تبدو نتائج الانتخابات التمهيدية التي يخوضها حزب الليكود الحاكم في إسرائيل محسومة لصالح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حيث إنه لا يواجه منافسة جدية في مقارعة غريمه الوحيد موشيه فيجلن، عراب المستوطنين في الليكود, الأمر الذي جعل هذه الانتخابات تفتقر لعناصر الإثارة ولربما المفاجأة أيضاً, والغائب الأكبر عنها كان هو التنافس بين نتنياهو وخصومه الحقيقيين في الحزب كالوزير سلفان شالوم, الذي لم يترشح في مواجهته. ويطمح نتنياهو من خلال الانتخابات التمهيدية إلى "تكريس" زعامته للحزب اليميني والفوز بتجديد "لمبايعته" زعيماً لليمين الإسرائيلي الذي قد يشكّل الحكومة المقبلة في إسرائيل. وعلى الرغم من الفوز المتوقع لنتياهو على فيجلن، فقد طالب نتنياهو منتسبي الليكود بالتوجه الى صناديق الاقتراع والتصويت بكثافة, عندما أدلى بصوته برفقة زوجته سارة في القدسالغربية, وعاد فكرر النداء ذاته في تل أبيب, ما عكس نوعاً من القلق لديه, فبالنسبة إليه سيكون أي انتصار تحت سقف ال70%من الأصوات لصالحه غير مُرضٍ, ويخشى كذلك من أن يفلح فيجلن في زيادة قوته وتأثيره داخل مؤسسات الليكود, علماً بأن فيجلن حصد تأييد 23% من الأصوات في انتخابات عام 2007. والغريب في الأمر أن فيجلين لم ينجح في الوصول إلى الكنيست الإسرائيلي نائباً عن الليكود، ولربما يخشى نتنياهو من أن يرتسم الليكود بصورة أكثر يمينية وتطرفاً في الوقت الذي يسوقه على أنه حزب وسطي, على الرغم من أن 30% من منتسبيه هم من المستوطنين بحسب معطيات العام الماضي على الأقل. ومن جانبه، قال فيجلن إنه يقود خطاً أيدولوجياً، وإن التنافس الراهن ضد رئيس وزراء في المنصب سيكون محطة على طريق انتصاره مستقبلاً, وتذمر من بعض المشاكل التي اعترت عملية التصويت في مستوطنات الضفة الغربية كغياب سجل الناخبين عن أقلام الاقتراع. يذكر أن 154 مركزاً للتصويت, فيها نحو 500 صندوق اقتراع فتحت أبوابها أمام 130 ألفاً من منتسبي الليكود، وهم نصف عدد المنتسبين, علماً بأن التصويت يحق لمن مضى على انضمامهم للحزب 16 شهراً على الأقل، ولا تقتصر الانتخابات على تسمية رئيس الحزب فقط بل كذلك تحديد اللجنة المركزية (مؤتمر الليكود) للحزب أيضاً.