تصريحات المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية حول ربط المساعدات العسكرية لمصر بشرط الانتقال الديمقراطى وتعليقا على تصريحات اللواء «مختار الملا» التى أثارت جدلا وحول توقع فوز الاسلاميين بأغلبية فى الانتخابات التى تعيد الحسابات حددت جانبا من معالم الموقف الأمريكى من مصر فى تلك الأوقات الحرجة والحاسمة. سألها «توماس جورجيسيان» مراسل جريدة «التحرير» فى واشنطن وهو أيضا كاتب وناقد وأديب فأجابت ونشر هو النص الذى يمنع اللبس وسط الترجمات الناقصة أو الموجهة التى أصبحت من معالم صحافتنا فأصبحت ما بين «التسييس والتهييس». ثم جاءت تصريحات السيناتور «باتريك ليهى» فى حوار اذاعى مؤكدة عدم المساس بحجم تلك المساعدات على أن تكون مشروطة بانتخابات حرة وانهاء قانون الطوارئ. وهو السيناتور الذى سبق وطالب بوقف ارسال «شيكات على بياض» لمصر. إذن هناك شروط للمعونات الأمريكية وكل المعونات وهى فى تلك الحالة شروط مقبولة رغم غضب البعض من أى تدخل أجنبى مهما كان حجمه ونوعه.. ذلك أمر طبيعى وموروث من سنوات الحذر من تسلل شكل جديد من أشكال الاستعمار. ولكن.. من الذى لا يفرض شروطه عندما يساعدك ومن الذى يستطيع عمليا أن يستغنى عن المعونات الأجنبية؟.. وإذا كانت هذه المرة دعوة لتأكيد الديمقراطية فهل تتطور يوما إلى شروط أخرى؟! انها قضية متشابكة، ليس فيها قبول أو رفض ولا حتى خد وهات بقدر ما تستلزم وضوح رؤية وحكم وطنى رشيد. ليتها شروط سياسية أو اقتصادية فحسب فقد وصل الأمر إلى استخدام المعونة الأمريكية ورقة ضغط لصالح حقوق الشواذ.. وهى دعوة أطلقها «باراك أوباما» شخصيا وهو يعرف ان بعض أقرب حلفائه مثل السعودية تحكم بالقتل أو الجلد على من يمارس الجنس الشاذ، كما يتعرض للعقاب كل رجل يلبس مثل السيدات أو يتصرف مثلهن.. وكذلك السيدات إذا تشبهن بالرجال. ودول أخرى تجرم الشذوذ بالقانون مثل أفغانستان وباكستان .. وأخرى تناقش فرض عقوبات صارمة مثل أوغندا الذى يناقش برلمانها قانونا قد يصل بالشواذ إلى حكم الإعدام.. وعندما تأجلت المناقشة تردد ان السبب هو الضغوط الدولية أو أهمها المعونات الاقتصادية..وتأسف الحكومة الأمريكية حتى على منع الشواذ من التظاهر للاستعراض والمطالبة بما يرونه حقوقا لهم. ليس معروفا ما إذا كان الأمر يصل إلى منع المعونات أو تخفيضها أم يكتفى باتخاذ مواقف سريعة وحازمة ولو بإصدار بيانات الإدانة من قبل الخارجية الأمريكية والوكالات الفيدرالية عند تعرض الشواذ للملاحقة أو المضايقة فى أى بلد من بلاد العالم..حاولت «هيلارى كلينتون» فى خطابها أمام اللجنة الدولية لحقوق الانسان فى جنيف أن تؤكد على حماية الشواذ بقولها انهم مثل الآخرين يرتكبون جرائم يعاقبون عليها ولكنه يجب ألا يعتبر الشذوذ جريمة فى حد ذاتها. ان للمعونات شروطا أخرى!!