سيطر آلاف السلفيين علي المظاهرات في معظم محافظات الجمهورية بشعار " إسلامية .. إسلامية " وغيرها من الشعارات التي تؤكد علي هوية البلاد ، والإصرار علي بقاء الدولة إسلامية ومواجهة القلة التي تدعو إلي تحويلها لدولة علمانية . ففي القاهرة تجاوز عدد المشاركين في مظاهرات اليوم في ميدان التحرير وسط القاهرة في جمعة لم الشمل والحفاظ على الهوية الإسلامية مئات الآلاف، ورفع المتظاهرون لافتات مدون عليها" خير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم" ولافتات أخري مكتوب عليها إسلامية .. إسلامية .. مش عايزينها علمانية ، و "لا إله إلا الله .. القرآن دستورنا .. الشعب معتز بإسلامه" . ودعا المتظاهرون إلي التمسك بالوحدة الوطنية والتصدي لمحاولات الفرقة التي يسعي إليها البعض من أعداء الثورة وأعداء الوطن. وقد بلغ عدد المنصات بالميدان إلي 6 منصات حتى الآن منها منصة للإخوان المسلمين، وأخرى للسلفيين وبخلاف منصات الأطياف السياسية المختلفة. وفي الإسكندرية أعلن ائتلاف شباب الثورة، بالإسكندرية عن تعليق اعتصامه حيث قام أعضاء الائتلاف برفع الخيام الخاصة بهم من ميدان سعد زغلول بمنطقة محطة الرمل. وقال أحمد نصار عضو المكتب التنفيذي لائتلاف شباب الثورة بالإسكندرية، إن الائتلاف قد قرر تعليق اعتصامه اعتبارا من اليوم الجمعة وذلك لإعطاء الفرصة لما سبق الإعلان عنه من قبل المجلس العسكري ووزارة العدل عن إجراء محاكمة الرئيس المخلوع وعدد من رموز حكمه يوم 3 أغسطس المقبل بأرض المعارض مشيرا إلى أن الائتلاف سوف يراقب هذه المحاكمة ويتخذ منها حكما على وعود المسئولين بالدولة. وأضاف نصار أن أعضاء الائتلاف قد يعودون في أي لحظة للاعتصام في حال عدم تنفيذ الوعود وأهمها سرعة محاكمة قتلة الثوار بدأً من الرئيس المخلوع وحتى أصغر ضابط بوزارة الداخلية ، كما أن الائتلاف قد قرر الدخول في مفاوضات مع كل القوى السياسية على الساحة وبصفة خاصة ممثلي التيارات الإسلامية للاتفاق للعودة من جديد إلى التركيز على المطالب المشتركة والابتعاد عن نقط الخلاف بين القوى السياسية حتى تعود للثورة قوتها وفاعليتها التي بدأت تفقدها شيئا فشيئا في الآونة الأخيرة بعد نجاح الخطط التي يشرف على تنفيذها جهاز أمن الدولة المنحل والمخابرات الأمريكية في إثارة الفرقة والانقسامات والخلافات بين القوى السياسية. وفي العريش قررت حركة ثوار سيناء الانسحاب من المظاهرات الجارية حاليا في ميدان الحرية بالعريش في جمعة الهوية والوحدة والوفاق الوطني ، وذلك اعتراضا علي ما اعتبروه محاولة من السلفيين والتيارات الإسلامية المشاركة في المظاهرة لفرض رأيهم علي جميع المشاركين في الميدان ، وعدم إتاحة الفرصة لبقية التيارات المشاركة للتعبير عن رأيها . ومن ناحية أخري تلقي بعض أعضاء الحركة تهديدا بالقتل من شخص ملثم طالبهم بالانصراف ومغادرة الميدان حتى لا يتعرضون للتصفية ، وبعدها بدقائق أطلق أحد الأشخاص أعيرة نارية تجاه المشاركين في المظاهرة وفر هاربا بسيارة ولم يتمكن المتظاهرون من الإمساك به ، إلا أن الطلقات لم تسفر عن أية إصابات . ومن جانبه قال محمد هندي منسق حركة