ذكر الكاتب الأمريكي "ميكا زينكو" - زميل مركز العمل الوقائي في المجلس الامريكي للعلاقات الخارجية – في مقال نشرته مجلة "ذا اتلانتيك" الأمريكية أن وزير الدفاع الأمريكي "ليون بانيتا" سأل الشهر الماضي عن ما إذا كانت الحكومة العراقية ستطلب من القوات الأمريكية أن تبقى في العراق بعد الإتفاق فيما بينهما على الإنسحاب في 31 ديسمبر 2011. وأكد بانيتا أنه لن يكون هناك أية مناقشات حول تمديد وجود القوات الأمريكية في العراق بعد نهاية العام الجاري، وطوال موسم الصيف الحالي كانت القوات العسكرية الأمريكية تطمح في الحفاظ على بقاء 10000 جندي في العراق لسببين، أولاً أن تمنع القوات الأمريكيةإيران من تزويد المقاتلين الشيعة في العراق بالعبوات الناسفة والصواريخ والتي كانوا قد استخدموها من قبل لقتل الجنود الأمريكيين، من جانبه صرح الجنرال المتقاعد "مايك أوتس" القائد السابق للقوات الأمريكية في العراق أنه لم توجد أية حوادث بين صفوف القوات الأمريكية من خلال إستخدام الذخائر الإيرانية. السبب الثاني في تمسك القوات الأمريكية ببقاء 10000 جندي بالعراق هو أن عدداً من المسؤولين الأمريكيين يعتقدون أن بقاء 10000 جندي امريكي هناك سوف يخفف من تأثير التواجد الإيراني على المدى الطويل في اللعراق. ومؤخراً اقترح البيت الأبيض ووزارة الدفاع الأمريكية أن يتم الحفاظ على بقاء حوالي 3000 جندي أمريكي في العراق بعد عام 2011 ولكن بهدف تدريب قوات الأمن العراقية كما تدرس إدارة الرئيس باراك أوباما بقاء قوة أمريكية صغيرة في الكويت وتناوبها إلى العراق لفترات محدودة والعودة مرةً أخرى إلى الكويت. وعلاوة على ذلك أشار السيناتور الأمريكي ليندسي جراهام رئيس لجنة القوات المسلحة الأمريكية بمجلس الشيوخ إلى أن بقاء 3000 جندي أمريكي في العراق سيكون أحد أكبر الأخطاء الفادحة في السياسة الأمريكية . من جانبه أكد المحلل السياسي "كينيث بولاك" بمعهد بروكينجز الأمريكي أن بقاء 3000 جندي أمريكي في العراق لن يمكنهم من لعب أى دور إيجابي لعملية حفظ السلام وجمع المعلومات الإستخباراتية، بالإضافة إلى دعم إعادة إعمار العراق ودفع عملية التنمية، أو حتى شن غارات عسكرية لمكافحة الإرهاب، وباختصار فإن بقاء قوة صغيرة كهذة لن يتيح لها الفرصة لحماية نفسها ناهيك عن بعض الأفراد الأمريكية الأخرى في العراق. ورأى الكاتب أن الغريب في الأمر أن الحكومة العراقية لم تطلب حتى الآن مناقشة الأمر، خاصة وقد حذر الأدميرال "مايكل مولن" رئيس هيئة الأركان المشتركة في العراق من عدم مناقشة الحكومة العراقية للإمكانيات المطلوبة لبقاء القوات الأمريكية هناك، وراى أنه إذا رغبت الحكومة العراقية في ذلك فلابد أن تعجل في الأمر نظراً لأنه لن تكون هناك أية فرص أخرى للمناقشة.