عودة أفلام سينما الكورسال، عبارة تقفز للأذهان عقب مشاهدة إعلانات تلك الأفلام التى أصبحت تلح بها القنوات الفضائية والأرضية معا لتبشر بموجة جديدة من الأعمال السينمائية، حالة من الإضراب تجتاح الشاشة، ومشاهد لضرب وقتل ومطاردات وسلاح أبيض وصورة قاتمة تنتهى بالإعلان عن اسم الفيلم وأبطاله وصناعه، وتذكرنى تلك المشاهد بإعلانات نظيرتها التى كان يعرضها التليفزيون المصرى فى الماضى لأفلام موجة الكاراتيه والكونغ فو الشهيرة، والتى كانت عبارة عن معارك متلاحقة ينتقم فيها بطل الفيلم من الأصدقاء قبل الأعداء، وهى الأفلام التى كانت تعرض لسنوات طويلة فى سينمات الدرجة الثالثة، وكانت تتوج أفيشاتها مدخل دار العرض مصحوبة بعبارة «ثلاثة أفلام فى بروجرام واحد»، ولعل من أشهرها سينما على بابا والكورسال والشرق، وعلى الرغم من حالة الفزع التى تثيرها بروموهات أفلام هذة الموجة الجديدة، موجة أفلام الكورسال فإنها فى النهاية لا تستمر على الشاشة إلا دقائق معدودة، وربما نتحامل على أنفسنا ونتحملها حتى تمر، أو نستجير بالريموت كنترول حتى تمضى تلك الوصلة المشحونة بمشاعر الغضب والقسوة والعنف، ولكن ما يقلقنى هو نزول تلك الأفلام إلى مرحلة العرض التليفزيونى المفتوح، والتى ستفرض على شبابنا وأطفالنا مشاهدة ما يقرب من ساعتين من معارك حية بالسلاح الأبيض على خلفية حمراء بلون الدم، وهذا ما ينذر بمستقبل يحمل أكثر الألوان على الشاشة الصغيرة، وهنا سيتحتم علينا الاستعداد لهذه الموجة التى ستجعل سينما الكورسال فى بيوتنا، بأن ندرب الأجيال الجديدة على ثقافة الريموت كنترول، وأسس الاختيار من منظور القيمة والفائدة لا المتعة والترفيه فقط، وفى نفس الوقت نطالب القائمين على القنوات الأفلام وعيرها من القنوات، أن تتبنى الخطوة الأولى فى هذا المشوار، بأن تضع محددات لمستويات المشاهدة على أساس السن، وأن تحذر قبل عرض مثل هذه الأفلام التى أراها قادمة للعرض التليفزيونى لا محالة، نحن نقدر حرية الإبداع، ونؤمن بألا تفرض القيود على المبدعين، وألا توضع قوالب يتحركون فى حدودها، ولكننا أيضا نقدر احترام المبدعين لقيم مجتمعهم خاصة عندما يسعون هم لوضع لافتة للكبار فقط على أفلامهم فى دور العرض دون انتظار لفرضها من جهاز الرقابة على المصنفات الفنية، وهذا يجعلنا نطالبهم بوضع تلك اللافتة أيضا على شاشة التليفزيون.