على ذكر صفقة تبادل الاسرى الفلسطينيين و شاليط التي تقوم مصر فيها بدور الوسيط, تذكرت رواية فرانكنشتاين لماري شيلي التي تحكي رواية طالب علم ذكي اسمه (فيكتور فرانكنشتاين استطاع ان يصنع كائنا ضخما متوحشا و لكن هذا الكائن يأخذ في تدمير حياة صانعه الدارس فرانكنشتاين هذه هي حكاية شاليط و لكن في لباس آخر, هذا الجندي الذي تم اسره منذ خمسة سنوات من قبل المقاومة الفلسطينية, و منذ حينها بدأت الحملة الاسرائيلية للافراج عن شاليط, و المراسم التي تُقام كل عام للافراج عنه و جذب تعاطف العالم, و الضغط على الحكومات الاسرائيلية المختلفة. أصبح شاليط في اسرائيل, هذا الجندي الذي لو ربما قُتل في احد العمليات فلن يأبه صحافي اسرائيلي واحد بنشر اسمه, بطلاً اسرائيليا, و على مر الاعوام السابقة أخذت الصحافة و المجتمع الاسرائيلي تضخيم هذا الشاليط على اساس اظهار وحشية مختطفيه و الضغط على الرأي العام العالمي و كأن من في سجون اسرائيل ليسوا بشرا كجلعاد, و استمرت حملات الدعاية و عبادة القضية و تعظيم شأنها, مثلها مثل الهولوكست, كعادة الصهاينة و لكن انقلب السحر على الساحر, و التف اختراع فرانكشتاين لكي يدمر حياته, فهذا الشاليط أصبح صداعا في رأس الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة, حتى صارت أي مبادرة يتم تقديمها من الجانب الفلسطيني بخصوص الاسرى مقابل شاليط و ترفضها الحكومة و كأنها تقصير و تهاون من الحكومة الاسرائيلية في الافراج عن جلعاد و أصبحت الفرصة مواتية –خاصة بعد وجود اطراف جديدة في القضية كالمجلس العسكري في مصر مستعدة لأن تنجز شيئا في القضية الفلسطينية, بعد حالة الركود الغريبة التي كانت تشهدها القضية في عهد مبارك, و تحول شاليط من ورقة ضغط على الراي العام العالمي و المقاومة الفلسطينية' إلى ورقة تضغط و كارت يمكن استثماره لصالح الفلسطينيين, و خرج مقابل فرد واحد أكثر من ألف اسير, و لم لا؟ ألم يعط الاسرائيليين لاسيرهم هذا المكانة, ألم يصنعوا هذا الكائن الضخم الجلعادي الشاليطي و طاوعتهم حكوماتهم, فليتحملوا الآن و يدفعوا بعض من ثمن دعاياتهم, و نفرح نحن بخروج بعض اسرانا.. و أراهن ان الاعلام الاسرائيلي سيفكر ألف مرة قبل أن يصنع شاليطا ضخماً آخر, و حتى هذا الموعد أقول