تحدثت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية عن العملية السرية التى تم من خلالها إنقاذ آثار مالى فى العاصمة تمبكتو من الجهاديين، وقالت إنه عندما دخل الإسلاميون المتشددون إلى المدينة فى العام الماضى، كانوا عازمون على تدمير كل ما يرونه يعبر عن الخطيئة. وأفاد الصحيفة، أن الجهاديين دمروا مقابر الأولياء الصوفيين، وضربوا النساء لعدم تغطيتهن وجوههن، كما جلدوا الرجال الذين يدخنون أو يشربون الكحوليات، وكادوا أن يحرقوا عدداً من المخطوطات الأثرية، وكانت تلك المخطوطات تضم حوالى 300 ألف صفحة من الموضوعات المتنوعة منها تعاليم فى الشريعة والطب والرياضيات والفلك، والتى كانت موجودة فى المكتبات العامة والخاصة فى جميع أنحاء المدينة. وأوضحت "واشنطن بوسن"، أن هذه المخطوطات اعتبرتها المؤسسات الغربية كنوزا ثقافية، وهذا ما دفع الجهاديين المتشددين للسعى إلى تدميرها، إلا أن هناك عملية سرية انطلقت فى غضون أسابيع من سيطرة الجهاديين على "تمبكتو"، وتم خلالها استخدام الحمير والبيوت الآمنة والمهربين، من أجل حماية المخطوطات عن طريق تهريبها خارج المدينة. وتابعت "الصحيفة" قائلة: "إن هذه هى قصة كيفية إنقاذ كل الوثائق تقريبا، بناء على مقابلات مع عدد من الشخصيات التى روت تفصيل إنقاذ المخطوطات"، حيث قال "تراوى" البالغ من العمر 30 عاما: "كنا نعلم أنه لو لفتنا أى انتباه نحو إنقاذ المخطوطات، سيعتقلنا الإسلاميون فوراً". ويقول عبد القادير حيدرة، الذى قدم ما تملكه عائلته من مخطوطات أثرية تعود للقرنين السادس عشر والثامن عشر لمكتبة الكونجرس إنهم قاموا بمخاطرة كبيرة من أجل إنقاذ تراثهم، مشيراً إلى أن هذا التراث لا يخص "تمبكتو" فقط بل هو تراث لكل الإنسانية. وتشير "واشنطن بوست" إلى أن الجهاديين الذين سيطروا على "تمبكتو" فى إبريل عام 2012، واختاروا سريعاً معهد أحمد بابا مقراً لهم، وهى مكتبة ومركز بحثى سُمى تيمنا باسم عالم مالى من القرن ال17، وتم بناء هذا المركز فى عام 2009 ليحل محل المكتبة القديمة، وقام المسلحون بطرد الموظفين وغيروا اسم المعهد إلى "أنصار الدين" بالعربية.