انتشار المال السياسي وتوجيه مباشر للناخبين ودعاية لأحزاب الموالاة….المصريون يواصلون مقاطعة انتخابات مجلس نواب السيسي    شركة القلعة القابضة تعتزم طرح 5 شركات تابعة بالبورصة المصرية خلال عامين    وزارة الدفاع الروسية تعلن السيطرة الكاملة على الجزء الشرقي من مدينة كوبيانسك    رونالدو: أعتبر نفسي سعوديا وجئت مؤمنا بقدراتها    بعد صورته الشهيرة.. ناصر ماهر ينفي امتلاكه حساب على "فيسبوك"    ياسر إبراهيم: كنا نعلم نقاط قوة الزمالك.. وزيزو لاعب عقلاني    مشاجرة الملهى الليلي.. النيابة تحيل عصام صاصا و15 آخرين لمحكمة الجنح    بالصور.. تعرض شيماء سعيد للإغماء خلال تشييع جثمان زوجها إسماعيل الليثي    بعد عرض جزء منه العام الماضي.. فيلم «الست» يعرض لأول مرة في الدورة ال 22 لمهرجان مراكش    غزة على رأس طاولة قمة الاتحاد الأوروبى وسيلاك.. دعوات لسلام شامل فى القطاع وتأكيد ضرورة تسهيل المساعدات الإنسانية.. إدانة جماعية للتصعيد العسكرى الإسرائيلى فى الضفة الغربية.. والأرجنتين تثير الانقسام    هيئة محامي دارفور تتهم الدعم السريع بارتكاب مذابح في مدينة الفاشر    شعبة المواد الغذائية: قرار وزير الاستثمار سيساهم في تحقيق استقرار نسبي لأسعار السكر    محافظ قنا وفريق البنك الدولي يتفقدون الحرف اليدوية وتكتل الفركة بمدينة نقادة    طن عز الآن.. سعر الحديد اليوم الثلاثاء 11 نوفمبر 2025 أرض المصنع والسوق    تعرف على بدائل لاعبي بيراميدز في منتخب مصر الثاني    أوباميكانو يثير الجدل حول مستقبله مع البايرن    مدير نيابة عن الوزير.. مدير «عمل القاهرة» يُلقي كلمة في افتتاح اجتماع «حصاد مستقبل الياسمين في مصر»    مدير «عمل الغربية» يزور العمال المصابين إثر انهيار سقف خرساني بالمحلة    طقس الخميس سيئ جدا.. أمطار متفاوتة الشدة ودرجات الحرارة تسجل صفر ببعض المناطق    الأوراق المطلوبة للتصويت فى انتخابات مجلس النواب 2025    الشرع لمذيعة فوكس نيوز: لم نعد تهديداً لواشنطن.. ونركز على فرص الاستثمار الأمريكي في سوريا    «سنبقى على عهد التحرير».. حماس تحيي الذكري 21 لرحيل ياسر عرفات    «إهانة وغدر».. ياسمين الخطيب تعلق على انفصال كريم محمود عبدالعزيز وآن الرفاعي في «ستوري»    «الحوت يوم 26» و«القوس يوم 13».. تعرف علي أفضل الأيام في شهر نوفمبر لتحقيق المكاسب العاطفية والمالية    مراسل إكسترا نيوز ينقل كواليس عملية التصويت فى مرسى مطروح.. فيديو    «الشرقية» تتصدر.. إقبال كبير من محافظات الوجه البحري على زيارة المتحف المصري الكبير    وزارة الصحة تكشف النتائج الاستراتيجية للنسخة الثالثة من المؤتمر العالمي للصحة والسكان    وزير الصحة يستقبل نظيره الهندي لتبادل الخبرات في صناعة الأدوية وتوسيع الاستثمارات الطبية    بنسبة استجابة 100%.. الصحة تعلن استقبال 5064 مكالمة خلال أكتوبر عبر الخط الساخن    إدارة التراث الحضاري بالشرقية تنظم رحلة تعليمية إلى متحف تل بسطا    تحرير 110 مخالفات للمحال غير الملتزمة بقرار الغلق لترشيد الكهرباء    تأكيد مقتل 18 شخصا في الفلبين جراء الإعصار فونج - وونج    معلومات الوزراء يسلط الضوء على جهود الدولة فى ضمان جودة مياه الشرب    اليوم.. استئناف متهم بالانضمام لجماعة إرهابية في الجيزة    بعد قرأته للقرأن في المتحف الكبير.. رواد السوشيال