أحب أن أؤكد أولاً قبل قراءة هذا المقال أن مصر فوق الجميع ومن السفه أن نربط سمعة مصر بسمعة أى شخص مهما بلغت مكانته وللعلم فمصر كما حكمها العقلاء والحكماء والشرفاء حكمها أيضاً السفهاء والخصيان ومهتوكى العرض . ومما تناولته أجهزة الإعلام خبراً ربما لم يسترع إنتباه كثير من الناس وهو خبر عن تفاوض شركة نشر مع الرئيس المخلوع لكتابة مذكراته لأنه ببساطة لا يعنى لهم شيئاً لأنهم تعودوا على تزييف وتزوير المخلوع للحقائق . وإن صح هذا الخبر أو كان نوعاً من الفرقعة الإعلامية فقد شد إنتباهى وفكرت فيه ولكن من زاوية ضيقة فلم أفكر فيما سيكتبه المخلوع ولكننى فكرت فيما لن يتجرأ أن يكتبه فهو ببساطة لن يتحدث فى مذكراته إن حدث هذا إلا عن بطولاته وأمجاده وصولاته وجولاته والتى صدعنا بها الإعلام القمئ طيلة ثلاثون عاماً . وكان أول ما ورد بخاطرى اللقاء الذى جمع الرئيس المخلوع مع الإعلامى المتلون مفيد فوزى فعندما بدأ مفيد فوزى فى الحديث عن نشأة مبارك وطفولته وعن والده فنهره مبارك عن التحدث عن تلك الفترة . وهنا أستطعت أن أستنتج ببساطة أن أول ما لن يذكره فى مذكراته هو فترة طفولته وعلاقته بوالديه وأشقائه وأهله لأنه إنسان مريض نفسى ووصولى . وأيضاً لن يتحدث عن أيام الفقر والتى هو نفسه تناساها عمداً ولا يريد من أحد أن يذكره بها ولا عيب فى الفقر فالفقر قد صنع العظماء من أمثال سعد زغلول وجمال عبد الناصر والسادات وغيرهم ومن يحاول التنصل منه فهو مريض نفسى ومتعجرف . وفى مرحلة دراسته العسكرية شهد عليه أكثر من زميل بأنه كان وصولى وكان يحاول القفز على أكتاف زملائه حتى ولو على حساب الوقيعة بينهم وبين إدارة الكلية وبالتالى لن يتحدث عن هذه المرحلة إلا فى لمحة بسيطة ولكن بدون تفاصيل . ثم نأتى لأهم مرحلة فى حياته وهى مصاهرته لعائلة ثابت والمعروف أنها أغنى من عائلته وأكثر حسباً وهذا أيضاً لا يعنى شيئاً للإنسان العصامى الناجح السوى ولكن مع الإنسان الوصولى لابد أن يركع ويقدم فرض الولاء والطاعة لأصهاره وهذا ما ظهر جلياً فى تعامل مبارك مع أصهاره وتركه لهم البلد ليفعلوا فيها ما يشائون فهم أصحاب الفضل عليه وهم من صنعوه وفضل زوجته سوزان عليه والتى قربته من الرئيس السادات لأنها كانت صديقة مقربة لقرينة السادات بسبب صلة معرفة بين أسرتيهما . وهو بالتأكيد لن يتحدث عما حدث بينه وبين حماه عندما تقدم لطلب يد إبنته وعما طلب منه أو إشترطوه عليه وأيضاً عن سنوات الزواج الأولى . وهو أيضاً لن يتحدث عن علاقته بقرينة الرئيس الراحل السيدة جيهان السادات وعما قدمه لها من فروض الولاء والطاعة ومن المؤكد أنها لم تطلب منه ذلك ولكن هذه هى طبيعته حتى يصل لأهدافه . وهناك الكثير والكثير من القصص والروايات والتى لن يتجرأ المخلوع عن البوح بها ونتركها نحن لإستنتاج القارئ وحصافته ولكننا نأتى لذكر أخطر لحظات فى حياته والتى من المؤكد أنه لا يتحمل أن يتذكرها أو يذكرها أحد وهى فترة أسره فى المغرب فى حرب الرمال فى عام 1963م . ونحن نتحدث عن أكتوبر 1963 أثناء حرب الرمال حين ساند جمال عبد الناصر الرئيس الجزائري أحمد بن بلة في الحرب ضد المغرب.. وكيف تاهت مروحية في مجاهل الصحراء الشرقية للمغرب كانت تقل ستة مصريين كان بينهم الرئيس الحالي لمصر حسني مبارك باعتباره مسؤولا عسكريا.. كيف اعتقل؟ من إستجوبه وكيف حمل إلى سجن دار المقري حيث قضى حوالي الشهر؟ والحكاية الطريفة لحملهم إلى القصر الملكي قبل تسليمهم إلى جمال عبد الناصر كهدية بشرية من الراحل الحسن الثاني .. فمنذ ثورة يوليو 1952 لم يكن الحكم المصري يكن للملكيات أي عاطفة حب لذلك كان جمال عبد الناصر يمجد الجمهوريات ويفضلها على الملكيات لذلك كان القومي البكباشي جمال عبد الناصر يمجد الجمهوريات ويفضلها على الملكيات . وكانت الجزائر بلد المليون شهيد بحسب عبد الناصر ثورية وتقدمية واشتراكية وتحررية فيما لم يكن يرى في المغرب غير ملكية رجعية متخلفة خادمة للإستعمار ودكتاتورية فاسدة . ومن هذا المنطلق ساند جمال عبد الناصر النظام الجزائري ضد المغرب في حرب الرمال عام 1963 حيث أرسل حوالي ألف جندي مصري لدعم الجيش الجزائري ضد القوات المسلحة الملكية المغربية بالإضافة إلى عتاد حربي وكان حسني مبارك ضمن هؤلاء لقد جاء على متن طائرة لقتل جنود الحسن الثاني الذي سيتحول لديه فيما بعد إلى سفير بين الملك الراحل الحسن الثانى والرئيس المصري الراحل أنور السادات . في أكتوبر 1963 "ألقي القبض على "العقيد" حسني مبارك في صحراء المغرب الشرقية وفي أكتوبر 1981 توج مبارك رئيساً لمصر فيما يشبه حادثة تاريخية إستثنائية بعد حادث إغتيال أنور السادات . إنه تاريخ طويل وماكر يجهل الكثير من المصريين بعض تفاصيله فحسني مبارك الذي خلعه المصريون لم يكن سوى ذلك العقيد الذي أرسل ضمن ألف جندي لمساندة الجيش الجزائري في مواجهة القوات المسلحة الملكية في حرب الرمال عام 1963 م . تقول وثائق سرية إن جمال عبد الناصر كان يريد من خلال الإطاحة بالنظام المغربي عبر هزم جيوشه النظامية إستقطاب نظام تونس الذي كانت له وشائج قربى وطيدة مع ملكية الحسن الثاني وأيضا تقديم رسالة تحذير إلى النظام الملكي السنوسي بليبيا . لقد أرسل جمال عبد الناصر حوالي ألف جندي إلى منطقة حاسي بيضة عام 1963 حيث نشبت حرب بين الجزائر والمغرب ستعرف بحرب الرمال كان ضمنهم الضابط الميداني أركان حرب حسني مبارك الذي كلف بإعتباره قائد سرب للطائرات . ويقول اخرون إنه كان جنديا برتبة عقيد واخرون يتكلمون عن رتبة رائد لمعرفة النقص الذي كان يعانيه الجيش الجزائري في قاعدة العبادلة بالجزائر كانت الطائرة التي تقل المصريين الستة تقوم بجولة إستطلاعية على الحدود المغربية - الجزائرية في مكان إشتباكات الجيشين غير أنها غابت عن الأنظار . البعض يقول بسبب عاصفة رملية والبعض الآخر يقول بسبب عاصفة رملية والبعض الآخر يقول بسبب عاصفة رملية والبعض الآخر يقول بسبب