حذر خبراء وسياسيون من محاولات وسائل الإعلام، تشويه صورة الإسلاميين عقب الإعلان عن فوز الدكتور محمد مرسى برئاسة الجمهورية، وسعيها لعرقلة الرئيس المنتخب عن استكمال مسيرة وأهداف الثورة، مشددين على ضرورة دعم إعلام جديد يتسم بالنزاهة والمصداقية لإفشال مخطط هذه القنوات. وقال الدكتور عصام حشيش مسئول المكتب الإدارى بجماعة الإخوان المسلمين إن هناك أطرافًا كثيرة تريد تدمير قيم الأمة المرتبطة بالإسلام والعادات والتقاليد الراسخة التى نشأنا عليها عن طريق استخدام بعض الإعلاميين المتحولين، مشيرًا إلى أن تلك المحاولات لا تستهدف جماعة الإخوان المسلمين بشكل خاص وإنما التيار الإسلامى ومصر بشكل أكبر لإفقادها هويتها. واعتبر أن مساعدة بعض الإعلاميين لبعض القوى التى أثبتت الأيام أنهم هم الطرف الثالث جاءت لاتفاق وتبادل المصالح الشخصية فيما بينهما لإعادة إنتاج النظام السابق ومحاولة إجهاض ثورة 25 يناير المجيدة. فيما اعتبر أحمد حامد الخبير الإعلامى أن محاولات بعض وسائل الإعلام لتشويه صورة الإسلاميين جاء حرصًا على مصلحتهم التى يرون أنها تتعارض مع وجود التيار الإسلامى فى الحكم. وأرجع، الحملة الأخيرة لهذه القنوات والصحف ضد التيار الإسلامى لتوقعها فوز شفيق حتى آخر لحظة، وعندما أعلن عن فوز مرسى بدأت تأخذ رد فعل عكسى. وطالب حامد الرئيس مرسى بأن يقوم بإعادة هيكلة الإعلام الحكومى وإيجاد سبل إيجابية للتعامل مع الإعلام الخاص مع ضمان أن تبقى حرية الرأى مكفولة بما لا يتعارض مع إثارة الناس للفتن. وشدد على ضرورة وجود إعلام بديل مشيرًا إلى أن القنوات البديلة الخاصة بالتيار الإسلامى ضعيفة مؤكدًا على ضرورة وضع منظومة عمل وأهداف، والاعتماد على المتخصصين والكفاءات والسعى لمحاولة استقطاب شرائح أكثر من الناس. فيما حذر الدكتور عصام دربالة رئيس مجلس شورى الجماعة الإسلامية من محاولات أنصار النظام القديم لإفشال مسار الثورة من خلال إثارة القلاقل والفتن والخلل الأمنى فى مصر وتحميل مسئوليتها للرئيس المنتخب. وأشار دربالة إلى أن مؤيدى شفيق وبعض أصحاب المصالح وضعوا سيناريو ليكون بديلاً فى حالة عدم تمرير شفيق لرئاسة الجمهورية، من خلال وضع العقبات أمام الدكتور مرسى وعلى رأسها خلق وضع أمنى متدهور. وأكد دربالة أن بوادر هذه المحاولات لإفشال التجربة الديمقراطية. ظهرت محاولة نسب قتل شخص فى الشرقية لبعض الملتحين والمنتمين للتيار الإسلامى من أجل إظهار الملتحين بمظهر القتلة بعد تولى رئيس إسلامى ومحاولة توظيف عمليات القتل والجرائم على أساس دينى أو سياسى مشيرًا إلى قيام بعض الملتحين المجهولين بنهر الناس فى الشوارع خصوصًا غير المحجبات، كمحاولات مصطنعة لخلق فزاعة جديدة. وطالب رئيس مجلس شورى الجماعة الإسلامية، مرسى، بأن يلتفت إلى الأعمال والمشاريع الأساسية وألا يستدرج إلى مثل هذه القضايا، مع أهمية توضيح الصورة كاملة أمام الشعب بكل شفافية أولاً بأول حتى يبنى جذورًا من الثقة بينه وبين الشعب، لإحباط هذا المخطط. وانتقد دربالة العديد من وسائل الإعلام لترويجها مثل هذه الشائعات أو وضعها فى غير محلها وعلى غير حقائقها، مثلما كان يفعل مع مجلس الشعب ضمن محاولاتها لتشويه صورة الإسلاميين. وطالب دربالة بضرورة أن يكون هناك إعلام نزيه لكشف الحقيقة ومواجهة الإعلام المضلل إضافة إلى التعامل مع مروجى الإشاعات وفقًا للقانون لا أكثر. سيف الدين عبد الفتاح أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة حيث يرى أن دور الإعلام فى تشويه صورة التيار الإسلامى يعد امتدادًا للدور الذى كان يلعبه منذ وجود الرئيس المخلوع، مشيراً إلى أن مصطلح "الإسلامفوبيا" أصبحت تستخدم فى الداخل أكثر من الخارج. وأضاف أن نخبة من الإعلاميين يسعون لصناعة صورة سلبية ومشوشة ضد أى شخص يحمل فكرة إسلامية مهما كان، معتبراً أن ارتباطهم بالنظام السابق وحبهم له وراء موقفهم المضاد من الإسلاميين. ودعا عبد الفتاح إلى تخطى كل هذه المعوقات، وعدم الالتفات لها والسير على طريق الثورة وأن نعمل بكل طاقتنا عن طريق بث الثقة مرة أخرى فى الناس.