ل أحمد السمالوسي: لابد من إحالة أوراقه للمفتي    تحديد ملعب مباراة الجيش الملكي والأهلي في دوري أبطال أفريقيا    بعد تعديلات الكاف.. تعرف على مواعيد مباريات المصري في الكونفدرالية    إقبال متزايد في اليوم الثاني لانتخابات النواب بأسوان    مشاركة إيجابية فى قنا باليوم الثانى من انتخابات مجلس النواب.. فيديو    حسام البدري يفوز بجائزة افضل مدرب في ليبيا بعد نجاحاته الكبيرة مع أهلي طرابلس    شكوك بشأن نجاح مبادرات وقف الحرب وسط تصاعد القتال في السودان    بالأسماء.. إصابة 7 أشخاص في تصادم 4 ميكروباصات بطريق سندوب أجا| صور    وفد حكومي مصري يزور بكين لتبادل الخبرات في مجال التنمية الاقتصادية    بسبب أحد المرشحين.. إيقاف لجنة فرعية في أبو النمرس لدقائق لتنظيم الناخبين    وزيرا الأوقاف والتعليم العالي يشاركان في ندوة جامعة حلوان حول مبادرة "صحح مفاهيمك"    معلومات الوزراء: تحقيق هدف صافى الانبعاثات الصفرية يتطلب استثمارًا سنويًا 3.5 تريليون دولار    هدوء نسبي في الساعات الأولى من اليوم الثاني لانتخابات مجلس النواب 2025    انتخابات النواب 2025، توافد المواطنين للإدلاء بأصواتهم بمدرسة الشهيد جمال حسين بالمنيب    بينهم أجانب.. مصرع وإصابة 38 شخصا في حادث تصادم بطريق رأس غارب    ضعف حاسة الشم علامة تحذيرية في سن الشيخوخة    بعد إصابة 39 شخصًا.. النيابة تندب خبراء مرور لفحص حادث تصادم أتوبيس سياحي وتريلا بالبحر الأحمر    مجلس الشيوخ الأمريكي يقر تشريعًا لإنهاء أطول إغلاق حكومي في تاريخ البلاد (تفاصيل)    في ثاني أيام انتخابات مجلس نواب 2025.. تعرف على أسعار الذهب اليوم الثلاثاء    هل يظل مؤخر الصداق حقًا للمرأة بعد سنوات طويلة؟.. أمينة الفتوى تجيب    دعاء مؤثر من أسامة قابيل لإسماعيل الليثي وابنه من جوار قبر النبي    انطلاق اختبارات مسابقة الأزهر الشريف لحفظ القرآن بكفر الشيخ    ما حكم المشاركة في الانتخابات؟.. أمين الفتوى يجيب    د.حماد عبدالله يكتب: " الأصدقاء " نعمة الله !!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وفاة مبارك.. قدر..اغتيال.. أم انتحار؟
نشر في 25 يناير يوم 24 - 03 - 2012

الجرائم تقول: «فتش عن المستفيد» ومبارك الذي ظل في سدة الحكم ثلاثين عاماً وقبلها بسنوات كان نائباً للسادات بالتأكيد يعلم الكثير عن الجميع في الداخل والخارج، مما لا يمكن أن يقال أو حتي يكتب.. فالاطلاع علي أسرار بلد كمصر لمدة تعدت الربع قرن بكثير علي قدر ما تكسب من يعرفها مفاتيح القوة.. فإن تلك المفاتيح قد تكون هي السبب الرئيسي الذي يمكن أن يكتب نهايته.. وقديماً قالوا «الأسد العجوز تتنطط علي أكتافه القرود».. وكما هو الحال دائماً في مصر سنجد من يرفض ذلك السيناريو شكلاً وموضوعاً.. ومهما كان الرفض فإن ذلك السيناريو يمكن أن يصبح واقعاً لا محالة خلال ثلاثة شهور.. وهنا مكمن الفرق بين الدول المتخلفة.. والدول المتقدمة التي تسير وفق خطة محكمة تتوقع الأحداث الجسيمة قبل وقوعها لتضع حلولاً جاهزة في الأدراج يتم تطبيقها وقت الحاجة.. ولعلنا لا ننسي الارتباك الواضح الذي عانت منه مصر عندما سافر مبارك لإجراء جراحة في ألمانيا، في نفس هذا التوقيت بالضبط منذ عامين - أي في شهر مارس 2010 - ومنذ ذلك الحين حتي الآن لم نجد إجابة لسؤال وحيد «من يخلف مبارك؟».
