بدأت فى العاصمة القطرية الدوحة اليوم الاثنين، أعمال "منتدى الدوحة ومؤتمر إثراء المستقبل الاقتصادى للشرق الأوسط" فى دورته ال13 ويستمر لمدة يومين. ويبحث المنتدى الرؤى حول السلام الإقليمى والاستقرار والتنمية والتطورات المستقبلية فى الولاياتالمتحدة وأوروبا والشرق الأوسط وأوضاع الاقتصاد العالمى والتنمية والاقتصاد العربية ما بعد الربيع العربى والتحديات التى تواجه الديمقراطيات الجديدة فى المنطقة والعرب وتحديات المستقبل فى ظل النظام العالمى الجديد، ودور الإسلاميين فى مستقبل الشرق الأوسط . والتعليم ومستقبل الشرق الأوسط. ويشارك فى المنتدى مكى سال رئيس السنغال، وعلى العريض رئيس وزراء تونس، إلى جانب جوردون براون رئيس وزراء بريطانيا السابق وفرانسوا فيون رئيس وزراء فرنسا السابق وأمادو بودو نائب رئيس الأرجنتين، وعدد من الخبراء والمختصين من المراكز العلمية من مختلف أنحاء العالم. وفى كلمة افتتح بها المنتدى، تحدث الشيخ حمد بن خليفة آل ثانى أمير دولة قطر عن الأزمة السورية، قائلا إنه "لم يعد مقبولا من الدول الفاعلة فى المجتمع الدولى عدم التحرك لوضع حد لهذه المأساة المروعة والكارثة الإنسانية المتفاقمة، بينما فى الوقت نفسه يريدون أن يقرروا هوية من يدافع عن الشعب السورى بمختلف الذرائع". وأضاف أنه من المحزن أن يحدث هذا "بعد أن فشلت كافة المبادرات الدولية والعربية فى دفع النظام السورى للإصغاء لصوت العقل". وقال: "نشعر بالأسف والأسى أن نرى ثورة الشعب السورى الشقيق قد دخلت عامها الثالث دون أفق واضح لوقف الصراع الدامى الذى خلف وراءه عشرات الآلاف من الضحايا الأبرياء وملايين النازحين واللاجئين، فضلا عن التدمير المادى الواسع النطاق نتيجة تمسك النظام السورى بالحل العسكرى". وحول الأوضاع فى العالم العربى، قال أمير قطر إن من أبرز ما نراه اليوم فى العالم العربى مناداة الشعوب بالإصلاح الشامل والسعى لتحقيقه بطرق ووسائل شتى، وفى مقدمتها تحقيق المشاركة السياسية فى إدارة الشأن العام. وأضاف أن "شيوع الفقر والبطالة وغياب العيش الكريم وانتهاك حقوق الإنسان فى ظل أنظمة الحكم التى تتميز بالتسلط والقمع والفساد، كانت هى القوة الدافعة للثورات العربية التى تستهدف وما تزال المشاركة الشعبية فى صنع القرارات السياسية والاقتصادية". وقال أمير قطر: "إننى أعتقد أن الشعوب العربية لن تتوقف عن بلوغ أهدافها المشروعة نحو الإصلاح والمشاركة الشعبية والتنمية وتعزيز وحماية كرامة الإنسان، على الرغم من العقبات التى تواجهها، ومن الأجدى والأسلم تحقيق التغيير تدريجيا بالإصلاح والحوار فطريق التغيير السلمى المتدرج الواضح الهدف هو طريق أقل مجازفة وأكثر وثوقا". وأضاف: "إننى على يقين بأن من يرفض الإصلاح والتغيير ولا يستوعب حقائق العصر ومتطلبات المجتمعات الحديثة سوف تغيره ضرورات التاريخ ومسيرة الزمن فالشعوب لا تقتات بالشعارات ولا تكتفى بالأيديولوجيات". وتناول أمير قطر الصراع فى الشرق الأوسط وربطه بالإصلاح وقال "ينبغى أن يدرك الجميع بأن مثل هذا التفكير أصبح فاقدا للأساس بعد ثورات الربيع العربى وأن الإصلاح لا يمكن إدراكه ما لم يتم ذلك بالتزامن مع السعى إلى إيجاد تسوية سلمية للصراع فى الشرق الأوسط" . وأوضح أن ثورات الربيع العربى "جعلت إسرائيل اليوم فى مواجهة مباشرة مع الشعوب العربية وليس مع حكامها فقط.. الشعوب لن تقبل بعد اليوم بأن تكون المفاوضات أو العملية السياسية غايات فى حد ذاتها وبالتالى لابد من العمل الجاد لتحقيق السلام العادل باعتباره الهدف والغاية الرئيسية لعملية السلام". وقال أمير قطر: "منطقتنا لن تعرف الاستقرار والأمن إلا بعد إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية، داعيا إسرائيل إلى أن لا تضيع الفرصة المتمثلة بمبادرة السلام العربية".