تيه ربان طائرة الهيلكوبتر التي نزلت في الشرق المغربي بشكل إضطراري حيث تمت محاصرتها من طرف سكان محاميد الغزلان وقائد المنطقة الذي أخبر القيادة العسكرية بمراكش حول وجود مصريين ثلاثة منهم برتبة عقيد اعتبروا صيدا ثمينا بالنسبة للحسن الثاني الذي قدم المعتقلين المصريين خلال ندوة صحافية في نهاية أكتوبر 1963 وكان بينهم حسني مبارك . وتجمع سكان محاميد الغزلان حول هذا الطائر الغريب الذي حط بالخطأ على حقولهم وروع كلابهم ودواجنهم فتجمعوا حول طائرة الهيلوكوبتر وإنقضوا على الربان والضباط المصريين وعضو مجلس قيادة الثورة الجزائرية شريف بلقاسم حيث أوثقوهم بالحبال . وإستنادا إلى رواية حكاها أحد ضباط المخابرات المغربية المتقاعدين من (الكاب1) يقول محمد لومة عن هذا الضابط حين توجه إلى منطقة محاميد الغزلان وجد الضباط المصريين ومن بينهم بالطبع حسني مبارك مكبلين بالحبال إلى جذوع النخيل كما أن طائرة الهيلوكوبتر لم تسلم بدورها من التكبيل وربطها بالحبال مع أشجار النخيل ولما إستفسر ضابط المخابرات المتقاعد من بعض الأهالي عن سبب ربطهم للمروحية أجابوه بأنهم يخشونها ان تطير . بعد إعلام قائد المنطقة العسكرية عن وقوع القادة العسكريين المصريين في فخ الأهالي أعطى الجنرال أوفقير أوامره بإحضارهم على وجه السرعة إلى مدينة مراكش ليخضعوا للإستنطاق قبل حملهم إلى الرباط إلى دار المقري أسبوعاً بعد 20 أكتوبر1963 حيث يحكي الفقيه البصري والحبيب الفرقاني المعتقلين على خلفية أحداث مؤامرة 15 يوليو 1963 خبر التقاء المعتقلين الاتحاديين بالضباط المصريين والذي سيصبح أحدهما حاكما لمصر أكثر من 30 سنة إنه حسني مبارك . وبسبب ما اعتبره الراحل الحسن الثاني تدخلاً مصرياً في صراعه مع نظام بن بلة قام باستدعاء سفير المغرب بمصر وقام بطرد حوالي 350 معلماً مصرياً ومنع كل ما يمت بصلة لمصر من التداول في المغرب بما في ذلك أغاني رواد الطرب العربي . وحقق المغرب انتصارا كبيرا في حرب الرمال وطاردت القوات المسلحة الملكية القوات الجزائرية وتوغلت في عمق التراب الجزائري إلا أن الراحل الحسن الثاني أمر بعودة الجيوش المغربية إلى قواعدها بالحدود المغربية الشرقية . وتدخلت الجامعة العربية ومنظمة الوحدة الإفريقية والسعودية للصلح بين الجزائر والمغرب وتم الاتفاق على وقف إطلاق النار بباماكو بمالي يوم 29 أكتوبر 1963 وعادت المياه إلى مجاريها بين المغرب ومصر حيث قبل الراحل الحسن الثاني الدعوة الرسمية التي وجهت له زيارة الجمهورية العربية المتحدة آنذاك . وحول ظروف وطريقة تسليم الملك الراحل الحسن الثاني للضابط المصريين لجمال عبد الناصر أكد لومة أن موضوع كيفية الصلح مع جمال عبد الناصر طرح لشكل قوي على الحسن الثاني بعد أن عرفت العلاقات المصرية المغربية توترا كبيرا شمل كافة القطاعات حتى الغنية منها مع وعي الحسن الثاني بكون أن مصر تشكل وزناً إستراتيجياً في المنطقة العربية لهذا استشار مجموعة