تجهيز 476 لجنة انتخابية ل«الشيوخ».. 12 مرشحا يتنافسون على 5 مقاعد فردي بالمنيا    وزير الإسكان يتفقد مشروع مرافق الأراضى الصناعية بمدينة برج العرب الجديدة    روسيا: تحرير بلدة "ألكساندرو كالينوفو" في دونيتسك والقضاء على 205 مسلحين أوكرانيين    نقابة الموسيقيين تعلن دعمها الكامل للقيادة السياسية وتدين حملات التشويه ضد مصر    عدي الدباغ على أعتاب الظهور بقميص الزمالك.. اللاعب يصل القاهرة غداً    تفاصيل القبض على سوزي الأردنية وحبس أم سجدة.. فيديو    إصابة 5 أشخاص فى حادث انقلاب ميكروباص بطريق "بلبيس - السلام" بالشرقية    «تيشيرتات في الجو».. عمرو دياب يفاجئ جمهور حفله: اختراع جديد لأحمد عصام (فيديو)    لا تتسرع في الرد والتوقيع.. حظ برج الجوزاء في أغسطس 2025    الصحة: حملة 100 يوم صحة قدمت 26 مليونا و742 ألف خدمة طبية مجانية خلال 17 يوما    استجابة ل1190 استغاثة... رئيس الوزراء يُتابع جهود اللجنة الطبية العليا والاستغاثات خلال شهر يوليو 2025    استقبال شعبي ورسمي لبعثة التجديف المشاركة في دورة الألعاب الأفريقية للمدارس    مبابي: حكيمي يحترم النساء حتى وهو في حالة سُكر    "قول للزمان أرجع يا زمان".. الصفاقسي يمهد لصفقة علي معلول ب "13 ثانية"    النقل: استمرار تلقي طلبات تأهيل سائقي الأتوبيسات والنقل الثقيل    المصريون في الرياض يشاركون في انتخابات مجلس الشيوخ 2025    طعنة غادرة أنهت حياته.. مقتل نجار دفاعًا عن ابنتيه في كفر الشيخ    أمطار على 5 مناطق بينها القاهرة.. الأرصاد تكشف حالة الطقس خلال الساعات المقبلة    الاستعلامات: 86 مؤسسة إعلامية عالمية تشارك في تغطية انتخابات الشيوخ 2025    رئيس عربية النواب: أهل غزة يحملون في قلوبهم كل الحب والتقدير لمصر والرئيس السيسي    60 مليون جنيه.. إجمالي إيرادات فيلم أحمد وأحمد في دور العرض المصرية    رئيس جامعة بنها يعتمد حركة تكليفات جديدة لمديري المراكز والوحدات    "قومي حقوق الإنسان": غرفة عمليات إعلامية لمتابعة انتخابات الشيوخ 2025    وديًا.. العين الإماراتي يفوز على إلتشي الإسباني    «يونيسف»: مؤشر سوء التغذية في غزة تجاوز عتبة المجاعة    المصريون بالسعودية يواصلون التصويت في انتخابات «الشيوخ»    مراسل إكسترا نيوز: الوطنية للانتخابات تتواصل مع سفراء مصر بالخارج لضمان سلاسة التصويت    الثقافة تطلق الدورة الخامسة من مهرجان "صيف بلدنا" برأس البر.. صور    «بيت الزكاة والصدقات»: غدًا صرف إعانة شهر أغسطس للمستحقين    هل يشعر الأموات بما يدور حولهم؟ عالم أزهري يجيب    انطلاق قمة «ستارت» لختام أنشطة وحدات التضامن الاجتماعي بالجامعات    تعاون بين «الجمارك وتجارية القاهرة».. لتيسير الإجراءات الجمركية    «الصحة» تطلق منصة إلكترونية تفاعلية وتبدأ المرحلة الثانية من التحول الرقمي    مفاجأة.. أكبر جنين بالعالم عمره البيولوجي يتجاوز 30 عامًا    تنسيق المرحلة الثانية للثانوية العامة 2025.. 