أنا إعلامى مبتدئ والتلفزيون المصرى "وقع" و"الجزيرة" اتبعت سياسة الإخوان وفقدت جمهورها ومصداقيتها السينما أصبحت تدار بالعائلات.. والبلاتوه فسحة وضحك .. والألفاظ الخارجة فى الدراما "قلة أدب" ما بحبش أتفرج على نفسى والكويس فى بلدنا بيطفشوه و"سكاى نيوز" محترفة فى فن الإدارة رجل من زمن الحب، هذا هو ما يشعر به مشاهدوه ومحبوه، ومتابعوه فى برنامجه «حوار القاهرة».. فى هذا الحوار، يكشف هشام سليم، تفاصيل تجربته الإعلامية الجديدة، كما يتطرق الفنان فى حديثه عن السينما فى الزمنين الماضى والحاضر، ويتحدث نجل صالح سليم عن الحياة الكروية فى مصر الآن. «الدموع يبعثها الألم، وهى وحدها التى تخفف الألم».. أى شعور مؤلم اجتاحك ودفعك للبكاء فى برنامج «جملة مفيدة»؟ - أنا عادة لا أبكى، ولا أذرف الدمع بسهولة، وربما يكمن سر بكائى فيما يتعرض له الوطن طوال الفترة الأخيرة من المشاكل والأزمات التى بات الشعب يعانى منها، وأصبحنا «مش عارفين راسنا من رجلينا، والواحد خايف على بلده». فى ظل هذه التوترات السياسية وما يتعرض له الإعلام من نقد لاذع.. أقبلت على تقديم برنامج «حوار القاهرة».. ألم تخش ألسنة النقد؟ - أسعى أولا لكى أكون محايدا، لأن هناك من يظن أننا لن نقدم شيئا حياديا، وهذا ناتج عن عدم الثقة الموجودة بين فئات الشعب المصرى، وحتى الآن مازلت أعمل على إعداد الأسئلة بنفسى، وأود الإشارة إلى أن إدارة قناة «سكاى نيوز» التى يعرض على شاشتها البرنامج، محترفة فى فن الإدارة، عكسنا تماما، لأن العمل لدينا قائم على مبدأ «الصداقة وعلشان خاطرى»، وما أتفق عليه مع الإدارة يحدث على الفور دون تقصير، والقناة احترمت تاريخى، رغم أنها قناة غير مصرية، لكن فى بلدنا «الكويس بيطفشوه». بعد تقديمك حلقتين من «حوار القاهرة» كيف يمكنك تقييم نفسك ك«مذيع»، خاصة بعدما شاهدت الحلقات بعد انتهاء البرنامج؟ - مازلت مبتدئا فى الإعلام، وبصراحة «لسه بتعلم»، ولا أستطيع تقييم تجربتى الإعلامية الآن، يجب أن تأخذ وقتا كافيا حتى يتسنى التقييم، ولست أنا الذى أقيم، هناك من يتابع بنسبة تأثير البرامج على الجمهور، ولم أشاهد الحلقتين، لأنى «مبحبش أتفرج على نفسى»، واعتدت على هذا الأمر حتى فى أعمالى السينمائية، كنت لا أشاهدها إلا بعد مرور سنة على الأقل. ذكرت أنك إعلامى مبتدئ.. واختيار الضيوف يخضع لممارسة إعلامية.. فكيف تختار ضيوفك من السياسيين وشباب الثورة؟ - بالطبع إعلامى مبتدئ، لأن الوقوف أمام الكاميرا فى الأعمال السينمائية يختلف عندما تكون إعلاميا، وأنا لا أحدد ضيوف برنامجى حتى الآن، والإدارة هى التى تختارهم، ولو لدىّ آراء أعرضها عليهم ولن يرفضوها، لأنه «محدش بيرفض الأفكار الجادة». هل ترغمك القناة على فتح موضوعات ذات توجه سياسى معين؟ - لا توجد أى ضغوط أو تلميحات من قبل القناة، وأنا شخصيا يجب أن أوزن حديثى، ولا أقول ما أشاء بل أقول ما يريد الشارع أن يسأله، ولا أطرح وجهة نظرى السياسية، ولست مع أحد ضد أحد، لكن مع الحق وضد الباطل، والبرنامج يصنف تحت مسميات «سياسى اجتماعى سياحى فنى كروى» بغض النظر عن شىء بعينه. من الممكن أن نشاهد أحد قيادات جماعة الإخوان المسلمين ضيفا على برنامجك «حوار القاهرة»؟ - أستضيف المحترم وأضعه فوق رأسى، وليس عيبا أن استضيف شخصا محترما، والإخوان جزء من الشعب المصرى، ولابد أن يعوا هذا الأمر، ويحترموا الناس على أساس أننا جميعا مصريون. قدم الفنانان هانى رمزى ومحمد هنيدى تجارب إعلامية.. ما رأيك فى اتجاه الفنانين لمجال الإعلام؟ - لا أعلق على أحد من زملائى، وكل شخص حر فيما يختار ويفعل، وبصراحة لم أشاهد برامجهما حتى أحكم عليها. بعد دخولك الحقل الإعلامى، كيف ترى شكل الإعلام الحكومى والإعلام الخاص؟ - إعلام الحكومة «وقع»، وهناك عزوف واضح من الجماهير عن مشاهدة التليفزيون المصرى، لأنهم لم يعتادوا على كشف الحقيقة، و«عمرهم ما واجهوا الناس بصراحة»، وحاليا يكذبون، ثم يقولون «الكذب فى سبيل الله ممكن»، ولا أدرى كيف يكذب الإنسان على شعبه، ثم يقول فى سبيل الله، أما الإعلام الخاص ف«كل واحد ماشى على هواه»، وقناة الجزيرة أصبحت تتبع سياسة الإخوان المسلمين، بحكم أنها قطرية وفقدت جمهورها ومصداقيتها، والإعلام مكتوم من زمان، ومازالوا يريدون تكميمه. إذن الثورة المصرية لم تصنع شيئا.. رغم مرور عامين على اندلاعها؟ - الثورة بالفعل لم تصنع شيئا حتى الآن بل بالعكس أصبحنا نعود للوراء، والطريقة التى تدار بها البلاد تقول إن «مفيش حاجة هتحصل» ولو قمنا بتغيير الرئيس ومجلس الشورى ومجلس الشعب أيضاً، لأنك لم تعمل على «رباية» شعبك من الأساس بل ميّزت فئات على فئات، و«لعبت فى الشعب زى ما أنت عايز»، من أجل مكوث أطول فترة على الكرسى، والشعب مبسوط وفرحان وبيهلل. لكن الشعب غضب وثار وتمرد على الخنوع منذ 25 يناير؟ - ثورة 25 يناير كانت نزعة اعتراضية وليست صيحة غضب، وجاءت نهايتها من عند ربنا بتنحى حسنى مبارك، ثم أتى المجلس العسكرى وسلّم البلد للإخوان «علشان يطلع زى الشعرة من العجينة»، ولا يستطيع أحد محاسبة قياداته بعد ذلك، وهذا اتضح جليا مع الوقت، ولا أتوقع معاقبة المجلس العسكرى لأننا لم نر أحدا يعاقب من جانب الحكومة، أما الجانب الآخر فيحاولون أن يلبسوه تهمة لأنه مختلف معهم سواء بالترهيب أو التكفير. بخصوص نبرة التكفير والتدين.. ما رأيك فى كل ما يثار من بعض الشيوخ على الفضائيات؟ - بصراحة أنا بدأت أشك إنى مسلم أم لا، مما أسمعه من بعض الناس بقولهم «الرسول كان بيشتم»، مع أنى غير مقتنع بكلامهم، وأعلم أنه تحريف للكلم عن مواضعه، لكن من يفعل هذا لابد أن يختفى لأن الفتنة أشد من القتل، و«لّما المتدين يقول كده، المش متدين يقول إيه». توقعاتك من يحكم مصر الآن؟ - بالتأكيد ليس الرئيس مرسى، لأن المفروض أن الرئيس يظهر وقت الأزمات، وأنا لا أرى شخصه يظهر وقت الأزمة بل يختفى ولذلك «مش ممكن يكون ريس». كيف ينصلح حال البلد فى رأيك؟ - عندما نفكر جميعا فى إعلاء مصلحة الوطن عن المطامع الشخصية، لكن طالما كل شخص يفكر فى نفسه لن ينصلح حال البلد، خاصة مع تدهور الحالة الاقتصادية، ونحن فى طريقنا لبيع البلد لقطر وبصراحة «مش عارف قطر عاملة معاهم إيه»، والشعب هو من سيدفع الثمن. هل خاصمت السينما وابتعدت عنها فى السنوات الأخيرة؟ - لم أخاصم السينما، ولكن شركات الإنتاج لم ترسل لى سيناريوهات لأنى ملتزم فى مواعيدى، وهم «مبيحبوش كده»، وفضلت الابتعاد لأنى بدأت العمل بالسينما عندما كانت محترمة، ولى تاريخى المشرف، «رغم إن فيه ناس مش عايزة تعترف بكده لأنى صريح وواضح وبيقولوا علىّ عصبى». تعتقد أن أداء الرقابة ساهم فى تصدير هذه النوعيات الفنية لنا؟ - الرقابة تسير بمبدأ «شيلنى وأشيلك» مثل أى شىء فى مصر، وإيران أصبحت تفوز بالأوسكار ومصر لا. بصفتك ابن المايسترو صالح سليم.. كيف ترى عودة الدورى والحياة الكروية فى مصر؟ - لما نلعب «ماتش» بدون جمهور كأننا نعرض فيلما سينمائيا بدون مشاهدين، وحال الكرة مثل حال مصر، «كل واحد بيقول أنا أحسن واحد». بمناسبة ذكر اسم المايسترو كيف ترى سينما والدك؟ - رصيد والدى فى السينما ثلاثة أفلام فقط هى «الشموع السوداء» و«الباب المفتوح» و«السبع بنات»، لكن «الشموع السوداء» حقق نجاحا مدويا، و«كسر الدنيا»، والكلب «روى» الذى ظهر مع والدى فى الفيلم «مش بتاعنا» كما اعتقد الجمهور، كان لدينا كلب آخر لأن والدى كان يعشق الكلاب. ما الشعور الذى ينتابك عندما تتابع أعماله خاصة فيلم «الشموع السوداء»؟ - قبل وفاة والدى كنت أشاهده، لكن حاليا لا، لأنى بتذكره وأتذكر حنانه، وشخصية «أحمد عاصم» التى جسدها بالفيلم «هى شخصية والدى كما عرفته يجمع بين القوة والحنان»، وكان يعاملنى كرجل بعد بلوغى 14 عاما. تتذكر بعضا من المواقف التى تعرضت لها، لكونك ابن الراحل صالح سليم؟ - عندما كنت أؤدى الخدمة العسكرية، كان مدير المعسكر يقول لى «أنت ابن صالح سليم عايزين كارنيهات للنادى الأهلى»، وعندما كنت أخبره بعدم قدرتى فى رفع طلبه لوالدى يقول «ابن صالح سليم مينزلش إجازات»، ومواقف أخرى حيث كانوا يقولون «هشام سليم ميخدش علاوة مش محتاج ده ابن صالح سليم»، رغم أن والدى لم يصرف على شخصى بعد الجامعة وقبل انتهائى منها. ما الفارق فى رأيك بين هذا العهد.. وزمن المايسترو؟ - «البنى آدم هو اللى تغير»، زمان كان فيه أدب، والموظف أو الفلاح الذى يتحصل على 3 جنيهات فى الشهر «كان عايش مرتاح»، وكانت هناك طبقة متوسطة، انكمشت حاليا وأصبحت فئة قليلة جدا تملك الملايين، وفئة العمال والفلاحين «اللى شايلين البلد» تحت خط الفقر والقحط، والحاكم لا يرغب أن يعلّم الشعب، «لأنه خايف لو تعلم وبقى مثقف هيطيره من الحكم»، و«الناس مش بتتعامل فى البلد دى على أساس بنى آدمين، لكن على أساس إنهم كلاب أو خرفان أو بقر»، ومصر من 50 عاما كانت جميلة ونظيفة ويقال للست يا هانم وللراجل يا أستاذ. لديك رسالة تريد توجيهها للشعب المصرى؟ - أقول للشعب فكروا فى أبنائكم «محدش هينفعكم»، وعليكم بالعمل والمثابرة حتى يقضى الله أمرا كان مفعولا.