من أصدقائه إذ اقترحوا عليه أن ينظم رحلة إلى مصر تسبقه خلالها طائرة الأسري وأن يظلوا في المطار إلى حين وصوله وأن يسلمهم بيديه للرئيس المصري وهذا ما حصل حيث أقلعت طائرة عسكرية متوسطة الحجم تجاه مصر وتبعتها الطائرة الملكية . ولدى وصول الحسن الثاني إلى المطار استقبله جمال عبد الناصر شخصيا رفقة وفد من الحكومة المصرية بعدها اقتربت طفلة صغيرة من الحسن الثاني وقدمت للملك الراحل باقة من الورد ترحيباً به غير أن هذا الأخير المعروف بذكائه اللماح قبل الطفلة الصغيرة والتفت إلى عبد الناصر وقال له: "يا فخامة الرئيس شكرا على باقة الورد" وأنه بدوره سيهديه باقة من اللحوم الحية بعدها اتسعت حدقة عين جمال عبد الناصر ولم يفهم شيئا وبإشارة من الحسن الثاني ظهر الضباط المصريون الأسرى الستة بزيهم العسكري ففهم عبد الناصر معنى باقة اللحوم الحية وضحك وعانق الملك الحسن الثاني . حسنى مبارك الذى كان مجرد ضابط عادي في صفوف قوات أرسلها الرئيس الأسبق الراحل جمال عبد الناصر لمساعدة القوات الجزائرية في حربها ضد المغرب خلال حرب الرمال سنة 1963 ليجد نفسه أسيرا دون ان يدري كيف؟ ربما هو القدر الذي حرك تلك الزوبعة الرملية التي عبدت لهم طريق الأسر داخل التراب المغربي؟ وهي تلك الغفوة التي تملكت ربان الهيلكوبتر وجعلت حدسه لا يميز بين التراب المغربي عن الجزائري المهم ان واقعة أسر مبارك كانت بداية ميلاد مشروع رئيس الجمهورية لدولة مثل مصر خصوصا وان بعد فترة من الأسر أحسن الحسن الثاني ضيافته لتتكرر اللقاءات بين الطرفين سواء كنائب للرئيس الراحل أنور السادات أو عندما تولى زمام الأمور في مصر قبل أن يجد نفسه قاب قوسين من أن يغادرها . كشف الباحث محمد لومة عن بعض خيوط اعتقال الرئيس حسني مبارك بالمغرب عندما كان ضابطا في الجيش المصري إذ أكد على أنه خلال اندلاع المواجهات المسلحة بين الجيش المغربي والجزائري في أكتوبر 1963 في منطقة حاسي بيضة في إطار ما يعرف بحرب الرمال كان الجيش الجزائري يفتقر إلى الأسلحة الثقيلة منها سلاح المدفعية وسلاح الجو هذا المعطى العسكري دفع بالقيادة الجزائرية في تلك الفترة إلى طلب الاستعانة بالخبرة المصرية في المجال العسكري وهو الطلب الذي لم يتردد في الاستجابة له الرئيس الأسبق الراحل جمال عبد الناصر خصوصا وأن ميزان المواجهة كان يميل لصالح المغرب بحكم توفره على جيش نظامي مكون من حوالي 20 ألف جندي أغلبهم خبر الحروف في صفوف الجيوش الاستعمارية الفرنسية والإسبانية ولإعادة ميزان القوى إلى الطرف الجزائري عمل الرئيس جمال عبد الناصر على إرسال مجموعة من طائرات "هيلكوبتر" مصرية إلى الجزائر كان على متن إحداها رائد "كومندو" حسني مبارك إلى جانب خمسة ضباط مصريين كبار وقيادي في مجلس الثورة الجزائري وكلفت هذه المروحية خلال الحرب بمهمة استطلاع خلف خطوط الاشتباكات بين الجيشين المغربي والجزائري وبالضبط في منطقة تيندوف لكن خلال مهمتهم العسكرية تعرضت