5 نصائح تساعدك على اختيار الكلية المناسبة    استمرار انطلاق أسواق اليوم الواحد من كل أسبوع بشارع قناة السويس بمدينة المنصورة    انخفاض الطن.. سعر الحديد اليوم السبت 2 أغسطس 2025 (أرض المصنع والسوق)    وزير الرياضة يشهد تتويج منتخب الناشئين والناشئات ببطولة كأس العالم للاسكواش    شكل العام الدراسي الجديد 2026.. مواعيد بداية الدراسة والامتحانات| مستندات    تنظيم قواعد إنهاء عقود الوكالة التجارية بقرار وزاري مخالف للدستور    ترامب: ميدفيديف يتحدث عن نووي خطير.. والغواصات الأمريكية تقترب من روسيا    22 شهيدا في غزة.. بينهم 12 أثناء انتظار المساعدات    النشرة المرورية.. سيولة فى حركة السيارات على طرق القاهرة والجيزة    زلزال بقوة 5.6 درجة يضرب قبالة سواحل مدينة كوشيرو اليابانية    أيمن يونس: شيكابالا سيتجه للإعلام.. وعبد الشافي سيكون بعيدا عن مجال كرة القدم    ترامب يخطو الخطوة الأولى في «سلم التصعيد النووي»    90 دقيقة تأخيرات «بنها وبورسعيد».. السبت 2 أغسطس 2025    حروق طالت الجميع، الحالة الصحية لمصابي انفجار أسطوانة بوتاجاز داخل مطعم بسوهاج (صور)    رسميًا.. وزارة التعليم العالي تعلن عن القائمة الكاملة ل الجامعات الحكومية والأهلية والخاصة والمعاهد المعتمدة في مصر    سعر الذهب اليوم السبت 2 أغسطس 2025 يقفز لأعلى مستوياته في أسبوع    الصفاقسي التونسي يكشف تفاصيل التعاقد مع علي معلول    عمرو دياب يشعل العلمين في ليلة غنائية لا تُنسى    استشارية أسرية: الزواج التقليدي لا يواكب انفتاح العصر    مقتل 4 أشخاص في إطلاق نار داخل حانة بولاية مونتانا الأمريكية    مشاجرة بين عمال محال تجارية بشرق سوهاج.. والمحافظ يتخذ إجراءات رادعة    أمين الفتوى: البيت مقدم على العمل والمرأة مسؤولة عن أولادها شرعًا (فيديو)    هل يشعر الأموات بما يدور حولهم؟ د. يسري جبر يوضح    وزير الأوقاف يؤدي صلاة الجمعة من مسجد الإمام الحسين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الثورة الليبية و العنزة الطائرة

هنالك ظاهره تتلازم مع ظهور أي اختلاف عقائدي او أيديولوجي . وهي ظاهرة المؤيد لها وظاهرة المضاد لها . ولا أظن أحدا يمكن أن يخالفني الرأي إلا بقول إن هناك فئة تلزم الحياد . وهذه الفئةبحثنا ودققنالحياد فلها من الأسباب التي تجعلها كذلك . ولكن إذا بحثنا ودققنا نجد أنها تميل لأحد الفئتين , أو تظن أن احد الفئتين على صواب , وهنا نرجع للمربع الأول وهو المؤيد والمعارض ولكن تختلف قوة التأييد أو المعارضة من الإيجابية إلى السلبية .
وهذا ينطبق على الثورة الليبية, فالثورة الليبية لم تكن أبدا ثورة مسلحة أساسا. ولا هي ثورة جياع يبحثون عن طعام , أو عاطلون يبحثون عن عمل . لأن منشأها أو الشرارة التي أشعلت كم القهر والضغط الذي يعاني منه الشعب الليبي هو سجن المحامي فتحي تربل محامي ضحايا مجزرة سجن بو سليم , هي ثورة نشأة للمطالبة بحرية السجين ومنها انطلقت إلى المطالبة بحرية كل الليبيين ,
الثورة الليبية هي ثوره من اجل الحرية والكرامة , إذن هي ثورة أيدلوجية , وهي تفضل عن الثورة الفرنسية , حيث أن الثورة الفرنسية في منشأها ثورة جياع , ثورة أناس يبحثون عن لقمة خبز , ولم تنضج مبادئ الثورة الفرنسية إلا بعد عقد من الزمان , ولكن الثورة الليبية انطلقت بمبادئها , وهي الحرية والكرامة , منذ اللحظة الأولى .
هذه هي أيدلوجية الثورة الليبية .
إذن ما هي أيدلوجية من يناهضها ويحاربها , يجب أن تكون مبادئه عكس مبادئها , أو على الأقل تختلف عن هذه المبادئ .
