وائل قنديل يكتب - جريمة أخلاقية فى تشكيل مجلس حقوق الإنسان

التشكيل الجديد للمجلس القومى لحقوق الإنسان يحتوى على جريمة أخلاقية وسياسية.. التشكيل الذى وضعه الدكتور يحيى الجمل يحمل إهانة واحتقارا للثورة وشهدائها، ويؤكد من جديد ما سبق وأن لفت الأنظار إليه من أن الدكتور الجمل يعمل بطريقة «قدم فى ميدان التحرير وأخرى فى ميدان مصطفى محمود».
وعليه ضم تشكيل المجلس الجديد أسماء لا يتصور أحد أن تكون فى مجلس يتولى الدفاع عن حقوق الإنسان المصرى بعد ثورة 25 يناير.
لقد جاء الجمل بكل من حازم منير ومحمد صبحى فى تشكيلة المجلس، الأول ناصب الثورة المصرية العداء منذ يومها الأول، والثانى ينتمى إلى مدرسة «الزجزاج» فى التعامل مع الثورة، حيث تبدل وتحول مع اتجاه الريح.
الأول الزميل حازم منير مدير تحرير روزاليوسف عندما كانت نشرة يومية ملاكى لجمال مبارك وأحمد عز، وأحد صناع برنامج «البيت بيتك» الذى اخترعه أنس الفقى وزير الإعلام المخلوع لخدمة مشروع التوريث.
غير أن الأخطر هو، ما رؤية منير للثورة، وهى بالمناسبة موثقة ومنشورة فى مقاله اليومى بصحيفة الأهرام المسائى.
فى الرابع من فبراير أى قبل أسبوع من خلع مبارك شن منير حملة رعناء على القنوات الفضائية العربية بحجة أنها تنقل أكاذيب عن الشعب المصرى وقال بالحرف الواحد عن قناة العربية «العربية خلال اليومين الماضيين أظهرت أسوأ ما فى مهنة الإعلام من انحياز سافر وتحريض غير طبيعى.. العربية وهى لم تعد اسما على مسمى،‏ تشوه الشعب المصرى لمجرد أن الملايين من أبناء الوطن انحازوا لرئيسهم الشرعى ضد مؤامرة حاك خيوطها الاستعمار الجديد‏،‏ ونفذتها فضائيات هابطة الأخلاق والقيم فاقدة للمعايير المهنية مثل الجزيرة والحرة‏.‏
كنت أول من أمس فى ميدان مصطفى محمود أتابع المظاهرة المؤيدة للرئيس حسنى مبارك‏،‏ شهدت ما يزيد على خمسين ألفا من المصريين صبية وفتيات وشباب ورجال ونساء من مستويات اجتماعية متفاوتة فى مشهد تقشعر له الأبدان‏،‏ يتمنى الحزب الوطنى لو أن ربعهم أعضائه عنده‏،‏ خرجوا من أنفسهم حاملين أعلام مصر مرددين الهتافات المناصرة للوطن والرئيس مبارك والمنددة بأمريكا والجزيرة والفضائيات الأخرى ومنها للأسف العربية التى وصفت هذا المهرجان الشعبى الحاشد بأنه مجرد حشد لبضعة مئات من أنصار مبارك‏».
إننى أضع سطور الزميل المحترم وهى مجرد عينة أمام المجلس الأعلى للقوات المسلحة ورئيس الوزراء عصام شرف، وأتساءل: هل لا يوجد فى مصر إلا ذلك الذى اعتبر الثورة الباسلة «مؤامرة استعمارية» وأن مبارك هو الوطن؟ ما هذا التهريج!!