حيران حيران وحيرته ضاقت بها واتخنقت منها الأكوان , ضائع هو بين الناس ياترى أم ضيعته غربة الأحزان ؟ بحاره!!!!. أين هى هل ضاقت به الأوطان ؟ وما عادت تقدر على حمله الى شواطئ الأمان. متى تنتهى هذه الحيرة ومتى يرسى على بر؟ أم لم يعد هناك ميناء ولا مرسى ولا شطآن هى بحور فقط وبحار بلا شطآن. يبحث عن السعادة وما يشعره بها فأين يجدها .. يبحث ويبحث ولكنه يبحث عن سراب , انه سراب الدنيا الذى ظن أنه النجاة أو حتى طوقه ولكنه تيقن وزاد يقينه أنه قد تاه فى بحار الدنيا وغرق بها ولن يجد من ينقذه ولن يجد حتى فنار يهديه الى شطئان. بحور بلا شواطئ هائجة أحيانا وهادئة أحيان أخرى متلاطمة الأمواج تضرب بقوة على صخور الأحزان الحزينة وتتلاشى تدريجيا حتى تنتهى ثم تعود مرة أخرى فهل يغير وجهته ويعدل مساره ولكن الى أين ؟ ,إلى المهالك هو ذاهب ؟؟؟. فى بحار الدنيا وحيد يمشى لا يعلم أين المرسى تتقاذفه الأمواج وتقذف به من مكان لآخر فلا يشعر بلحظة أمان ولا همسة فرح أو شعور بالسعادة أو حتى لمجرد أن يكون هذا كله هذيان , فقط الوحدة والخوف والقسوة من حوله والقلوب المتحجرة التى نسيت أبسط معانى الانسانية , خائف من المجهول. خائف أن يمضى فى بحر لايعرف له شاطئ وطريق لايعرف له نهاية ولا يستطيع ان فشل أن يبدأ من جديد فقد نسى البداية ونسى مفتاحها ونسى حتى الطريق اليها, غارق فى الأحزان ولا يشعر بالزمان. فيا أيها الحيران التائه فى البحر ولا يرى أرض ولا يعرف طريق أوطان ويامن تدفعه الرياح فى بحار الدنيا المترامية الأطراف لا تقل انه مهما ذهبت على امتداد الخرائط وعلى امتداد الأرض فلن ترى غير السماء والسماء فقط , امسك بدفة حياتك حتى لا ترتطم بالصخور فتهوى الى القاع لعلك تصل الى بر الأمان .. ولا تنسى ان لك رب اسمه الكريم.