بادئ ذى بدء أؤكد بأننى على قناعة تامة بأن الإستقرار الإدارى والسياسى هو الطريق الوحيد للنهوض بالدولة ، وأن تكرار تغيير الرؤساء أو المحافظين أو رؤساء المدن أو رؤساء الأحياء فى فترة وجيزة سيؤدى حتماً إلى تعطيل مسيرة التنمية وربما سيؤدى إلى إيقافها تماماً. وما يحدث فى الإسماعيلية حالياً يعتبر نموذج مثالى لما يحدث فى محافظات مصر كلها من تردى وفشل إدارى وسياسى ، وسببه الرئيسى هو فقد المحافظين الحاليين لملكة الإدارة المدنية فى ظل الأزمات ، بالإضافة إلى إعتمادهم على أهل الثقة من أصحاب الطاعة العمياء بدلاً من أصحاب الكفاءة والخبرة. وما حدث مؤخراً فى الإسماعيلية من محافظها وصاحبه رفض شعبى وإعلامى محلى وضجة فضائية من بعض طبالين وزمارين الإعلام الفضائى لم يكن هو أساس المشكلة ولكن كان هو القشة التى قصمت ظهر البعير. فاللواء / أحمد القصاص عندما جاء محافظاً للإسماعيلية إستبشرنا به خيراً بسبب إستشعارنا بأنه يمتلك كاريزما القيادة ، ونصحناه حينها بنصيحتين فى مقال كتبناه بعنوان : "أفلح القصاص إن صدق" ، ولا نعلم هل المحيطون به أوصلوها له أم لا ؟؟ .. وأعتقد أنهم لم يوصلوها له لأننا نعلم بأنهم من قراء العناوين فقط. وكانت أولى النصيحتين له أن يتخلى عن أسلوبه العسكرى والذى كان واضحاً عليه بصورة فجة ، وكانت النصيحة الأخرى أن يقوم بإختيار حاشية محيطة به من أهل الخبرة والكفاءة والنصيحة. ولكن للأسف لم يطبق "القصاص" ما نصحناه به فلم يتخلى عن أسلوبه العسكرى ، وأحاط نفسه بحاشية غالبيتها من الفشلة والأفاقين حتى أوصلوه فى عام واحد فقط إلى حافة هاوية السقوط. وبالأمس كنت فى لقاء مع إحدى السيدات الفضليات وتناقشنا فى أزمة "القصاص" الأخيرة وسألتنى عن حل لتلك الأزمة ، فأخبرتها بأنه لا يوجد حل لتلك الأزمة والخروج منها بأقل الخسائر إلا بأن يقوم "القصاص" بتقديم إعتذار لشعب الإسماعيلية ، ويجب أن يصاحب هذا الإعتذار عدة قرارات تصحيحية يستشعر منها المواطن الإسمعلاوى الأمل فى الإصلاح ، وقد أخبرتنى هذه السيدة الفاضلة بأنها ستحاول أن توصل هذا الحل المقترح "للقصاص". ولكن للأسف صدمت وفوجئت صباح اليوم بأن "القصاص" قد إعتمد على جوقته الفاشلة مرة أخرى لحل الأزمة ، وهى نفس الجوقة التى أوصلته لتلك الحالة المزرية ، فقد أرسلت إدارة الإعلام بالمحافظة بياناً إعلامياً تبريرياً لا محل له من الأعراب ، ولا يوجد به أى تلميح لأية إعتذارات .. لأنه ببساطة "العسكريون" لا يعتذرون. وما زاد الطين بله أن من كتب البيان التبريرى كما تقول العبارة الدارجة : "جه يكحلها عماها" !! .. فالبيان قد تم إعداده بهدف إرساله إلى المراسلين والصحفيين والمواقع الإخبارية بالإسماعيلية ليقوموا بنشره ، ولكن المفاجأة أنه بين طياته إهانة ومسبة لهم وإستقلال بقيمتهم وعدم إعتراف بهم فى محافظتهم. فالبيان ذكر بأن الأزمة سببها نشر مقطع الفيديو فى "القنوات الفضائية" بالرغم أن تلك الفضائيات تحدثت عن الفيديو بعد نشره فى المواقع الإخبارية الإسمعلاوية بساعات طويلة ، وهو ما يؤكد بأن "القصاص" ما زال ينظر إلى الإعلام المحلى بأنه إعلام نكرة وبلا قيمة. وأخيراً فأنا أكرر نصيحتى السابقتين "للقصاص" وهما : "الإعتذار" كمحافظ مدنى .. و"الإصلاح" بتطهير حاشيته .. قبل فوات الآوان وقبل السقوط ، وقبل أن أتخلى أنا عن قناعتى والتى ذكرتها فى أول مقالى وأقول : إرحل يا قصاص !!.