عمرو عكاشة
«من قتل يُقتل ولو بعد حين».. مقولة ترددت عبر التاريخ.. دستور سماوي غير مكتوب.. يطبق من فوق سبع سماوات.. ويقف التاريخ شاهداً علي صدقها، فسليمان بن عبدالملك الخليفة الذي مات فجأة قبل أن يكمل عامه الأربعين، واختلف المؤرخون في طريقة موته.. ومعاوية بن أبي سفيان استعمل السم في قتل خصومه وفي مواجهة منافسي ابنه يزيد الذي لم يلبث في الحكم سوي ثلاث سنوات ومات أيضاً ميتة غاضبة.. هؤلاء وغيرهم ممن لم تثبت كيفية وفاتهم حفل تاريخهم بآلاف الضحايا.. وكذلك الحال في العصر الحديث تضاربت الأنباء حول استخدام السم في قتل «ستالين» الذي قتل الملايين في روسيا، وكذلك صدام حسين الذي أعدم بعد أن قتل الآلاف من شعبه.. وانتهاء بالرئيس السادات صاحب انتصار أكتوبر الذي كان قد اشترك في محاولة اغتيال «أمين عثمان»، وكانت نهايته أيضاً عن طريق الاغتيال.. وما يعنينا هنا هو وضع العديد من التصورات المتعلقة بنهاية الرئيس المخلوع «مبارك» متتبعين في ذلك أساليب أجهزة المخابرات مثل ال «CIA» والموساد اللذين يضعان سيناريوهات متوقعة لبعض الأحداث لكي يتم توقع طريقة التصرف حال حدوثها.. وهو ما نفتقده في مصر منذ قديم الأزل.. ننتظر وقوع الأحداث الكبري ثم نترنح لفترة.. بعدما نتخذ قرارات خاطئة وتكون المحصلة النهائية هي الفشل المتلاحق!!.. ولعلنا لا ننسي ما ذكره «بوب وود وارد» الصحفي الأمريكي الشهير في كتابه «الحجاب» (الحروب السرية لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية) الذي ذكر فيه أن أول اجتماع تم في مقر ال «CIA» بعد اغتيال السادات عام 1881 واختيار مبارك رئيساً لمصر.. تم فيه عرض فيلم فيديو لقرية «كفر المصيلحة» التي نشأ فيها مبارك في إطار استعراض قصة حياته!.. أي أن ذلك الفيلم تم تصويره في عهد السادات بواسطة عملاء تجولوا في القرية وقاموا بالتصوير.. وبالطبع فإن ذلك الفيلم تم إعداده مع أفلام أخري للشخصيات المحيطة بالسادات التي كان من المحتمل أن تتسلم الحكم بخلاف مبارك مثل منصور حسن وغيره.. وهو ما يؤكد أنه من الأفضل أن نتوقع الأحداث بتصورات عديدة يصل فيها الخيال إلي أبعد حد أفضل بكثير من الانتظار والبكاء علي اللبن المسكوب بعد أن تكون الفأس قد وقعت في الرأس.. وهو ما يحدث دوماً في مصر.. إلا أن التحليل المنطقي للأمور يجعلنا نتصور سيناريوهات من خلال تجميع المعلومات التي تصبح لدينا مثل قطع «البازل».. الناظر إليها وحدها لا يستطيع فهمها.. أما إذا تم ترتيبها بطريقة صحيحة فإنها ترسم صورة متكملة الأركان توضح ما يخفي عن العامة.. والسيناريوهات التي نقدمها الآن تجيب عن تساؤل وحيد.. هل يمكن أن تكتب نهاية مبارك قبل جلسة النطق بالحكم عليه في شهر يونيه؟.. وهل من الممكن أن يحتفل مبارك بعيد ميلاده الرابع والثمانين هذا العام.. أم أن للقدر رأياً آخر، خاصة أن مبارك الآن في وضع لا يحسد عليه.. الجميع يخشي موته.. والكل يخاف من تحمل تلك المسئولية.. أو من أية اتهامات يمكن أن تتعلق بموته.. وهو ما يفسر عدم نقل مبارك لمستشفي سجن طرة في عهد منصور عيسوي وزير الداخلية السابق.. الذي كان يخشي حدوث تلك الواقعة تحديداً في عهده حتي لا يتهم بأية اتهامات.. أو كما يقال في العامية المصرية «عشان ما يشيلش الليلة لوحده»!!
