اعلن الرئيس الأميركي باراك اوباما الاثنين انه يعتزم تمويل خطته للتوظيف البالغة 447 مليار دولار من خلال زيادة الضرائب على الاثرياء وشركات الطاقة. وارسل اوباما الساعي الى خفض نسبة البطالة البالغة حاليا 9,1% وتحسين حصيلة ولايته الرئاسية الخاضعة لضغوط كثيرة، مشروع القرار الى الكونغرس وحذر الجمهوريين من المماطلة في التصديق عليه باللجوء الى "ألاعيب سياسية" بينما الامة بحاجة لتدخل ملح. وبالرغم من ذلك قرراوباما تمويل الخطة من خلال وقف العمل بالتخفيضات الضريبية التي تحظى بها شركات الغاز والنفط والافراد الذين يجنون اكثر من 200 الف دولار، يعد لمواجهة جديدة مع الجمهوريين الذين رفضوا مثل هذه الاقتراحات في الماضي. واقام اوباما الذي تعهد بدعم الخطة في كل انحاء البلاد حفلا رسميا لاطلاق الخطة جمع خلاله رجال اطفاء وعاملين في حديقة الورود في البيت الابيض باعتبارهم مثالا على الاشخاص الذين تساعدهم مثل هذه الخطة. وقال "انها خطة ستعيد الناس الى العمل في كل انحاء البلاد. انها خطة ستساعد اقتصادنا الذي يمر بازمة قومية". واضاف "انها خطة يجب ان يوافق عليها الكونغرس. من دون الاعيب. من دون سياسة. من دون تاخير". وفي وقت لاحق، كشف البيت الابيض كيف يعتزم اوباما تمويل هذا القانون بطريقة لن تزيد من العجز الذي بلغ مستوى عاليا. وقال مدير الموازنة جاك لو ان الخطة ستلغي تسهيلات ضريبية محددة وبعض الاعفاءات للاشخاص الذين يجنون اكثر من 200 الف دولار والاسر التي يزيد دخلها عن 250 الف دولار. ويعتزم اوباما فرض ضريبة على الفوائد التي يجنيها مدراء صناديق التحوط على انها مدخول عادي وليس بصفتها ارباح راس المال، كما سيلغي الامتيازات التي تتمتع بها شركات النفط والغاز. وسيلغي ايضا التسهيلات الضريبية التي يستفيد منها مالكو طائرات خاصة من المدراء التنفيذيين. وقال لو ان الخطة ستجني 467 مليار دولار. وتابع لو ان اللجنة الخاصة التابعة للكونغرس المكلفة جمع 1500 مليار دولار من تخفيضات العجز بحلول تشرين الثاني/نوفمبر يمكن ان توافق على مقترحات اوباما او تقدم اقتراحات اخرى لتمويل خطة التوظيف. الا ان مصادر من الجمهوريين اشارت الى ان مقترحات اوباما دليل على انه لا يزال مصمما على زيادة الضرائب مما يمكن ان يؤدي بنظرهم الى ابطاء ايجاد وظائف جديدة في الشركات الصغيرة. وصرح برندان باك المتحدث باسم رئيس مجلس النواب جون باينر "من العدل القول ان هذه الزيادة في الضرائب على الجهات الموفرة للوظائف هي اقتراح سبق وعارضه الجانبان في الماضي". واضاف "نحن نتطلع للعمل معا لدعم زيادة التوظيف لكن لا يبدو ان هذا الاقتراح تم انطلاقا من روح الشراكة الثنائية". الا ان الجمهوريين في مجلس النواب الذين باتوا كتلة معارضة لاوباما منذ فوزهم في الانتخابات التشريعية العام الماضي، المحوا الى انهم سيوافقون على بعض بنود الخطة وليس عليها كما ارسلت لهم. والاثنين صرح اوباما خلال طاولة مستديرة مع صحافيين من اصل اسباني انه سيوافق على اقرار بنود من خطته، مما يشكل تنازلا طفيفا لمنافسيه، لكنه حث الكونغرس على اقرارها كاملة. وقال "بالطبع لو اقروا بنودا من الخطة فلن اعترض عليها وساوقعها لكنني لن اتخلى عن البنود الباقية وساظل ادافع عنها طالما هناك حاجة للتوظيف". وتخفض خطة اوباما الضرائب على الدخل الى 3,1% وتؤمن دعما للولايات التي تعاني من مشاكل في السيولة كما تتضمن استثمارات في البنى التحتية بقيمة 50 مليار دولار لمواجهة البطالة المرتفعة والركود الاقتصادي. ويرى البيت الابيض انه وبعد المواجهة الضارية حول رفع سقف الدين الاميركي في يوليو/تموز الماضي، هناك ضغوط سياسية على الجمهوريين للتوصل الى تسوية حول بعض جوانب خطة اوباما. كما ان باينر وزعيم الاكثرية في مجلس النواب اريك كانتور اعلنا انهما يريدان التوصل الى تسوية مع الرئيس. الا انهما لا يريدان في الوقت نفسه ان يحقق الرئيس انتصارا كبيرا يمكن ان يستفيد منه في الانتخابات الرئاسية في نوفمبر 2012. واضافة الى تعهده دعم خطته للتوظيف في كل انحاء الولاياتالمتحدة، من المقرر ان يدافع اوباما عن مشروعه الثلاثاء امام تجمع انتخابي حاسم في اوهايو ومن ثم في كارولاينا الشمالية الاربعاء. وبدا اوباما معركته من اجل الخطة الجمعة في فرجينيا وهي ولاية جمهورية فاز فيها عند انتخابه رئيسا في 2008 ويحتاج الى دعمها مجددا للفوز بولاية رئاسية ثانية في 2012.