ست الحبايب يا حبيبة يا أغلى من حبي ودمي يارب يخليك يا أمي ست الحبايب يا حبيبة يا حبيبة :لازالت كلمات هذه الأغنية التي أصبحت من التراث التاريخي في عهد الزمن الجميل وتغنت بها الراحلة العظيمة فايزة أحمد بصوتها الجميل لتمتعنا بست الحبايب لكل أم في الدنيا كلمات الشاعر الغنائي حسين السيد ولحنها الفنان الراحل محمد عبد الوهاب. وأثناء إجراءات البروفات اليومية كان الفنان الراحل موسيقار الجيل يرميها بأقذع الألفاظ ويشدها من شعرها ونازل فيها ضرب ب ( ؟ ) وهو يقول لها أنتي بتغني لأمي يا بنت ستين( ؟). وخرجت أروع ملحمة غنائية للأم في القرن التاسع عشر ويتغنى بها كل الأجيال وأصبحت رمز عيد الأم من كل عام. هل يعرف جيل اليوم ما معنى احترام وتقديس كلمة أمي ؟ وهناك أمهات تهان كرامتهن من أبنائهن أمام زوجات أبنائهن ومن أحفادهن ويعاملوهن معاملة الإستغلال السيئ وللأسف الشديد تفشت ظاهرة الإستغلال لمعاملة ست الحبايب وإذا احتاجت لشيء فلابد فى المقابل أن ترشى لقضاء مصالحها. ويتألم الأبناء الأوفياء من هذه التصرفات الدنيئة وأمهاتهم تشكى لهم عن حالهن المايل وينعين حظهن في تربيتهم اللى مطمرتش فيهم كأنها العدو اللدود لهم ويحترق الأبناء من سماع هذه الأنباء. وهناك الكثير من جرائم قتل الأمهات والآباء من أجل المال وإنعدام الرحمة في قلوبهم وهناك من يستولي على ميراثه بالقوة ويضع عليها الجنازير والأقفال ليضمن حقه بتحريض من الزوجة بطريقة لوى الذراع وهن لازلن على قيد الحياة. وهناك من يجبر أمه بأن تدفع إيجار الحجرة التي تقيم بها. وهناك زوجات الأبناء التي تفرد علي حماتها إتاوه إجبارية تحصلها منها كل شهر لتجهيز أبنتها لدرجة أن ماتت إحدى الأمهات المسنات وكانت جارة لنا وجدة لعشرات من الأحفاد وعشرات من الحفيدات في شقتها وأبنائها وبناتها يقيمون في نفس الحي وتركت ميتة في شقتها وحيدة دون أن يسأل عنها أحد ، وجاء رجال الأمن والنيابة وحطموا باب الشقة ليكتشفوا مأساة الأمهات المسنات دون رعاية من أبنائهن وانعدام الرحمة في قلوبهم في هذا الزمن الرديء !!. وللأسف الشديد ضاعت هذه القيم والمبادئ وسط الزحام في عالم مملوء بالتمزق والحقد والكراهية وانعدام الضمير وتفكك الروابط العائلية وانهيار القيم والعادات والتقاليد المصرية التي كانت العمود الفقري في الحياة ورمز لكل أسرة مصرية وأصبح كل واحد يقول يالله نفسي في هذا الزمن الرديء واللى يلحق يخطف يخطف. فهناك الكثير من الزوجات هدايا من عند الله لرعاية ست الحبايب سواء أمها أو حماتها بالحب والحنان لأنهن الخير والبركة ودعائهن مستجاب وهناك زوجات مصيبة من مصائب الزمن الرديء منيلة بحبر وزفت وطين ولا يعرفن كيف ستكون نهايتهن من عدالة السماء القوية وسيأتي لهم يوم تقصف أعمارهم لما فعلوه في أمهاتهن وأمهات أزواجهن. ومنذ أربع سنوات فقدت هذا الشيء الجميل وأن أسمع صوت أمي رحمها الله لتهنئتها في عيد الأم وللإطمئنان عليها لظروف عملي بالخارج وألبى لها كل إحتياجاتها في آي وقت تشاء وأسمع دعائها الدائم لي ربنا يخليك ليه يا أبني ويخليلك أولادك وربنا يكفيك شر المخبي في علم الغيب وأنا أعيش بدعائها الدائم لي حتى الآن. فتحية إلى كل الأبناء المؤمنين برسالة السماء برعاية الأم والأب سواء في الدنيا أو الترحم عليهم في الآخرة لنزرع في نفوس أبنائنا وأحفادنا القيم الأصيلة والحب والوفاء حتى لا نفقد صلة الرحم. وتحية أيضاً إلى كل زوجة وكل إبن وكل الأحفاد الذين يقومون بزيارتهم ويلتفون حولهم ويمسحون عنهم غبار وعناء الزمن الرديء وينشرون البسمة والأمل بوجودهم حولهم مع أحفادهم الذين يقدرون قيمتهم