باختصار.. سيظل وجود مبارك علي قيد الحياة أزمة للجميع.. المجلس العسكري.. وزارة الداخلية.. الثوار.. حلفاء الأمس.. وجهات أخري منها من يريد الانتقام.. ومنها من جاور مبارك بل وتشارك معه في أمور البيزنس!.. ومن مصلحة الجميع عدم وجوده في الصورة حرصاً علي بقاء أسرار كثيرة طي الكتمان.. بل لا نبالغ إذا قلنا إن ذلك السيناريو يمكن أن يمتد لمبارك الابن!!.. فجمال مبارك بما يحمله من أسرار تخص من يملكون عصب الاقتصاد المصري.. وبما يملكه من مليارات بالخارج في حسابات سرية.. تجعله مرشحاً للاختفاء حتي تختفي معه حقبة من تاريخ مصر وأسرارها!.. لذلك فإن نهاية مبارك لن تخرج عن ثلاثة تصورات.. سوف يحدث واحد منها عاجلاً أم آجلاً.
السيناريو الأول.. القدر
«لكل أجل كتاب» قاعدة ربانية لجميع الخلائق.. فمهما طال العمر بأي إنسان فلابد له من نهاية.. إلا أن تلك النهاية يحددها الخالق وحده.. وهي ليست مرتبطة بسن أو صحة.. ومبارك الذي سوف يكمل عامه الرابع والثمانين في شهر مايو القادم - أي قبل جلسة النطق بالحكم عليه في شهر يونيو - لم يعان من أعراض الشيخوخة كغيره من المصريين.. فبحكم نشأته العسكرية كطيار ظل مواظباً علي ممارسة الرياضة طوال سنوات عمره.. بل إن صحوه مبكراً في الخامسة صباحاً وتناوله الطعام غير الملوث - كعادة المصريين - ساهم إلي حد كبير في تمتعه بالصحة والعافية الكبيرة طوال فترة حكمه، في حين أن كثيراً من المصريين يعانون من العديد من التغيرات البيولوجية والنفسية قبل ذلك السن بكثير، فنجد مثلاً تدهور الوظائف العقلية مثل ضعف الذاكرة والنسيان والبطء في التفكير، حيث تتأثر عملية الإدراك بنشاط خلايا المخ التي تطرأ عليها تغيرات تؤثر علي نشاطها وفعاليتها، كما أن مظاهر الشيخوخة، قلة المناعة في مواجهة الأمراض وزيادة تعرض العظام للكسور والتهشم بسبب ليونتها ويصاحب ذلك تراجع في نشاط الحواس مثل السمع والبصر.. ومبارك الرجل الرياضي الذي لم يعان مثل أي مصري من الطبيعي أن يحتفظ بأكبر قدر من الصحة حتي مع تقدمه في السن.. إلا أن الشيء الوحيد الذي أصابه من أمراض الشيخوخة هو ضعف السمع فقط.. لكنه كان متمتعاً بصحته كاملة.. وهو ما ظهر جلياً واضحاً في تحركات مبارك التي كان آخرها الخطاب الشهير الذي ألقاه موجهاً نداءه للمعتصمين في التحرير الذي بدا فيه محتفظاً بكامل لياقته علي الرغم من القلق الذي كان يعاني منه وهو ما يثبت كذب أية ادعاءات بعجزه عن الحركة وظهوره في المحاكمات علي سرير طبي.
