أكدت الجلسة الأولى فى فعاليات منتدى الاتصال الحكومى، والتى أقيمت بعنوان "الحكومة والجمهور على أهمية التواصل الفعال بين الحكومات ومواطنيها، وخاصةً فى خضم التغيرات الاستراتيجية التى يشهدها العالم اليوم. وأشار المشاركون فى الجلسة إلى أن عملية الاتصال الحكومى الصحيحة تبدأ لحظة اقتناع الحكومات بضرورة التواصل مع مواطنيها وفق أسس استراتيجية، فتسعى إلى معرفة متطلباتهم ومشاكلهم، واستشعار همومهم والإصغاء إليهم، لتعمد بعدها إلى الانخراط فى صفوفهم، فتفهم وجهات نظرهم، ويسمعون وجهة نظرها. وخاصة بعد الربيع العربى الذى فرض على الحكومات تغير مفهومها. وشارك فى الجلسة كل من، روان الضامن- إعلامية فى شبكة الجزيرة، ورائد برقاوى- مدير تحرير صحيفة الخليج الإماراتية، وجيلبيرت ضومط- مستشار ومدير شركة بيوند للإصلاح والتنمية، وغسان حجار- مدير تحرير جريدة النهار اللبنانية. وأدارت الجلسة نعمة أبو وردة، الإعلامية فى "بى بى سى ورلد". وتحدثت نعمة أبو وردة خلال الجلسة عن الربيع العربى وبداياته، وكيف أنه يسعى لتغيير حياة الكثير من الناس عبر إبدائهم آراءهم بتواصل صريح وشفاف. وأطلقت مصطلح إدارة شؤون الشعب على عملية التواصل وشددت على كلمة "إدارة" وأشارت إلى كونها الكلمة المطلوبة فى وصف الطريق الأمثل لتواصل الحكومات مع جمهورها، مشيدة بجهود الشارقة كونها السباقة فى هذا المجال. وفى هذا السياق، لفتت روان الضامن إلى أن المشكلة الرئيسية التى تواجه عملية الاتصال والتواصل فى الوطن العربى هى التركيز على وجود طرفين فى هذه العملية، وشددت على أهمية التركيز على الرسالة الموجهة، حيث إنها قابلة للتأثر بالوسيلة وبالمشاعر الصادرة عنها، وإن على الحكومات أن تحرص على نقل الرسائل الصادقة، كما شددت على أهمية الاتصال المباشر، كونه الأكثر تأثيرا فى عملية التواصل بين الحكومة والجمهور. وقال رائد برقاوى "تختلف تجربة الإمارات عن بقية الدول العربية، حيث عملت منذ زمن على تأسيس مجالس للتواصل مع جمهورها، ومع التطور وزيادة عدد السكان عملت الحكومة على استخدام أدوات التواصل الاجتماعى بشكل مباشر فاجئ الجميع". وتعليقا على التغيرات الحالية فى المنطقة العربية، قال برقاوى إن الحكومات العربية هدفت إلى تسويق منتجاتها عبر الإعلام التقليدى دون وجود منتج جيد يمكن الارتقاء به، موضحاً أن هذا المنتج بالنهاية يعبر عن حقوق الأفراد فى المجتمع، لذلك وجب على الحكومات اليوم أن تحسن هذا المنتج قبل أن تتواصل مع الجمهور، وأن توسع نطاق التواصل ليغطى جميع وسائل الإعلام التقليدية والحديثة. بدوره، تناول جيلبيرت ضومط، فى حديثه الوضع الراهن للعلاقة بين الحكومة والمواطنين فى للمنطقة العربية قائلاً "أن التحول الجذرى الذى تمر به المنطقة العربية يعمل على تغيير مفهوم الحكومة وعملها، حيث إن الوضع المثالى يجب أن يقوم على بناء شراكة بين الحكومة والمواطن واشراك المواطن فى عملية اتخاذ القرارات، وتحسين الخدمات العامة والقطاعات الحيوية كالصحة والتعليم". وشدد جيلبيرت على أهمية التواصل مع الجيل الشاب حيث وصفه بجيل الأفكار المبدعة. وأوضح غسان حجار أن دور الحكومات هو تمثيل الجمهور فى المحافل المختلفة، وأن عليها أن تبرر للجمهور أية قرارات سلبية، وتشرح الظروف القائمة لتريح الجمهور والمواطن، وتتجنب بالتالى أية ردة فعل سلبية لشعوبها.