ولكن من يجرؤ على أن يقول أنا أود أن أبقى سجينا ومقيدا ؟
ومن يجرؤ أن يقول أن ارغب في أن أبقى عبدا ذليلا ؟
لا أظن أن هذا منطقا يقبله أي بشر . هنا تتدخل آله الدعاية الخاصة بالحاكم الظالم والمستعبد , يجب أن تعطي لإتباعه ممن لا يؤمنون بالحرية لأنهم ولدوا وعاشوا تحت حكم تسلطي ويخافون منها , كالطير الذي ولد في الأسر , تجده يبقى داخل أو جوار القفص حتى وأن فتحته له , والحيوان الذي يولد في الأسر يكره أن يترك القفص مفتوحا , بل ولاحظ العلماء على بعض الحيوانات التي ولدت في الأسر أنها تخاف وتنزوي في ركن بعيد عن الباب المفتوح , ومن يتجرأ منها على الوصول إلى الباب يرجع بسرعة عنه , ولا يرتاح ويبدأ في التجول في قفصه إلا بعد أن يقفل عليه مرة أخرى ,
تتدخل الدعاية المضادة للثورة بإعطاء أمثال هؤلاء الذريعة التي تجعلهم يحاربونها , ويقفون ضدها , ومهما كانت هذه الذرائع واهية أم مصطنعة أم كاذبة , فهم يقبلونها كمسلمات , وتجدهم يرددونها كببغاوات , بالضبط كببغاء هاله المصراتي الوطنية التي تردد هتافهم الله ومعمر وليبيا وبس (أستغفر الله من قوله ولكن ناقل الكفر ليس بكافر) . فهم لا يختلفون عنه كثيرا , ولذلك مهما جادلتهم أو ناقشتهم , مهما أعطيتهم من الحقائق و البيانات تجدهم لا يؤمنون بما تقول , ويبقون يرددون نفس العبارات ,وقد أحصيت عددا من أهم عباراتهم وسأورد بعضها مع الرد عليه عسى أن تجد أذنا صاغية عند احدهم وإن كنت اشك في ذلك , لأن الاختلاف حقيقة ليس بين مكذب ومصدق , بل بين مؤمن بشي وآخر مؤمن بعكسه , وعندما تصل درجة التصديق إلى الإيمان , فمن الصعب أن تتغير , ولذلك نجد أصحاب الفرق المنحرفة أو الأديان الأخرى لا يؤمنون بأي دليل تورده لا من كتاب ولا من سنة ولا من عقل أو منطق , بل يبقون على رأيهم , ولن يردوا عليك الحجة بالحجة والدليل بالدليل والبرهان بالبرهان , ولا حتى يحاولوا أن يدحضوا حجتك بدليل أقوى منها ,
ولنأتي على حجج هؤلاء
الحجة الأولى والأكثر شيوعا :-
• الثوار هم "ثوار الناتو" هذه تسمية يطلقها بعض من يحسب على المثقفين أما الرعاع فتجدهم يقولون "كلاب الناتو" ,
نرد عليهم . منذ يوم 15 فبراير وحتى تطبيق قرار حظر الطيران لدينا أكثر من 45 يوما والثورة مستعرة في طرابلس وزواره والزاوية ومصرتة والجبل الغربي و أجدابيا وبنغازي والمرج ودرنة وكثير من المدن .... فماذا كانوا يسمون خلال هذه الفترة ؟ لم يكن هنالك ناتو ولا غيره , كان شعب اعزل في المدن أمام كتائب أعدت من مال الشعب وقوته لكي تخدم الطاغية وتثبت سلطانه .
وبعد فرض الحظر الجوي الذي سعت إليه دول أسلامية وعربية وهي دول مجلس التعاون – السعودية – قطر – الأمارات – الكويت – البحرين – عمان فهل هذه دول لها غرض استعماري في ليبيا ؟ وهي دول غنية بالبترول, بل و أغنى من ليبيا , وساندته الدول العربية عبر الجامعة العربية , بينما من يعارض فرض الحظر نجدها دول تحتاج إلى النفط الليبي والمال الليبي وهي دول إفريقيا وروسيا . فهل جاء التدخل بناء على طلب الناتو الذي تردد كثيرا في الموافقة على تنفيذ الحظر , وما زالت هناك دول في الناتو لا تؤيده أو لنقول أنها تقف على الحياد .