ومبارك الذي كان متعلقاً بحفيده «محمد» ابن علاء وعاني الأمرين بعد وفاته.. عاد ليقف علي قدميه مرة ثانية، أما موضوع إجراء جراحة له في ألمانيا في شهر مارس عام 2010 فقد أثبتت التقارير أن الأورام السرطانية التي تم استئصالها استدعت استئصال الإثني عشر وجزء من البنكرياس والمرارة والقناة المرارية الكبري.. وأكدت تلك التقارير أن الأورام كانت من النوع «الحميد» وليس «الخبيث».. أي لا تحتاج علاجاً كيماوياً من أي نوع.. ومن الطبيعي ظهور تلك الأورام الحميدة بحكم السن.. وعند دراسة كل ما سبق بالإضافة إلي تحليل شخصية الرئيس السابق الذي يكان يتسم بالعناد من أجل العناد فإنه من الصعب توقع وفاته قريباً بأمراض الشيخوخة.. فالحبيب بورقيبة مثلاً كان يعاني من أمراض عديدة توفي في سن 96 عاماً.. في حين إن مبارك كان ولا يزال يتمتع بصحة كبيرة وإن اعتلت تلك الصحة نوعاً ما بعد زوال السلطة.. وبالتالي فإن الأمر كله بيد الله سبحانه وتعالي.
السيناريو الثاني.. الاغتيال
وهذا السيناريو من المتوقع حدوثه بدرجة كبيرة سواء لمبارك الأب أو مبارك الابن.. فمبارك الأب يحمل أسراراً هائلة من الصعب حصرها، لعل بدايتها اغتيال السادات الذي كان وسيظل لغزاً حتي الآن علي الرغم من محاكمة المتهمين وإعدامهم.. ويؤكد ذلك ما ذكره الصحفي حسني أبواليزيد في كتابه الشهير «من قتل السادات؟» الذي كان يزور المتهمين بقتل السادات بحكم نشأته معهم في ملوي.. إذ كان يزورهم في السجن الحربي باعتبارهم «بلديات» وهو ما مكنه من التحاور معهم.. إلا أن جزءاً من هذا الحوار يحمل بين طياته أسراراً خطيرة لم يلتفت إليها أحد، خاصة بشخصيات تورطت في مساعدة قتلة السادات لا يزالون خلف الستار حتي الآن!!.. فجريمة قتل السادات رصدتها عيون ما.. يعلمها بالتأكيد عبود الزمر المفرج عنه حديثاً!!.. وفيما يلي نص الحوار:
قلت لهم إن هناك قولاً بأن المخابرات الأمريكية وراءكم في مقتل السادات؟
احمر وجه الإسلامبولي غضباً، وشد عبدالحميد علي يدي وابتسم محمد عبدالسلام ونظر لي حسين عباس نظرة هي أقرب إلي التهكم.
وقال عبدالحميد عبدالسلام: إنهم يهدفون بهذا القول إن مصر ليس بها رجال أو شباب.. وأن شباب مصر لا يمكن أن يأخذ قراراً مهماً سواء كان صائباً أو مخطئاً.. وإن من يصدق هذا الكلام لا يمكن أن يكون مصرياً محباً لمصر.
إنهم يحاولون التقليل من دورنا في قتل السادات، إنه شرف ما بعده شرف يريدونه لأنفسهم!!
