حثت صحيفة "الجارديان" البريطانية، اليوم الأربعاء، رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوغان على اغتنام أجواء الاحتجاجات التى تشهدها تركيا حالياً باعتبارها فرصة لإثبات صدق ديمقراطية حكومته، بدلاً من تحولها لتصبح الفصل الأخير "غير العربى" فى ثورات الربيع العربى. ولفتت الصحيفة البريطانية- فى مقال تحليلى أوردته على موقعها الإلكترونى إلى أن ما يحدث فى شوارع تركيا لا يزال يختلف فى نواح كثيرة عن ثورات الربيع العربى، فالأخيرة لم تندلع ضد السخط فقط، بل ضد الحكام المستبدين، والتى أدت إلى سقوط آلاف القتلى نتيجة لحملات القمع الوحشية. وتابعت الصحيفة قائلة: "لذا، لا يمكن تشبيه تركيا بالربيع العربى، نظرا لأن تجربتها الديمقراطية تعود إلى عقود مضت، وفاز خلالها رئيس الوزراء الحالى ثلاث مرات على التوالى فى انتخابات حرة ونزيهة". ومع ذلك، نوهت الصحيفة إلى وجود الكثير الذى ينبغى أن تتعلمه الحكومة التركية من الأيام القليلة الماضية، والتى من بينها أن الفوز فى الانتخابات ليس دليلا على الديمقراطية التعددية الصحيحة، وضعف المعارضة، أو انعدامها يجعل السلطة معرضة للاستغلال من قبل الحكومة. وأردفت تقول "وبرغم ما قدمه حزب العدالة والتنمية الحاكم إلى تركيا، إلا أن تعصب الحزب إزاء النقد، ورفض مشاركة أى أحزاب أخرى، والتنديد بالاحتجاجات الحالية أدى إلى صعود نمط مقلق فى مواجهة ما يطبقه الحزب من ديمقراطية فعلية". ورأت الصحيفة أن أحداث الأيام القليلة الماضية لا تعنى ضرورة استقالة أردوغان، لكنها تشير إلى ضرورة أن يحاول أن يكون قوة من أجل المصالحة، مشيرة إلى اعتذار بولنت أرينج، نائب أردوغان، أمس عن الحملة العنيفة التى شنتها الشرطة ضد الاحتجاج السلمى، وإجراء حوار وطنى مع المعارضة، وتقبل "النقد الذاتى" داخل مجلس الوزراء، بوصفها "خطوة جيدة". واختتمت صحيفة "الجارديان" البريطانية- تحليلها- قائلة "إن أردوغان يمكن أن يسدى خدمة كبيرة لنفسه وبلده إذا استخدم نفس لغة التهدئة عند عودته من شمال أفريقيا.. واصفة زيارته هذه بأنها ستكون لتذكيره بأن أفضل الحكومات هى من تستمع بجدية لمطالب جميع مواطنيها وبكافة تياراتهم.. ومحذرة من أن تجاهل هذا الأمر سيؤدى إلى تفاقم حدة الأزمة والمواجهة بين الطرفين.