إذن لا نجد في القول أن الناتو تدخل في ليبيا المصداقية , لأن قرار التدخل جاء من الأمم المتحدة , ودخل في الحملة عدة دول أسلامية . فالناتو هو أداة لتنفيذ قرار للأمم المتحدة وقد تلكأ كثيرا في قبولها . ومما يثير الاستغراب أن الرافض لتدخل الأمم المتحدة ينسى إن الدولة الليبية أنشأت بقرار من الأمم المتحدة
والمفارقة الغريبة أن قرار الحظر الجوي في مجلس الأمن اتخذ ب 12 صوتا لصالحه وامتناع ثلاث عن التصويت ' و لم يعارضه احد , بينما قرار الأمم المتحدة باستقلال ليبيا أخذ بأغلبية صوت واحد في الجمعية العامة للأمم المتحدة سنة 1949، وكان الصوت الذي عمل الفرق هو صوت جمهورية هايتي السوداء. ولهذا السبب أمر الملك السنوسي رحمه الله بتسمية شارع كبير باسم هايتي في ليبيا اعترافاً بجميلها.
ولذا فأن استقلال ليبيا هو وليد قرار أممي , فعلى من يقول بعدم اختصاص الأمم المتحدة بالتدخل في ليبيا , أن يراجع نفسه , لأنه ينسف قرار استقلال ليبيا , فلا يصح أن تقبل قرار وترفض آخر , فقط لأن الأول يعجبك ويمشي مع مصالحك والآخر لا يمشي مع مصالحك .
• الحجة الثانية هي حجة الاستعمار الجديد
نجد الكثير من أعوان وحلفاء القذافي يرددون القول بان الناتو يحاول استعمار ليبيا , وهم ينسون أو يتناسون أن الناتو تدخل بموجب القرار ألأممي رقم 1973 ومن فقراته الرئيسة انه لا يجوز أنزال عسكري على الأراضي
الليبية , وان العمليات تتوقف بمجرد أن يوقف القذافي الهجوم على المدنيين . إذن أي حجة أن هذا استعمار جديد ' يلغيها القرار الذي تم التدخل بموجبه , ثم إن القائلين بالاستعمار نسوا أو تناسوا عامل كبير في المعادلة , عامل الشعب الذي خرج ليطالب بحريته . فكيف يجوز أن يخرج شعب يطالب بالحرية ويدفع ثمنها ضريبة الدم والدمع والعرق, ثم يضحي بها بكل هذه البساطة ؟ هل هذا يعني أن العرب عموما والليبيون خصوصا ما هم إلا قطيع أغنام يسوقه احدهم يمنة وآخر يسره ؟ أم يعني أن هذه الأمة ذات التاريخ العريق لم تصل بعد إلى سن النضج حتى أنها لا تعرف الفرق بين مستعمر وآخر .
القائلون بهذا القول يحتقرون أنفسهم قبل أن يحتقرون الشعوب , لأنهم جزء من هذه الشعوب . كم أتمنى أن يرد علي من يدعي إن الذي يحدث في ليبيا هدفه هو استعمارها , كيف يفكر الشعب الليبي ؟ وكيف سيرضى الشعب الليبي أن يخرج من استعمار ويرمي بنفسه في حضن حظ استعمار آخر ؟
ويلكم كيف تفكرون يأمن تحتقرون شعوبكم؟
• الحجة بأن الشعب الليبي يؤيد القذافي وأن الثوار هم قلة قليلة
فهنا نسأل من يؤيد القذافي – لو كان الشعب الليبي يحبه ويؤيده إلى هذا الحد الذي يدّعيه , و لو كان يريد أن يجنب البلد الفتنه فلماذا لم يوقف قتل أهله وشعبه ويدمر بلده , ويسحب مسلّحيه إلى قواعدهم وبذلك يثبت الحجة على من يتهمهم ؟ ويثبت بالدليل القاطع أن الشعب الليبي معه كما يدعي ,
هل كان عناده مع القرار ألأممي راجع إلى انه يعلم انه إذا اخرج مسلّحيه من المدن فستخرج المدن كلها عن طوعه , وخصوصا طرابلس وضواحيها القريبة , أم لأن دماء الليبيين رخيصة , فهو يقتل الليبيين في المدن والقرى والناتو يرد عليه بقصف أسلحته , وهكذا يفقد الليبيون أرواحهم على يديه وأسلحتهم على أيدي الناتو , ومن المستفيد في النهاية ؟ بالتأكيد ليس الشعب الليبي بل هم تجار السلاح . وسيكسب القذافي بضع أيام أخرى في السلطة لأنه يعلم أن لا مكان في الأرض يمكن أن يقبله .