طائرتهم لعاصفة رملية تسببت في إضاعة ربان المروحية لخط الرحلة لتنزل الطائرة اضطراريا في منطقة محاميد الغزلان إذ قام المواطنون أنذاك بمحاصرتها وأحضروا مجموعة من الحبال وقاموا بتقييد جميع طاقم الطائرة المروحي والضباط المصريين وعضو مجلس قيادة الثورة الجزائري شريف بلقاسم الذي ينحدر من منطقة سيدي قاسم بلقاسم الذي تم تسليمه فيما بعد بحكم أنه قيادي في الدولة الجزائرية في حين جرى الاحتفاظ بالضباط المصريين الستة رهن الاعتقال . وأشار لومة إلى أنه بحكم أن حدث الاعتقال وقع في عهد الجنرال أوفقير فإن الضباط المصريين الستة أحضروا إلى دار المقري الشهيرة . ومن غرائب الصدف أن هذا المعتقل كان يعج في تلك الفترة بمجموعة من مناضلي الاتحاد الوطني للقوات الشعبية الذين اعتقلوا على خلفية مؤامرة 15 يوليوز 1963 كان من بين الأسماء المعتقلة وقتها الحبيب الفرقاني محمد المكناسي الفقيه البصري واللائحة طويلة مضيفا أن الضيوف المصريين وضعوا في إحدى القاعات التي توجد في إحدى القاعات التي توجد في إحدى زوايا الدار بالداخل وأنه في الزاوية المقابلة كانت زوجة شيخ العرب "مينة" معتقلة أيضا مع إبنيها صغيري السن وأبيها . وحسب الضابط المغاربة الذين اشرفوا على التحقيق مع هؤلاء الضباط-يقول لومة- فقد أكدوا أن أحد الضباط المصريين وكان برتبة كولونيل "مقدم" وهو أعلى رتبة بين راكبي الهيلكوبتر رفض بشكل مطلق إعطاء أي معلومات وأنه دعا المحققين بالعودة إلى اتفاقية "جنيف" لسنة 1948 المتعلقة بأسرى الحرب في حين زود حسني مبارك خلال التحقيق معه المحققين بكل المعلومات بل اعترف بكل شيء رعباً وخوفاً وتكلم بدون حدود وبعد أن قضى الضباط الستة أسابيع في دار المقري تم نقلها بعد ذلك إلى مقر الضيافة الملكية الخاصة بأمر من الملك الراحل الحسن الثاني . ويكشف لومة أن اعتقال حسني مبارك ورفاقه الضباط المصريين الذين أكد بالملموس تورط القيادة المصرية في حرب الرمال دفع بالملك الحسن الثاني إلى منع كل الأفلام والمسلسلات والأغاني المصرية على الشعب المغربي ولو تعلق الأمر بكبار نجوم الطرب المصري مثل أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب وفريد الأطرش... بالكامل وأن أحد الإذاعيين المغاربة "الحاج كوتة" كان يسخر من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ويردد باللهجة المصرية "إوا البكباشي والبكباشي" بطريقة ساخرة يتهكم فيها على جمال عبد الناصر و "البكباشي" هي الرتبة العسكرية التي كان يحملها جمال عبد الناصر خلال قيامه بالثورة على نظام حكم الملك فاروق في 23 يونيو 1952 وتعادل رتبة عقيد . بعد واقعة الاعتقال أشار لومة إلى أن حسني مبارك إحتفظ بعلاقة وطيدة مع الملك الراحل الحسن الثاني إذ كان رسول الرئيس السابق الراحل أنور السادات للعاهل المغربي من أجل تدارس القضايا الكبرى التي كانت تعرفها المنطقة في ذلك الوقت . وفى حوار مع صالح حشاد : أوفقير أعطى أمرا صارما بإحضار حسني مبارك * حدثنا عن السياق العام الذي تم فيه اعتقال الرئيس المصري حسني مبارك في المغرب؟ - كان ذلك في حرب الرمال سنة 1963 والتي شهدت صراعا مسلحا بين المغرب والجزائر تزامنت تلك الحرب مع توتر العلاقات المغربية- المصرية وهو ما دفع بالرئيس المصري وقتها جمال عبد الناصر إلى إرسال ضباط مصريين إلى الجزائر لمساعدة الجيش الجزائري وتأطير بشكل جيد لكن الذي وقع هو أن مبارك ورفاقه بعد ركوبهم لمروحية عسكرية أخطئوا موقع النزول ووجدوا أنفسهم في نواحي منطقة أرفود داخل التراب المغربي وبعد نزول المروحية أجبرهم قائد المنطقة على الاستسلام وعدم محاولة الهرب ليعلم القيادة العليا للجيش التي كانت موجودة في مراكش خلال تلك الفترة والتي كان على رأسها الجنرال محمد أوفقير الذي أعطى أمرا صارما لطيار صديق لي بأن يذهب إلى أرفود ويحضر هؤلاء الضباط المصريين وهو ما جرى بالفعل إذ استقل طائرة إلى أرفود وأحضر الأسرى المصريين إلى مراكش. * كم كان عدد أولئك الضباط المعتقلين؟ - لم أتعرف على العدد الحقيقي لأولئك الضباط واعتقدوا أن عددهم ربما كان أربعة أو خمسة ضباط لكن يبقى الأهم هو أنه كان هناك ضابط في رتبة ملازم من بين الضباط الذين ساندوا الجزائر في حربها ضد المغرب كان إسمه حسني مبارك وظلوا معتقلين في مراكش إلى أن قرر الملك الراحل الحسن الثاني بعد أن انتهت الأزمة وانفرج التوتر بين مصر والمغرب أخذهم معه في طائرة ليسلمهم للرئيس الأسبق الراحل جمال عبد الناصر بعد أن قام بإطلاق سراح كل الجنود الأسرى بسبب الحرب في مدينة مراكش. * ما كان موقعك خلال الفترة التي جرى اعتقالهم فيها؟ - كنت مشاركا في حرب الرمال إذ كلفت من طرف القيادة العامة للجيش وقتها بأن أقود سريا من الطائرات التي قدمها الاتحاد السوفياتي للمغرب كهدية على نيله الاستقلال حيث كنت رفقة زملائي الطيارين نشارك في الدفاع عن حوزة الوطن. * هل كنت شاهد عيان عند إلقاء القبض عليهم؟ - فعلا لقد كنت لحظتها في القاعدة الجوية بمراكش لحظة وصول الطائرة وعلى متنها الضباط المصريون . * حسب بعض المتتبعين صرحوا بأنك أنت من أمرك الجنرال أوفقير بإحضار الضباط المصريين؟ - لا هذه المعلومة غير صحيحة أوفقير كلف صديقا لي فارق الحياة حاليا بهذه المهمة وهو من تكلف بإحضارهم على متن طائرة. * يقال إن الجنرال الدليمي هو من سلم الضباط المصريين لأوفقير؟ - هذه المعلومة لم أسمع بها من قبل فكل ما أعرفه هو أن الجنرال أوفقير أعطى أمرا لصديقي الطيار يقضي بإحضار الضابط المصريين. * كم كانت المدة التي عاشها أولئك الضباط رهن الاعتقال؟ لم يقضوا مدة طويلة ربما لم تتجاوز المدة شهرا أو شهرين حسب علمي لأن الصراع والمواجهات المسلحة لم تدم مدة طويلة أيضا. وفي خضم الشعارات الكبرى التي رفعها الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر والتي منها محاربة إسرائيل وتحرير فلسطين قابل اليهود المغاربة من مناطق الجنوب الضباط المصريين ومنهم حسني مبارك بشعارات استفزازية عقب وقوعهم في الأسر حسب رواية الكرزازي العماري الذي كان له شرف أسرهم في جنوب المغرب بعد أن حطت طائرتهم داخل التراب المغربي وحسب شهادته فإن المنطقة التي وقع فيهل الأسر كانت تضم مئات من اليهود المغاربة فتجمعوا من مظاهرات عند علمهم بالخبر واستقبلوا مبارك وضباطه بهتافات معادية وبشعارات تسخر من شعاراتهم "القومية الكبيرة" إذ خاطبوهم قائلين: في إسرائيل ما قديتوشي عليهم وجايين تحاربو الحسن الثاني؟". المصريون لا يعلمون حقيقة أسر حسني مبارك بالمغرب : بعد أن قرر حسني مبارك فرض حصار على تنظيم حماس لمنع حزب الله من تزويده بالأسلحة إستند الكاتب الصحفى إبراهيم عيسى في مقاله على رواية العسكري المغربي السابق "كرزازي العماري" الذي أسر حسني مبارك وباقي الضباط المصريين خلال حرب الرمال سنة 1963 ليثبت أن مبارك تورط أيضا في تهريب الأسلحة لصالح الجزائر إبان حربها ضد المغرب وقام بسرد تفاصيل الاعتقال-حسب ما جاء على لسان العماري- منها أن الرئيس المصري جمال عبد الناصر وبعد أن أرسل ضباطه إلى قاعدة العبادلة في الجزائر لمعرفة احتياجات العسكريين الجزائريين والخدمة التي يمكن أن تقدمها مصر للجزائر في حربها ضد المغرب كلف أيضا وقتها الضابط الميداني أركان حرب حسني مبارك بتسجيل حاجيات الجزائر من السلاح باعتباره قائد سرب تزويد العسكريين المقاتلين بخطط جديدة . لكن ما يلاحظ من مقال إبراهيم عيسى هو أنه يبدو وكأنه يعلم بهذه الواقعة لأول مرة الأمر الذي جعله يتابع في مقاله "إن هذه القصة تعلمنا ضمن ما تعلمنا أننا مازلنا لا نعرف الكثير عن حياة الرئيس مبارك وسيرة مشواره وهل هذه الواقعة المخيفة لها شقيقات أخرى لم يفصح عنها (عنهن) أحد؟ وربما ننتظر.." . من جانب أخر عمل إبراهيم عيسى من أجل تأكيد حقيقة الأسر على الإشارة في مقاله إلى رسالة الصحفي المغربي خالد الجامعي إلى الرئيس حسني مبارك التي ذكرته بلحظات اعتقاله من طرف القوات المغربية حيث اعتبرها الصحفي المصري رواية أخرى تؤكد الواقعة . وما يهمنا فى كل تلك الروايات أنها كلها قد إتفقت وتؤكد على أن الرئيس المخلوع قد تم أسره فى عام 1963م وما نعرفه جيداً عن الجنرال بوفقير أن كان سادياً فى التعامل مع خصوم نظام الحسن الثانى وكان أقل ما يقوم به هو الإعتداء الجنسى على الشخص لإذلاله ثم إستجوابه بعد ذلك . نحن لا نمتلك دليلاً حسياً على أنه تم الإعتداء الجنسى على المخلوع حين تم أسره وأيضاً النظام المغربى من الإستحالة بمكان أن يذكر أنه تم الإعتداء الجنسى على حسنى مبارك حتى لا يقع تحت طائلة العقوبات الدولية لمخالفته لإتفاقية جنيف . ولهذا فنحن ندعى على الرئيس المخلوع أنه تم هتك عرضه فى المغرب والبينة هى أقوال الشهود شهود الواقعة وشهود الإثبات على سادية بوفقير والدليل الوحيد الذى يمتلكه من ينكر هذا هو عرض المخلوع مبارك على لجنة طبية محايدة للكشف عليه لإثبات ذلك أو نفيه .