بعد عام كامل على فوزه فى الانتخابات الرئاسية الفرنسية فى مايو 2012.. يجد الرئيس الفرنسى فرانسوا هولاند اليوم نفسه فى مرمى انتقادات المعارضة الفرنسية بمختلف توجهاتها السياسية والإيديولوجية. ما بين الاتهامات بالفشل ووعود لم تتحقق ودعوات إلى تغيير السياسات التى تنفذها الحكومة.. يبدأ هولاند عامه الثانى بالقصر الرئاسى الإليزيه على صفيح ساخن فى مواجهة الشارع الفرنسى وأيضا المعارضة. وكثفت الوجوه البارزة فى المعارضة الفرنسية اليوم حملة الانتقادات ضد الرئيس هولاند وحكومته التى يقودها رئيس الوزراء جون مارك أيرولت، حيث أكد جون لوك ميلنشون زعيم جبهة اليسار والمرشح الرئاسى السابق أن الأمة (الفرنسية) تنزف حتى الموت، منتقدا سياسة التقشف التى تنفذها حكومة باريس. من ناحيته، توجه رئيس حزب "الجمهورية الدائمة"، نيكولا دوبون-آينا، إلى قصر الاليزيه لتقديم وبشكل رمزى "زوج من النظارات" لكى يرى من خلالها الرئيس هولاند "معاناة الفرنسيين". وقال "إن هذه النظارات ستسمح للرئيس الفرنسى بالاطلاع على معاناة وغضب الشعب الفرنسى واليأس الذى ألم بمواطنينا، والمأزق السياسى الذى تشهده البلاد. وأضاف أنه على مدار عام كامل، عمل من خلال المعارضة البناءة مرارا وتكرارا على تنبيه الرئيس بالمأزق السياسى وخطورة الوضع فى فرنسا ولكن دون جدوى. واعتبر المعارض الفرنسى أن الرئيس هولاند ينغلق على نفسه فى القصر الرئاسى ويرفض أن يرى ما يراه كل الفرنسيين وأن يسمع "تصاعد الغضب والاستياء".. مشيرا إلى أن هولاند كأسلافه من الرؤساء الفرنسيين لاسيما نيكولا ساركوزى، يترك نفسه منغلقا حول النظام التكنوقراطى وحكم الأقلية الباريسية، والقصر. وفى السياق ذاته.. انتقد كريستيان جاكوب، رئيس مجموعة حزب "الاتحاد من أجل حركة شعبية" (اليمين المعارض) بالجمعية الوطنية، عدم قدرة الرئيس الفرنسى على العمل. وقال "اعتقد أن القارب يوشك على الغرق، ببساطة لأن لدينا رئيس لا يزال يعجز عن العمل وعن اتخاذ خيار سياسى واضح". واعتبر المعارض الفرنسى أن الرئيس هولاند لا يلعب سياسة، مشيرا إلى أنه قام بمحو كل الإصلاحات الهيكلية" التى نفذت فى إطار الإدارة السابقة.. مضيفا "كنا على مسار خفض العجز" و"أول شىء فعله، هو كسر هذا المسار، وهو الأمر الذى يضعنا اليوم فى وضع مستحيل". وشدد جاكوب على ضرورة أن يقوم هولاند بتغيير سياسته بشكل واضح وأن يأخذ فى الاعتبار واقع البلاد، معتبرا أن المظاهرات التى شهدتها باريس، أمس الأحد، وشارك بها عشرات الآلاف من المواطنين تعبر عن "انفجار الأغلبية". من جانبها..وصفت مارين لوبن، زعيمة الجبهة الوطنية (اليمين المتطرف) الرئيس الفرنسى بانه "عديم اللون والرائحة والمذاق"، معتبرة أن حصيلة السنة الأولى من ولاية هولاند "كارثية" وإستمرار لسياسة الرئيس السابق نيكولا ساركوز. وقالت زعيمة اليمين المتطرف "إن هولاند لم يحقق على مدار العام سوى التدخل العسكرى الفرنسى فى مالى "ولكن هولاند ليس هو من حقق ذلك بل الجيش الفرنسى الذى يستحق التهنئة"، حتى لو كان رئيس الدولة "هو من اتخذ القرار الصحيح".