عنوان المقال مقتبس من فيلم "سلفني 3 جنيه" لعلي الكسار الذي أضحك أجدادنا ولم يعش ليشهد غضب أهله في النوبة ومات وهو يحتاج إلي سلفة فلم يكن الفن يبيض ذهبا. ذلك اننا نعود مضطرين للاقتراض من صندوق النقد الدولي صاحب السمعة السيئة.. وهناك من يقول بتعدد المصادر فنتفاوض مع أكثر من بنك دولي لعل ذلك يخفف من القيود المتوقعة علينا متناسين ان كل تلك المؤسسات المالية العالمية شروطها واحدة وأولها التدخل في شئون المدين اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا وما لا يخطر علي البال. يبدو انه ليس هناك بدا من الدواء المر. ولقد حاولنا يوم رفض المجلس العسكري اقتراح وزير المالية السابق باللجوء الي صندوق النقد.. ليعود الحديث من جديد علي اتباع نفس الطريق بعد اشتداد الأزمة المالية التي لا يبدو لها انفراج قريب. المعادلة صعبة ما بين انفجار يطالب بالحق في حد أدني من المعيشة وبين توقف الانتاج وجفاف مصادر الدخل.. فلما طال الوقت بل وزادت الاحتجاجات والاعتصامات والتوقف عن العمل وبالتالي المزيد من سوء الحال. اقترب الخطر أكثر. لم يعد يهم ان نعرف ماذا حدث لمليارات اصحاب المعاشات والتأمينات. فمازالت الاتهامات مطروحة ومازالت الاجابات غير واضحة. غير ان ما يبديه خوف البعض علي مدخراته في البنوك هو ما يجب ان يوضح للجميع فالاشاعات تسري وذكريات شركات توظيف الأموال مازالت في الأذهان مع الفارق الكبير.. ولكن الذعر اذا استبد لن يسمع صاحبه صوت العقل وطبعا الاستثمارات الأجنبية تلاشت تقريبا.. وكميات أموال المصريين التي هربت للخارج مع الثورة زادت من تفاقم الأمر. الحقيقة ان الانتاج مصاب بالشلل في معظم المجالات والسياحة تسير في نفق مظلم فمن الذي سيملأ خزينة البلاد بالمال؟ .. وهل تفيد القروض كثيرا أو طويلا إلا في دفع الأجور وتسديد الالتزامات مع تزايدها؟ .. ومع الاصرار علي أن يحتفظ أصحاب المليون جنيه في الشهر والامتيازات المرفهة علي التمسك بما يكسبون بغير حق دون أن يقترب منهم احد. فهم سادة قريش!! عاودت رئيسة الصندوق الدولي عرضها بتقديم تسهيلات في اقراض مصر إذا أرادت. هناك من يري بأن القرض سوف يسهم في سد عجز الموازنة.. بعد أن أرهقها الدين الداخلي والفوائد العالية علي اذون الخزانة. لم يصل الأمر إلي حد الخطر رغم اغلاق عدد من المصانع ونقص احتياطي النقد الأجنبي.. فمازالت الأرقام تقول إننا قادرون علي الاستيراد لأكثر من خمسة أشهر وهي فترة لا بأس بها والسياحة لم تتوقف تماما رغم كل معوقاتها. الخوف من استمرار الانفلات الأمني وتصاعد الاضرابات واستمرار الاسراف هنا والتقصير هناك. إذا لم يتدهور الموقف تخرج مصر من عنق الزجاجة ويبتعد عنها شبح الافلاس. يبقي قرض النقد الدولي وربنا يستر ولو اننا نحن الذين جلبناه بأنفسنا!!