أعادت مليونية الإرادة الشعبية إلي الأذهان جمعة التنحي.. بل وفاقتها في الحضور, حيث شهد ميدان التحرير أمس إقبالا منقطع النظير من كل أطياف المجتمع بكل اتجاهاته وانتماءاته وسط مشاركة ضخمة للتيار السلفي الذي ملأ كل أركان الميدان. وكان للقيادات السلفية تواجد مكثف وملحوظ, والذين ساهموا بشكل كبير في تهدئة المتظاهرين والسيطرة علي أية مناوشات, والتخفيف من حالة الاحتقان بين المتظاهرين والمعتصمين. وبلغت أعداد المتظاهرين بالميدان عدة ملايين حضروا من جميع محافظات مصر في مجموعات كبيرة بدأت في التوافد قبل صلاة الفجر مرددين التكبيرات وهتافات الله أكبر الله أكبر فليعد للدين مجده, لا إله إلا الله محمد رسول الله, وحملوا لافتات ولوحات حملت شعارات جمهورية مصر الإسلامية تطبيق شريعة رب البرية خير للبشرية, لا وصاية علي ارادة الشعب, مصر لكل المصريين, وحرص المتظاهرون علي أداء صلاة فجر مليونية, ومع بزوغ الفجر بدأت المناوشات بين المعتصمين والإسلاميين حيث طافت الميدان مسيرات ضخمة منتمية للتيار الإسلامي تحمل لافتة بيضاء ضخمة تتجاوز العشرين مترا كتبوا عليها لا إله إلا الله محمد رسول الله وطافوا بها الميدان مرددين هتافات الشعب يريد تطبيق شرع الله إسلامية إسلامية.. لا شرقية ولا غربية, يا ثوار يا ثوار الهوية والاستقرار, الشعب يريد دولة إسلامية, ارفع رأسك فوق أنت مسلم, فوق الدستورية إيه.. كان الاستفتاء ليه.. وكمان مبادئ حاكمة لسه العصابة حاكمة تفرض له وثيقة علي, والاستفتاء ارادة شعبية, الدمار الدمار آخره سكة الدولار, وبالروح بالدم نفديك يا إسلام, الشعب المصري قال قراره واختيارنا اختياره, اصحي يا مصري اصحي وقوم أوعي تخلي الفتنة تقوم, هنا لله هنا لله.. مش للمنصب ولا للجاه, وقد أثارت تلك الهتافات حفيظة أعداد قليلة من المعتصمين والذين ردوا عليهم بمسيرات أخري صغيرة تهتف مدنية مدنية لا إخوان ولا سلفية, مدنية مدنية مش عايزينها إرهابية, وهو ما أنشأ حالة من الاحتقان داخل الميدان مما جعل الدكتور هشام أبو النصر أحد رموز التيار السلفي يعمل علي تهدئة الأجواء بالميدان وقاد مسيرات تهتف إيد واحدة.. إيد واحدة, انسوا انسوا يا فلول, شعب واحد علي طول.. وطالب د. هشام الإسلاميين بعدم التعرض لأحد وتركهم يهتفون ما يريدون, وسط مطالب بوحدة الميدان وترك الاحتكاك بأحد وبعد ساعات سيطر الإسلاميون علي الميدان مما دفع المعتصمين للانسحاب من المليونية ومن جانب آخر حرص الشيخ حازم شومان أحد رموز التيار السلفي علي رفع همة المتظاهرين مؤكدا لهم أن مشاركتهم في هذه المليونية وخروجهم من منازلهم إلي الميدان نوع من أنواع الجهاد في سبيل الله, وسبب لنصرة الدين, وسيكون سببا في استكمال باقي مطالب الثورة, وتحقيق هوية مصر الإسلامية, وإلغاء وثيقة المبادئ فوق الدستورية, وطالبهم بالتكبير والتهليل مما استثار غضب وحفيظة بعض المعتصمين الذين طالبوا بوقف الهتافات الدينية والاجتماع علي الهتافات التي تعبر عن مطالب الثورة وهو مالم يلاق قبولا من الإسلاميين الذين ملأت تكبيراتهم الميدان بأكمله. كما شهد الميدان بعض المناوشات بطلب اعتراض المعتصمين علي قيام الاسلاميين بتعليق مئات اللافتات التي ملأت جنبات الميدان وعبروا عن رفضهم لتلك اللافتات خاصة عند وضع لافتة ضخمة علي المنصة الرئيسية ترفض المبادئ الحاكمة للدستور وتطالب بالاستجابة لشرعية نتائج الاستفتاء علي التعديلات الدستورية, لكن الاسلاميون لم يلتفتوا إليهم, وقاموا بتعليق اللافتات التي عبرت عن مطالب بإسلامية الدولة, وتطبيق الشريعة الإسلامية نعم للشريعة الإسلامية, جمعة إرادة الشعب, إرادتنا مش هتتسرق, وقفة من أجل مصر.. من أجل هوية مصر الإسلامية. وقامت الهيئة الشرعية للحقوق والاصلاح بتوزيع سندوتشات وزجاجات مياه وعصائر علي المتظاهرين. وشهد الميدان العديد من الحلقات النقاشية والتي شكلت دوائر حوار صغيرة بين المعتصمين والمتظاهرين من التيارات الإسلامية لينتهي بعضها باتفاق حول وحدة الميدان وأهمية التوحد خلف مطالب الثورة, في حين انتهت بعض المناقشات بخلافات تم احتواؤها سريعا. ومن الملاحظات أيضا أن حزب النور السلفي قد نشر لافتة في أرجاء الميدان. وقامت سيارات الإسعاف بنجدة من لم يتحملوا حرارة الشمس. وبعد نهاية المليونية قام مجموعة من شباب السلفيين بجمع القمامة وتنظيف الميدان