لا أعلم هل يصدق أتباع القذافي ومنظّريه وإعلامييه أن الشعب الليبي معهم ؟ أم أنهم فقط يرددون هذه الكلمات كببغاء هالة مصراتي ؟ أليس من الأجدى والأولى للقذافي أن يثبت حب الشعب له , وان يجنب السلاح جانبا , ويرى هل يخرج الشعب لتأييده ؟
أي عاقل يسمع مثل هذا الكلام يعلم انه لولا خوف القذافي من خروج الشعب الليبي كاملا ضده لما استعمل السلاح , ولم يعطى الوعود بأنه سيقوم بإصلاح بكذا وإصلاح ذاك وسيقيم الدستور ويغير العلم ويوزع الثروة . أين هو قبل الثورة من هذه الوعود .. لماذا لم يقم بها طوال أربعون عاما ؟
نقول لهولاء , اجعلوا القذافي يسحب أسلحته وكتائبه عن الشعب الذي يدّعى انه يحبه , ولننظر هل يحبه أم لا ؟
بينما نجد نظام القذافي يعتمد على القتل والترهيب والسجن والترويع ليضمن بقاء سيطرته على المناطق التي تقع تحت يده , وهذا لم نره في المناطق التي تحت يد الثوار ,
وهذه هي وسائل الإعلام العالمية من شرق العالم وغربة حرة طليقة تجول في كل المناطق التي تقع تحت سلطان المجلس الوطني الإنتقالي , ينقلون للعالم أي حركة او همسة تحدث فيه , بينما في المناطق التي تقع تحت سلطان القذافي نجد مراسلوا الصحافة وسائل الإعلام محبوسون داخل فندق ريكسوس لا يخرجون إلا بطلب من نظام القذافي ولا يصورون إلا ما رضي عنه نظامه . و أي صحف ينشر ما لا يوافق هواه يتم طرده , فلماذا هذا الخوف؟ لو كان حاكما مبايعا يحبه شعبه , لترك للصحافة الحرية في الحركة واستطلاع الآراء
• حجة الغزو الصليبي :-
هذه حجة أوهى من خيوط العنكبوت وكتبت عنها كثيرا , انتهت عهود الحروب الدينية . وانتهى عهد الاستعمار , ودخلنا عهدا جديدا في التاريخ الإنساني , وعربة التاريخ لا ترجع للوراء بل هي في تقدم دائم , والعودة بها إلى الخلف مستحيل كالعودة بالزمن , وأول من قال أن عهد الاستعمار قد انتهى هو القذافي نفسه , وأول من بشّر بعصر الشعوب هو القذافي نفسه , ولكن يقولون بأفواههم ما ليس بقلوبهم , فكما تنبأ القذافي بانتهاء عصر الاستعمار يأبى إلا أن يرجعنا إلى عهد سحيق , عصر الحروب الدينية , عصر السيف والرمح والحصان , بينما نحن في عصر الثقافة المفتوحة , عصر الانترنت والفضائيات , عصر أصبح الخبر متاحا , ويستطيع فرد واحد أن يكّون وكالة أنباء وينشئ صحيفة يصل صداها إلى ملايين القراء في العالم . يستطيع أن يرسل صورة يغير من خلالها الرأي العام العالمي في لحظة أو لحظات .
من يقول بهذا ينسى إننا في عالم يحكم أمريكا حاكم زنجي اسود من أصول إسلامية , عصر يشكل المسلمون نسبة كبيرة من سكان أوربا الغربية .
والله إن من يقول هذه الحجة يحتاج إلى طبيب نفسي أو استشاري في الأمراض العقلية ليفحص قواه العقلية .
إنهم كمن يريد أن يحول مجرى النهر ليرتفع الماء إلى الأعلى .