وقال الإسلامبولي: والله لو كان في تدبيرنا أو تخطيطنا خيط رفيع يربطنا بمن تسمونهم استخبارات أمريكا، ما قدمنا علي هذا العمل أبداً.. إننا بعض شباب مصر، ثأرنا لكرامة مصر وعروبة مصر من حاكم مصر، ويجب أن يعلم كل من وافقنا علي هذا العمل أو لم يوافقنا ومن اقتنع بنا أو لم يقتنع، أننا دبرنا وخططنا ونفذنا ولم يكن عوننا وقوتنا يسهل أمورنا كلها غير الله سبحانه وتعالي، وصدقني لو أن هناك قوة قد دبرت وخططت ما استطاعت أن تنجح فيما وفقنا الله لعمله، قل لمن يصدق هذه الشائعة الكاذبة إن مصريتكم وعروبتكم وإسلامكم لا تقبل ذلك!.. قلت لهم إنني مقتنع بذلك ولكن فقط أردت أن أنقل لكم ما يشاع ويقال، حتي تكون إجابتكم فاصلاً في الموضوع، وسألتهم هل هناك بعض الأشخاص داخل مصر ساعدوكم أي أنهم لا يزالون خلف الكواليس؟
قال عبدالحميد: نعم.
قلت في لهفة: من؟
قال: إنك تغامر وتقامر بمستقبلك الصحفي (وابتسم) وكأنه يهيئني لخبر مهم!!
وقال: أهذا ضروري لكتابك؟
قلت: إنني أريد أن أعرف.. إنني أكتب للتاريخ (فضحك).
وقال: إنني أخاف عليك وأخشي أن تختفي قبل أن تكتب هذا التاريخ!!.
وما يؤكد تلك الشكوك أن الشخص الذي قام بتسليم «إبر ضرب النار» للإسلامبولي ورفاقه وهو المقدم ممدوح أبوجبل تحول إلي شاهد ملك وخرج تماماً من القضية.. إذاً اغتيال السادات كانت تعلمه دائرة قليلة جداً من الأشخاص الذين راقبوا الوضع عن كثب منتظرين ما ستسفر عنه الأمور.. إذ كانوا غير متأكدين من إتمام «الإسلامبولي» ورفاقه لعملية الاغتيال.. وما أكد ذلك سرعة تنفيذ قرار حكم الإعدام عليهم، الذي وقعه مبارك نفسه فى 13/4/1982.. فهل يكرر التاريخ نفسه وتكون نهاية مبارك في نفس التاريخ بعد ثلاثين عاماً من توقيعه ذلك القرار؟!
ومما يجعل تنفيذ ذلك السيناريو ممكناً هو ضعف الحراسة الآن حول مبارك مقارنة بالسابق.. بالتأكيد سوف نجد من يقول إن ذلك السيناريو غير منطقي.. إلا أن الواقع يؤيده وبقوة.. وهنا ينبغي ألا ننسي محاولة الاغتيال الفاشلة التي تعرض لها السيد «عمر سليمان» في منطقة منشية البكري يوم 29 يناير قبل الماضي عقب حلفه اليمين الدستورية نائباً لمبارك مباشرة.. إذ تعرض موكب «سليمان» الذي كان يمر في شارع الخليفة المأمون في اتجاه روكسي لإطلاق نار كثيف من مجموعة كانت تستقل سيارة إسعاف.. ورغم أن بعض المصادر ذكرت أنه تم قتل المعتدين في الحال.. وعلي الرغم من التعتيم الإعلامي للحادث بل ونفيه.. إلا أن وقوع ذلك الحادث بتلك الطريقة لرئيس المخابرات العامة السابق الذي كان وقتها نائباً لرئيس الجمهورية يؤكد إمكانية تكراره مع مبارك الذي أصبح صيداً سهلاً بعد خلعه من منصبه كرئيس للجمهورية، ويؤكد الشائعات التي ترددت عن خوف مبارك من الاغتيال وتصميمه علي أن يكون الحرس الجمهوري هو من يتولي حمايته.. المشكلة الوحيدة في حالة تطبيق ذلك السيناريو أنه سوف يفتح أبواب الجحيم علي الجميع، خاصة الجهات التي تقوم بتأمين الرئيس السابق وأولاها وزارة الداخلية والمجلس العسكري.. وساعتها سوف يتبادل الجميع الاتهامات، ولا ننسي بالطبع أسرة الرئيس السابق التي تمتلك جنسيات أخري غير مصرية وأموالاً طائلة تمكنها من تصعيد الأمور إلي أقصي درجة.. وهنا يأتي السيناريو الثالث والأهم.. إذ إنه أقرب السيناريوهات للحدوث خلال مدة قصيرة جداً لا تتجاوز شهوراً.
