صادق المستشار القانوني للحكومة الإسرائيلية يهودا فاينشطاين على صفقة ادعاء تقضي بتقديم شكوى إلى محكمة الآداب ضد نتان إيشل مدير مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تتهمه بالتحرش بموظفة تعمل تحت إمرته وبالمقابل أن يستقبل من منصبه بعد الاعتراف بالتهم الموجهة إليه. وقالت وسائل إعلام إسرائيلية أنه تم تقديم لائحة الاتهام ضد إيشل إلى المحكمة اليوم الأحد وتم إرفاقها بصفقة الادعاء. وتقضي الصفقة بأن يستقيل إيشل من السلك الحكومي حتى موعد أقصاه مطلع شهر آذار/مارس المقبل، أي نهاية الأسبوع المقبل، وأن تكون العقوبة على شكل توبيخه بشدة. ويتهم إيشل بمخالفة قواعد الآداب في السلك الحكومي وبالتصرف بشكل لا يليق بموظف دولة. وجاء في تفاصيل لائحة الاتهام أن إيشل طوّر وأقام علاقة قريبة جدا من جانبه مع موظفة في مكتب رئيس الوزراء يشار إليها بالحرف "ر" وبطريقة غير لائقة وغير مقبولة للتعامل بين مسؤولة وموظفة تعمل تحت إمرته في السلك الحكومي. وأضافت لائحة الاتهام أن إيشل مس بالموظفة وبخصوصية الفرد من خلال الدخول إلى حاسوبها من دون إذنها بواسطة إرسال معلومات شخصية وخاصة تتعلق بها إلى جهات عديدة في مكتب رئيس الوزراء من دون وجود سبب مهني أو موضوعي يستدعي إرسال المعلومات إلى الجهات المختلفة وكذلك بواسطة صور غير مقبولة للموظفة خلال تواجدها في مناسبات مختلفة. ويشار إلى أن ثلاثة مسؤولين كبار في مكتب نتنياهو، هم سكرتير الحكومة تسفي هاوزر ومستشار نتنياهو العسكري اللواء يوحنان لوكير والمستشار الإعلامي يوعاز هندل، قدموا شكوى إلى المستشار القانوني للحكومة ضد إيشل. وأعلنت وزارة العدل الإسرائيلية باسم المستشار القانون فاينشطاين اليوم أن الذين قدموا المعلومات الأولية عملوا مثلما هو متوقع منهم ومثلما يملي عليهم منصبهم. واضاف بيان الوزارة أنه "في وضع يقوم فيه موظف رفيع ولديه قوة كبيرة للغاية بالتحرش بأي طريقة كانت بموظفة تحت إمرته والتي تخشى من تقديم شكوى ضده وتصل معلومات حول ذلك إلى موظفين حكوميين سواء كانوا رفيعي المستوى أو عاديين، فإن طهارة الأخلاق ونظافة اليد في السلك الحكومي تستوجب تمرير هذه المعلومات التي وصلت إليهم إلى ايدي السلطات المختصة". واعتبرت وزارة القضاء أن "إبعاد إيشل عن السلك الحكومي ومعاقبته تشكل رسالة لجميع الموظفين الحكوميين مهما كانت مناصبهم رفيعة وتفيد بأنه لا يمكن المرور مرور الكرام على ظواهر كهذه التي تم اكتشافها خلال التحقيق". من جانبه عقب إيشل على الاتهامات ضده بالقول "أواجه منذ شهر هجوما مروعا وعاصفة حولت حياتي وحياة عائلتي إلى كابوس يصعب الصمود فيه، ويتضح الآن للجميع أنه لم يكن هناك جانب جنسي للقضية" خلافا لتقارير نشرتها وسائل إعلام إسرائيلية خلال الأسابيع الماضية. واعترف إيشل، وهو شخص متدين يضع قلنسوة على رأسه، بأنه "واضح لي أني انجررت لتدخل متزايد في شؤون موظفة المكتب وكان عليّ أن أمتنع عن ذلك، وعلى ضوء إزالة الغمامة وعلى ضوء سني وحالتي الصحية ورغبتي في التخفيف على عائلتي والمحيطين بي وبما أني لست قادرا على تحمل النفقات المالية من أجل تطهير اسمي، قررت الموافقة على الصفقة والاعتراف بمخالفات أداب خفيفة والاستقالة من منصبي ومواصلة حياتي".