• أن القذافي هو ولي أمر ويجب طاعته :-
نأتي لهذه الحجة , أولا القذافي نفسه نفى وينفي أن يكون له أي منصب في الدولة , وانه ليس برئيس ولا حاكم . إذن كيف يصدر الأوامر , كيف يعين ويخلع ويستلم ويصرف أموال الدولة . هو نفسه ينفي نفيا قاطعا أن يكون رئيسا , وقالها بنفسه في خطاب زنقة زنقة الشهير , لو كنت رئيسا للوحت (ألقيت أو رميت) بالاستقالة في وجوهكم , إذن هو إما كاذب او مغتصب ,
ولنكن أكثر وضوحا هو كاذب وهو المتحكم في كل شرايين الدولة هو وعصابته . ولكن الذي أوجب طاعة القذافي هي انقلابه العسكري على الملك السنوسي . فلنسلم انه ولي أمر جدلا , ولكن الآن الثوار الليبيون أصبحت لهم دولة وجيش وحكومة تعترف بها الكثير من دول العالم , وفي الفقه , توجد قاعدة وهي ما يسميه الفقهاء فقه الواقع , فلو سلمنا جدلا أن القذافي كان ولي الأمر لفترة ما , ولكن ثار عليه الثوار وأزاحوه عن السلطة , هكذا أصبحت قيادة الثوار هي ولي الأمر الحقيقي والشرعي , فهي التي تسيطر على اغلب مناطق ليبيا , من شرقها إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها , ولديها حكومة وجيش واقتصاد وموانئ وسفارات و ممثليات في دول كثيرة , فحسب المفهوم الفقهي أصبحت هي السلطان ذو الشوكة الذي اعترفت به معظم دول العالم .
قد يقول قائل , إنها حكومة غير منتخبة من الشعب , فنرجع لهم القول , ومن انتخب القذافي ؟ لقد قام بانقلاب عسكري وأخذ الحكم , ثم إن الكثير من المدن والقبائل الليبية قد بايعت المجلس الوطني الانتقالي كسلطة حاكمة , وبهذا أصبح سلطة فعلية .
• الخوف من تكرار ما حدث في العراق
لا اعلم ما الرابط بين العراق وليبيا , فالوضع مختلف والحالة مختلفة , في العراق كان غزو بدون مسوغ لجيش أمريكي مطعم ببعض الجيوش الأخرى في وقت كانت أمريكا تحكم بمجموعة المحافظون الجدد . وقد أخطئت القوة الغازية عدة أخطاء .
ولكن في ليبيا هي اقرب لحالة البوسنة والهرسك منها لحالة العراق , فلماذا تذكر العراق ولا تذكر البوسنة والهرسك ,
في البوسنة والهرسك كان المسلمون يحاربون سلطة حاكمة يحدوها تعصب عرقي تقتل المدنيين , تدخلت دول الناتو تدخلا مباشرا واستطاعت أن تحمي المدنيين , كانت لها أخطاء في "سيربرنيتشا" ولكن في النهاية نالت البوسنة والهرسك استقلالها وامن شعبها , وكذلك حالة كوسوفو .
هل المقصود في وصف الحالة العراقية البعيدة عن الحالة الليبية وعدم وصف الحالة البوسنية هي استجلاب العداء للثوار ؟
إجابة هذا لدي المحللين والإعلاميين الذين يصرون على أن الحالة الليبية تشبه الحالة العراقية رغم الفرق الشاسع بينهما , ولا يذكرون الحالة البوسنية و يقارنوها بالحالة الليبية رغم التقارب الشديد بين الحالتين
أتمنى أن أجد إجابة . ولكن لا حياة لمن تنادي .
وهكذا بعد أن رددنا على حجج الأبواق التي تدعم نظام القذافي بالدليل والحجة , أنا متأكد إن بعضهم سيكرر نفس الحجج ,ولن يحاول الرد على ما أوردناه ,
وهذا يذكرني بقول بحادثة القرويان اللذان كانا يسيران فشاهدا شيء اسود جاثم على الأرض , قال احدهم هي عنزة فرد الأخر أنها غراب ورفع حجرا رمى به الشيء الأسود , فطار محلقا بعيدا , فرد عليه الثاني , عنزة , عنزة ولو طارت .
لهؤلاء نقول لهم العنزة لن تطير إذا استقامت عقولكم , ولكنها في حالتكم الآن فهي عنزة طائرة .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.