السيناريو الثالث.. الانتحار
أو النحر!!.. فعند دراسة وتحليل شخصية مبارك نجد أنها محبة للحياة وترفض مفارقتها مهما تعرضت للضغوط.. تماماً مثلما حدث مع المشير عبدالحكيم عامر الذي قال عنه «ناصر» عندما هدد بالانتحار أثناء محاولات الصلح بينهما بعد الهزيمة: «عامر أجبن من أنه يعملها».. وكان ناصر قد عرض عليه منصب نائب الرئيس عوضاً عن قيادة الجيش.. والشخصية التي تتحمل كل تلك الضغوط مستحيل أن تنتحر بهذا الشكل الذي تم.. إذاً قد يتحول سيناريو انتحار مبارك إلي نحر دون أن يعلم أحد.. الذي يدقق في الأمور ويبحث في التاريخ يجد أن السم لعب دوراً جوهرياً مع حكام مصر مؤخراً.. فالملك فاروق تم التخلص منه بالسم في إيطاليا.. وحسم السم الأمر بين «ناصر» و«عامر».. لذلك من المتوقع استخدام أشهر سم في تاريخ الاغتيالات السياسية وهو سم «الأكونتين» وهو مستخرج من عشب آسيوي يدعي «أكونيت» ومن خصائصه الانحلال السريع وذوبانه في السوائل الأخري بحيث يستحيل علي أي طب جنائي اكتشاف أي أثر له في الجسم البشري بعد دخوله ب 12 ساعة حيث تظهر أعراضه علي الدم والأوعية الدموية والجهازين العصبي والهضمي.. وفي حالة استخدام جرعة صغيرة قدرها 2 مللي جرام يمكن أن تؤدي إلي الوفاة في نفس اليوم بعد ساعات قلائل من 1 إلي 6 ساعات وهو ما حدث بنفس الطريقة مع الملك فاروق والمشير عبدالحكيم عامر.، ويؤكد ذلك المرحوم الكاتب محمود فوزي في حواره مع إبراهيم بغدادي الذي عمل جرسوناً في نفس الوقت في المطعم الذي قتل فيه فاروق.. حيث نفي فيه قتله للملك فاروق ورد المرحوم محمود فوزي عليه قائلاً بالنص: «تعال لتعرف ماذا قال الدكتور نيقولا ماسة في التحقيقات وكتبته الصحافة الإيطالية بعدها بيومين.. قال إن فاروق مات موتة غير طبيعية».. وما يؤكد ذلك أنه لم يتم تشريح جثمان فاروق!.. أما الحالة التي تم فيها التشريح كانت للمشير عامر بعد حوالي 15 ساعة من الوفاة، وبالتالي لم تظهر أية آثار لسم «الأكونتين».. أما فيما يخص الرئيس المخلوع فإنه من المتوقع استخدام السم بطريقة أخري استخدمت مع الرئيس الفلسطيني عرفات الذي تم إعطاؤه سم «الأكونتين» علي مراحل وبجرعات خفيفة جداً.. بحيث كانت آثاره غير ملحوظة وظهرت بشكل اختلال تدريجي في وظائف الجسم، وهو ما أكده تقرير أعدته المخابرات البريطانية وتناقلته مواقع إلكترونية عربية وأجنبية نهاية عام 2005 الذي رجح أن يكون أحد المحيطين بالرئيس الفلسطيني هو من تولي دس السم له في طعامه وشرابه، وأشار إلي نقطة غاية في الخطورة وهي أن الإدارة الأمريكية رفضت استقبال عرفات في مستشفي «مايوكلينك» الشهير لأن مرضه تزامن مع الانتخابات الرئاسية الأمريكية وكانت الولايات المتحدة نفسها علي علم مسبق بطبيعة مرض الرئيس الفلسطيني ورفضت استقباله لكي لا يموت بين يدي الأطباء الأمريكيين لأنها كانت ستواجه حرجاً في الإعلان عن سبب الوفاة!!