ثوار سيناء في اتصال هاتفي بجريدة 25 يناير أن أعضاء الحركة ذهبوا إلي الحاكم العسكري لإبلاغه بالتهديد الذي وصلهم من ذلك الشخص الملثم فطالبهم بإبلاغ الشرطة أولا .. مشيراً إلي أن قوات الشرطة والجيش موجودة بالميدان لكنها لا تتدخل وتكتفي بمتابعة ما يحدث فقط . وفي الدقهلية تظاهر المئات من المواطنين بميدان المحافظة " التحرير" بمدينة المنصورة في جمعة "وحدة الصف" تزامنا مع عدد من التظاهرات في الميادين المصرية بالإضافة إلى مليونية ميدان التحرير ، حيث بدأت تظاهرات المنصورة عقب صلاة الجمعة، وتم تنظيم مسيرة بدأت من الجمعية الشرعية، واستمرت حتى استقرت أمام مبنى المحافظة، وشهدت التظاهرة تواجد ممثلين عن مختلف القوى الوطنية بالمحافظة، والأحزاب، بالإضافة إلى التواجد السلفي والإخواني الملحوظ. وشهدت المظاهرات انقساما بسبب إصرار البعض على رفع الشعارات الإسلامية، والمطالبة بتطبيق الشريعة، الأمر الذي رفضه الجانب الآخر، مؤكدا الابتعاد عن المواقف الخاصة، ومؤكدين كذلك مطالبهم بالتغيير والقصاص للشهداء والعدالة الاجتماعية والتطهير. واستمر الانقسام بين مرددي الشعارات الدينية التي مثلها السلفيون وبعض أفراد جماعة الإخوان المسلمين، فيما رفعت صور الشهداء ولافتات للمطالبة بالقصاص لهم ومحاكمة قتلتهم. وفي أسيوط خرج آلاف المواطنين، من التيارات الإسلامية والإخوان والقوى السياسية من مساجد مدينة أسيوط في مسيرة حاشدة جابت شوارع المدينة عقب صلاة الجمعة، وذلك للمشاركة في جمعة "توحيد الصف". وردد المتظاهرون، هتافات منها "يلا يا مصري اهتف نادي باستقرار وأمن بلادي"، و"بعد الليل أهو جانا نهار والشعب يعشق الاستقرار"، و"صوت الإرادة الشعبية يرفض فوق الدستورية"، و"إيد على إيد نبني بلادنا خيرها يزيد"، و"الشعب يريد الوحدة والاستقرار". وفي سوهاج شارك اليوم الجمعة المئات من جماعة "الإخوان المسلمون"، والجماعة الإسلامية، والجماعة السلفية، وعدد من القوى السياسية فى مسيرة حاشدة طافت شوارع مدينة سوهاج من أجل التأكيد على دعم مطالب الثورة، وتأييد مليونية وحدة الصف بميدان التحرير. انطلقت المسيرة عقب صلاة الجمعة من مساجد الشهيد عبد المنعم رياض، والشبان المسلمين، وخالد بن الوليد، وأنصار السنة لتلتقي في ميدان الثقافة أكبر ميادين مدينة سوهاج، ثم طافت بشوارع أسيوط-سوهاج، والنصر، والحميات، حيث التقوا في ميدان الشبان المسلمين، ثم عادوا مرة أخرى إلى ميدان الثقافة. وردد المتظاهرون هتافات لتأييد المجلس العسكري والمشير محمد حسين طنطاوي منها: "يا مشير يا مشير مصر مصرة على التغيير"، وأكد المتظاهرون على وحدة الصف وتأييد المجلس العسكري لقيادة المرحلة الانتقالية القادمة، حيث دعت معظم المساجد أثناء خطبة صلاة الجمعة المشير محمد حسين طنطاوي لقيادته مصر إلى بر الأمان، مؤكدين على أن أي خروج على الشرعية والجيش يعتبر تخريبا للبلاد. وقد أكد المشاركون فى المسيرة ضرورة توحيد الصف والهوية، ورفض المبادئ فوق الدستورية، وسرعة محاكمة "قتلة شهداء الثورة"، وتطهير البلاد من المفسدين، وتأييد حكومة الدكتور عصام شرف، ومنحها الفرصة لتحقيق مطالب الثورة.