بعد عشر سنوات من اجتياح العراق بحجة حيازته أسلحة دمار شامل لم يتم العثور عليها قط، دعا كبير مفتشى الأممالمتحدة فى العراق سابقا هانز بليكس المجتمع الدولى إلى عدم تكرار الخطأ نفسه عبر شن حرب على إيران. وقال بليكس، الدبلوماسى السويدى السابق البالغ من العمر 82 عاما فى حديث مع عدد قليل من ممثلى وسائل الإعلام فى دبى، "إن ذاكرة العالم قصيرة.. الفشل والأخطاء المأساوية التى ارتكبت فى العراق لا تؤخذ بعين الاعتبار كما يجب"، لافتا الى أنه "فى حالة العراق، كانت هناك محاولة من بعض الدول لتدمير أسلحة دمار شامل لم تكن موجودة. واليوم هناك مع يتكلم عن ضرب إيران لتدمير نوايا ربما ليست موجودة. آمل ألا يحدث ذلك". ورأى بليكس، الذى نشر بعد الحرب كتابا تحت عنوان "العراق، الأسلحة التى لا يمكن العثور عليها"، أن المجتمع الدولى لا يملك أدلة أكثر عن وجود برنامج تسلح نووى فى إيران، مضيفا "صحيح أن المفاوضات الدبلوماسية استمرت طيلة السنوات الأخيرة دون أن تسفر عن نتائج تذكر.. البعض يعتقد أن الحرب يمكن أن تحل المشكلة.. لكن برأيى، الحرب ستكون كارثة ويمكن أن تؤدى إلى انفجار كبير فى المنطقة"، وإضافة إلى ذلك، "فإذا كانت إيران لم تتخذ قرارا بصناعة أسلحة دمار شامل، فإنها ستتخذ قرارا بذلك مع شن حرب عليها" على حد قول بليكس. وأعرب بليكس عن عدم تأييده فرض الضغوط بشكل مفرط على إيران، وقال إن "التهديدات يمكن أن تدعم الدبلوماسية، لكنها يمكن أيضا أن تأتى بنتيجة عكسية"، معتبرا أن إيران التى تتهمها الدول الغربية وإسرائيل بالسعى لامتلاك أسلحة نووية، أعطت "مؤشرات ايجابية" خلال المفاوضات الأخيرة مع القوى الكبرى فى الماتى بكازاخستان. وبليكس الذى عمل فى السابق وزيرا لخارجية السويد، عين عام 2000 مديرا تنفيذيا للجنة المراقبة الخاصة بالعراق، وعمل مفتشو الأممالمتحدة الذين كلفوا بالبحث عن أسلحة دمار شامل فى العراق تحت إشرافه بين نهاية 2002 وبداية 2003 دون أن يجدوا شيئا قط. وعارض بليكس التدخل العسكرى الذى أطلقه الرئيس الأمريكى السابق جورج دبليو بوش ورئيس الوزراء البريطانى السابق تونى بلير فى 21 مارس 2003 بذريعة أسلحة الدمار الشامل التى يفترض أنها كانت بحوزة الرئيس العراقى السابق صدام حسين. وبليكس الذى نشر بعد الحرب كتابا تحت عنوان "العراق، الأسلحة التى لا يمكن العثور عليها"، دافع حتى النهاية عن ضرورة استمرار عمليات التفتيش فى العراق. وأرسل البيت الأبيض بعد اجتياح العراق فريقا من ألف مفتش للبحث عن أسلحة الدمار الشامل، إلا أنه أيضا فشل فى العثور على أى من هذه الأسلحة الممنوعة.