ومن المتوقع تنفيذ ذلك السيناريو بالتفصيل مع الرئيس السابق حيث يمكن استخدام جرعات أقل من نصف مللي جرام تتكرر علي مدار شهر.. وبالطبع مع التقدم في السن الذي وصل إليه سوف يحدث انهيار تدريجي في الأجهزة الحيوية تظهر كأعراض طبيعية وليس كتسمم.. وهذه هي الطريقة الوحيدة التي يمكن أن تريح جميع الأطراف.. بقي أن نتساءل: من يمكنه أن يقوم بذلك العمل؟.. من المستفيد؟.. العجيب أن جميع الأطراف سوف تستفيد من ذلك السيناريو.. علي رأسهم حلفاء الأمس أمريكا وإسرائيل.. ولعلنا لا ننسي نهاية شاه إيران.. بعد الخدمات الجليلة التي قدمها للولايات المتحدة، رفضت حتي لجوءه إلي أراضيها بعد الثورة الإيرانية!!
كما أن هناك طرفاً خفياً في المعادلة ظهرت آثاره وسط الثورة وهو المخابرات الإيرانية، إلا أن الحديث عنه مؤجلاً حتي الآن نظراً للتربيطات التي تمت مع القوي السياسية الحالية التي لعبت دوراً مع الإيرانيين من خلال وساطة إحدي القوي الفلسطينية وهو ما ظهر علي استحياء في شهادة اللواء عمر سليمان حول أحداث الثورة، حيث قال: «في متابعتنا للنشاط الفلسطيني وجدنا هناك بعض الاتصالات بين حركة حماس والبدو في سيناء وخروج بعض المجموعات من خلال الأنفاق بين غزة والحدود المصرية والاتصال بالبدو والاتفاق معهم علي مدهم ببعض الأسلحة والذخائر في مقابل معاونتهم في المساعدة علي إخراج عناصرهم من السجون المصرية.. وكان ذلك يوم 27 يناير 2011».
وقال أيضاً: «قام بعض البدو بتهيئة المناخ لتهريب المساجين بضرب نقطة شرطة الشيخ زويد وضرب عشوائي بالأسلحة النارية في جميع المناطق المحيطة بالأنفاق حتي لا تضرب الشرطة أو قوات حرس الحدود وتمت عمليات تهريب أسلحة وذخائر ومفرقعات وألغام وقامت كتائب عز الدين القسام في الاتجاه الآخر للحدود المصرية مع قطاع غزة بنشاط عسكري حتي لا تتدخل قوات حرس الحدود، وبهذا نجحت عملية تهريب أسلحة للبدو، وقيام البدو باصطحابهم للقاهرة والقيام بعملية اقتحام السجون الموجود بها عناصر حماس، وشارك معهم عناصر تقريباً في حدود ما بين 70 إلي 90 فرداً من حزب الله الموجودين في قطاع غزة».
والدور الإيراني المناوئ لمبارك لم يبدأ في الثورة.. وإنما منذ قيام الحرب العراقية - الإيرانية حيث لم ينس الإيرانيون لمبارك زيارته لصدام حسين بعد تقهقر قواته والاستعانة بالقوات المصرية التي حررت شط العرب بالكامل.
وبالتأكيد سوف يرفض كثيرون هذا الكلام.. ولكن ماذا يفيد الرفض في مواجهة حقائق حدثت علي أرض الواقع.. إلا أن الحديث توقف تماماً في ذلك الموضوع حتي لا نستدرج إلي موضوع آخر يتلخص في السؤال التالي: من حرق أقسام الشرطة أثناء الثورة؟.. وبالطبع فإن الإجابة موجودة لدي فصيل سياسي موجود علي الساحة الآن!!
الرئيس السابق في موقف لا يحسد عليه.. الجميع يتمني موته.. ويخشاها في نفس الوقت.. إلا أن الكلمة الأخيرة للقدر سوف تكشفها الأيام القليلة القادمة.. وإنا لمنتظرون!!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.