أكدت مصادر مطلعة مقرّبة من حركة المقاومة الإسلامية "حماس" صحة التقارير التى تحدثت عن حدوث تقارب فى الفترة الأخيرة بين الحركة وإيران، وحزب الله اللبنانى. وأوضحت المصادر - التى فضلت عدم الكشف عن اسمها - أن تقاربا كبيرا حدث بين الجانبين، وهناك مباحثات تجرى منذ مدة. وأضافت أن حماس كلفت القياديين فيها، أسامة حمدان، ومحمد نصر، لإدارة المباحثات بين الحركة والقيادة الإيرانية، وقيادة حزب الله الإيرانى. وكشفت المصادر أن إيران أمدت حركة حماس، بدعم مالى، وصفته ب"الجيد" الشهر الماضى. وأكدت أن التقارب لم يأتِ على حساب موقف حماس من الثورة السورية، لافتة إلى أن إيران وحزب الله، يتفهمان موقف حماس مما يجرى فى سوريا، ولم تضغطان عليها لتغيير موقفها. وتابعت: "هناك تفاهمات جديدة يجرى التفاوض عليها"، رافضة الإفصاح عن فحوى تلك التفاهمات. وبشأن سر هذا التقارب فى العلاقات، أوضحت المصادر المطلعة أن حماس وإيران "أفاقتا عقب الأحداث التى شهدت مصر، والإطاحة بالرئيس محمد مرسى، على واقع صعب، يستلزم منهما تجاوز التوتر الذى اعترى علاقاتهما خلال الفترة الماضية". ورأت أن عزل الرئيس محمد مرسى، فى ال3 من الشهر الجارى، وضع حماس فى أزمة كبيرة، دفعتها إلى إعادة ترتيب علاقاتها الإقليمية. وكانت العلاقات الوثيقة بين حماس وإيران قد شهدت تراجعا كبيرا، على خلفية موقف حماس المؤيد للثورة السورية. وعلى مدار سنوات عديدة، أقامت حماس علاقات قوية مع النظامين الإيرانى، والسورى، ضمن ما كان يعرف قبيل اندلاع ثورات الربيع العربى، ب"محور الممانعة"، فى مقابل تيار "الاعتدال" الذى كان يضم مصر (فى عهد الرئيس المخلوع مبارك)، والسعودية والإمارات، والأردن. لكن اندلاع الثورة السورية، ورفض حماس الضغوط الإيرانية والسورية لمعارضتها، والإعلان عن تأييد نظام بشار الأسد، وتّر العلاقات بينهم، رويدا رويدا إلى أن وصلت لقطيعة تامة بين حماس وسوريا، وشبه قطيعة بينها وبين إيران وحليفها "حزب الله. من جانبه، قال غازى حمد، وكيل وزارة الخارجية فى حكومة قطاع غزة المقالة، والمسئول فى حركة حماس أن "علاقة حماس والحكومة فى غزة مع إيران لم تنقطع، وإنما تأثرت سلباً بسبب موقع الحركة من بعض القضايا". وأضاف حمد أن "حركة حماس مهتمة بأن تكون علاقتها جيدة وقوية مع إيران؛ لأنها دولة قوية ولها إمكانياتها السياسية والاقتصادية وقدمت دعماً للقضية الفلسطينية والمقاومة". وأكد على أن إيران يمكن أن تلعب دوراً إيجابياً وكبيراً فى دعم المقاومة الفلسطينية سياسياً واقتصادياً. وقال: "نحن مع كل جهد وكل دولة تستطيع أن تدعم الشعب الفلسطينى وإيران من الدول التى قدمت دعماً كبيراً للقضية الفلسطينية".