سينما على بابا.. تروح سينما ولا مش عايز مشاكل؟!

أفيشات لمجموعة من الأفلام مرسومة بألوان مائية ركيكة اعتلت واجهة سينما "الكورسال الجديدة" والشهيرة بسينما "على بابا" ببولاق أبو العلا، لتأخذك قدميك إلى داخل السينما لتشاهد سينما الغلابة أو الترسو، والتى تقدم لك برنامج مكون من 4 أفلام سينمائية بمبلغ 15 جنيهاً. وبمجرد اقترابك من بوابة سينما على بابا سوف تلاحظ أن كل شئ بالسينما سئ للغاية، الكراسى مهترئة والأفلام قديمة، وأكثر ما يلفت انتباهك هو روائح دورة المياه التى تستقبلك بمجرد دخولك السينما. رواد سينما على بابا يجعلونك تتشكك فى كل شئ داخل هذه السينما، حيث وقف رجلً تبدو عليه علامات أنه لا يجد لقمة عيش يومية ليقطع تذكرة ب15 جنيها ليشاهد 4 أفلام، كما أن كل رواد هذه السينما من البسطاء و"الصنايعية والسواقين والحرفيين". الشائعات تطارد سينما على بابا بشكل دائم، حيث يوجد تشككات فى زبائنها وأنها تعرض أفلام "المناظر" التى يقبل عليها نوع معين من الزبائن. "سينمات الترسو لا تدخلها النساء، وهى قاصرة على الرجال"..هكذا أجابنى أحد رواد سينما الكورسال الجديدة، وأردف "الستات هيدخلوا يعملوا إيه.. هذه السينمات سيئة السمعة." وجدت رجلاً كبيراً فى السن يجلس على كرسى وترابيزة فى استقبال من يدخل للسينما، وعرفت أنه مدير سيما على بابا، سعيد زارع، قال لى: "السينما دى تراث مصرى مهم، حيث إنه لم يتبق فى مصر أى سينما درجة ثانية سوى "الكورسال الجديدة أو على بابا ". وأوضح أن سينما على بابا أنشأها مجموعة من الأجانب فى الأربعينيات، وكانت من أوائل السينمات التى تؤسس فى مصر وكان ثمن التذكرة وقتها 2.5 قرش، وهى أكبر دار عرض فى مصر من حيث المساحة فهى تتسع لحوالى 700 فرد ". وأشار إلى أن هناك شائعات دائمة حول السينما، وهذا الكلام غير صحيح، فسينما على بابا تستقبل طبقات الشعب الفقيرة لتقدم لهم مشاهدة أفلام السينما بسعر اقتصادى، مضيفاً أنه يتمنى أن يحول "سينما على بابا" إلى دار عرض درجة أولى، ولكنه لا يمتلك الإمكانات المادية التى تمكنه من ذلك". وأشهر سينمات الترسو فى مصر سينما الزيتون بمنطقة الزيتون، وسينما الكورسال ببولاق أبو العلا وسينما شارع عبد العزيز فى ميدان العتبة، وسينما ميدان الجيزة، وكلها تقع فى مناطق شعبية يتجمع فيها الباعة الجائلون، والذين عادة ما يريدون أن يرفهوا عن أنفسهم بدخول السينما فيلجئون إليها. وملك سينما الترسو هو الفنان الراحل "فريد شوقى"، وكان يطلق عليه لقب "ملك الترسو"، لأنه كان يقدم أفلام عنف لترضى ذوق هذه الطبقة.