اعتبرت المجاهدة والعضو بمجلس الأمة السيدة "زهرة ظريف بيطاط" أن من يدّعون اليوم بأن الجنرال الفرنسي ديغول منح الاستقلال للجزائريين هي مجرد مغالطة كبيرة يكذّبها التاريخ جملة وتفصيلا مؤكدة بأنها مجرد إشاعة غَذّاها أذنابه الذين تركهم في الجزائر بعد الاستقلال من أجل تكسيرها والقضاء على طموحات الشعب. وجّهت السيدة زهرة ظريف بيطاط أمس الثلاثاء من وهران رسالة إلى الجزائريين وعلى رأسهم الشباب من أجل توخي الحذر والتحلي بالوطنية وحب الجزائر لقهر الطامعين والمتربصين بوحدتها وهيبتها بين الشعوب مشيرة إلى أن الشهداء والمجاهدين انخرطوا في صفوف النضال التحريري ضد فرنسا من أجل الحرية والعزة للجزائر لا من أجل الحصول على "حانوت أو منحة مالية". وحذّرت المجاهدة بشدة من الأفكار الهدّامة التي يسعى إليها الأجانب لضرب البلاد وصرحت قائلة: "الجزائر لا تزال في عين الأعداء وعلينا التفطن من المصير الذي آلت إليه ليبيا الشقيقة على يد الدول الكولونيالية الجديدة ممثلة في فرنسا الساركوزية وإيطاليا وبريطانيا التي دمّرت البلاد عن بكرة أبيها من أجل الاستيلاء على خيرات شعبها وتنصيب دمى تديرها على الطريقة التي تخدم مصالحها". مؤكدة بأن: "فرنسا الساركوزية لا تزال طامعة وتبذل جهدها في تحويل الجزائر مثل ليبيا التي تعاني الويلات الآن". وأضافت ضيفة جريدة "الوصل" المحلية بوهران أن: "الجزائر في خطر والله يستر.. ولن نسلّم إلا في حالة تلاحم شعبها وتكاثفه والوقوف في وجه المؤامرات الدنيئة" وأبدت المتحدّثة انزعاجها من الأشخاص الذين يقارنون الجزائر بدول كفرنسا والولايات المتحدةالأمريكية من خلال مظاهر التنمية. وصرّحت قائلة: "لقد استعادت الجزائر عافيتها من الفراغ الذي تركته فرنسا طيلة قرن واثنين وثلاثين سنة من الزمن والحمد لله بعد مرور 50 سنة حققنا الكثير لكن ما زال هناك نقائص عديدة". واسترسلت أرملة الشهيد رابح بيطاط أحد أعضاء "مجموعة 22" مطوّلا في الحديث عن التضحيات الجسام التي قدّمها الشهداء الأشاوس على رأسهم العربي بن مهيدي وحسيبة بن بولعيد وغيرهم من الأبطال الذين ضحّوا بحياتهم في سبيل أن تشرق على الجزائر شمس الحرية والكرامة التي ينعم بها جيل اليوم. واستدلت المتحدثة بما يجري حاليا في الحملات الانتخابية بفرنسا حيث أفادت بأن "عنجهيتهم وتطاولهم على الشهداء والثورة التحريرية المظفّرة تُثبت أنهم لا يزالون يحسدوننا على وطننا ويكرهون الجزائريين من خلال محاربتهم الإسلام وتشريع قوانين تمجِّد الاستعمار الذي جرّمه العالم أجمع". وذكّرت المجاهدة الكبيرة بما حصل للشهيدة حسيبة بن بولعيد عندما حاصرتها القوى الأمنية الفرنسية رفقة "علي لابوانت" "أعرف فرنسا جيدا وأموت على بلادي الجزائر". في سياق متصل حضر الندوة الثانية التي نظّمتها جريدة "الوصل" كل من المجاهدة الكبيرة "بريكسي خديجة" التي أكّدت أن المجاهدين خرجوا للثورة وأملهم الاستشهاد قبل الحياة". أما المجاهدة الكبيرة "مريم مختاري" رفيقة درب الشهيدة الكبيرة "صليحة ولد قابلية" فقد دعت الشباب إلى الالتفاف حول الجزائر وحمل مشعل الحرية لتأمين الاستقرار والأمن والأمل للجزائريين.