الحقيقية. حتى المغتربين منهم لا تبخلوا على أمهاتكم وآبائكم بإتصالكم الدائم تليفونيا للإطمئنان عليهم لأن مكالمة منكم وسماع أصواتهم يزرع في قلوبهم بسمة الأمل في الحياة وتطيل العمر ويناموا مرتاحين البال وتنهال دعواتهم لنا ليل نهار لأننا لم ننساهم وسط زحام الحياة. وكلما أتذكر أيام الطفولة والشباب ونحن لا نعرف قيمتهم الحقيقية بجهلنا في الحياة ولم ندرك قيمتهم الحقيقة بعد أن أصبحنا في وادي مع أسرنا في الخارج وأصبحت مدين لأمي ولأبى مدى الحياة بدين باهظ التكاليف مهما فعلت رغم رحيلهم ، فلا أستطيع حتى ولو برد جزء من ديوني لهما برغم إنشغالنا في هذا العالم الرديء وألهتنا ألاعيبها المثيرة من نفاق وكذب ورياء في حياتنا اليومية. وقد هزتني واقعة هذه الأم المسكينة التي رحلت في صمت داخل شقتها دون أن يسأل عنها أحد من أبنائها ويقفوا بجوارها وهم يعيشون على بضع خطوات منها في نفس الحي أو يرسلوا لها أحد أحفادها للإطمئنان عليها فعدالة السماء لن ترحمهم مع الزمن وقد أوصى القرآن الكريم بالبر بالوالدين والإحسان إليهم حيث قال جل شأنه (وقضى ربك إلا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً) ..وبالوالدين أتت مباشرة بعد الوصية بعبادة الله وحده. فإتقوا الله برعاية الوالدين وهما في هذا السن في احتياج إلى شئ من الحكمة والصبر في المعاملة وإلى جهد في خدمتهم والي شئ من الإحتمال والمصابرة في الأسلوب. ويا بخت من يرضى عليه الوالدين ويكسب رضاهم بالدعوات في كل صلاة والسماء مفتوحة لتتلقى دعواتهم بقلوب صافية لأبنائهم الأوفياء والمخلصين لهم وسيأتي لك يوم يا ظالم الوالدين مع الزمن !!!.
===================== تعقيب من إدارة الموقع : لأغنية ست الحبايب قصة قد تبدو غريبة لمشوار تأليفها وتلحينها وغنائها فكتابتها لم تستغرق أكثر من خمس دقائق ففى بداية الستينيات من القرن الماضى وفى عيد الأم فى مصر ذهب الشاعر الغنائى الكبير ”حسين السيد” فى زيارة إلى أمه فى ليلة عيد الأم وكانت تسكن فى أحد الأحياء الشعبية فى الدور 6 وبعدما صعد السلم ووصل شقة والدته اكتشف أنه نسى شراء هدية لأمه بهذه المناسبة وكان من الصعب عليه نزول السلم مرة أخرى ، فوقف على باب الشقة وأخرج من جيبه قلما وورقة وبدأ يكتب هذه الكلمات ليهديها إلى أمه فى عيد الأم، وقد كتب ما يلى وبشكل تلقائى بدون مسودة مبدئية.
”ست الحبايب يا حبيبة يا أغلى من روحى ودمى يا حنينه وكلك طيبة يا رب يخليك يا أمى ست الحبايب يا حبيبة أيام وتسهرى وتباتى تفكرى وتصحى من الآذان وتقومى تشقرى يا رب يخليك يا أمى يا ست الحبايب يا حبيبة يا حبيبة” ثم طرق حسين السيد باب الشقة وفتحت له والدته وبدأ يسمعها كلمات الأغنية ففرحت بها جدا ثم وعدها على الفور بأنها سوف تسمعها فى اليوم التالى فى الإذاعة المصرية بصوت غنائى جميل وقال حسين السيد هذا بشكل عفوى دون أن يعرف كيف سيفى بهذا الوعد. ثم اتصل حسين السيد على الفور بالموسيقار الكبير محمد عبد الوهاب وأعطاه كلمات الأغنية على التليفون فأعجب عبد الوهاب كثيرا بكلمات الأغنية وقام بتلحينها فى بضع دقائق ثم اتصل بالمطربة فايزة أحمد لتحضر عنده وأسمعها الأغنية وتدربت عليها وحفظتها، وفى صباح اليوم التالى 21 مارس ذكرى عيد الأم غناها فى البداية محمد عبد الوهاب على العود فقط.
الموسيقار محمد عبد الوهاب يتكلم عن والدته :
ومع نهاية اليوم كانت فايزة أحمد قد غنتها فى الإذاعة بالتوزيع الموسيقى، وبذلك أوفى حسين السيد وعده لوالدته، وربما هذه العفوية والصدق الذى يملأ الأغنية هو سر نجاحها لأكثر من 50 عاما كأهم أغانى عيد الأم على الإطلاق.