانتخابات السياسية، أو هو نظام متكامل تتفاعل فيه مجموعة من الأنشطة التي تعمل فيه بهدف تخطيط وتسعير وتعزيز (تحشيد) المرشح من أجل فوزه في الانتخابات التي يطمح إليها " . إذن من خلال استعراض تعاريف التسويق الحديث للفعاليات السياسية أو التسويق السياسي، و استعراض تسويق المنتجات و الخدمات نرى أن التسويق السياسي يتطابق مع تسويق المنتجات و الخدمات في الإجراءات و الوظائف، و لكنه يفترق في أنه رؤية نتيجة الجهود التي بذلت في التسويق السياسي في غضون أيام أو أسابيع و ليس في أشهر أو سنين كما هو الحال في البرامج الصناعية، كما يختلف التسويق للمنتجات و الخدمات عن التسويق السياسي في الاستراتيجيات و الأهداف النهائية التي يهدف إليها كل منها.