يسود الاوساط السياسية والاقتصادية في الهند قلق كبير بشأن التراجع القياسي لقيمة عملتها لتصل الى ادنى مستوياتها 54.50 روبية مقابل الدولار في سوق صرف العملات، والخسائر الفادحة التي قد يتكبدها اقتصاد البلاد. ونقلت صحيفة "إيكونوميك تايمز" الهندية اليوم عن محللين اقتصاديين قولهم أن هذا الانخفاض زاد الطين بلة على الشركات الهندية التي اتجهت نحو الاقتراض بالدولار من الخارج، مستغلة ميزة انخفاض أسعار الفائدة، غير أن انهيار قيمة الروبية قضى على هذه الميزة. وأضافت المصادر أن من شأن هذا الوضع أن يؤجج مشاكل التضخم في البلاد الذي تجاوزت نسبته السنوية ال10 في المائة، وهي النسبة الأعلى ضمن الاقتصادات العالمية الكبرى، كما أن تراجع قيمة الروبية سيؤثر حتما على أسعار النفط الخام في الهند التي تستورد 80 في المائة من حاجياتها النفطية. وفقدت العملة الهندية22 في المائة من قيمتها مقابل الدولار خلال الأشهر الخمسة الماضية، وذلك بسبب الأزمة في منطقة اليورو الناجمة عن خروج وشيك لليونان من العملة الموحدة، مما فرض عبئا إضافيا يصل إلى 6.6 مليار دولار على الشركات الهندية التي اقترضت بالدولار من الخارج. وقد تراجعت قيمة كل العملات الآسيوية الرئيسية أمس مقابل الدولار وفق بيانات مؤسسة "بلومبورغ"، حيث انخفضت قيمة "الرينجيت" الماليزي ب 1.1 في المائة مقابل الدولار، فيما تراجع "الوان" الكوري الجنوبي ب 1 في المائة و "البيزو" الفليبيني ب0.9 في المائة. وقد عزا برناب موخيرجي وزير المالية الهندي هذا الوضع إلى استمرار حالة الارتياب بشأن مستقبل منطقة اليورو وخاصة في اليونان، مؤكدا أن الحكومة الهندية ستعتمد قريبا بعض التدابير التقشفية لتحقيق الانضباط المالي اللازم.