للنفس توصيفات ومراتب عند الخالق سبحانه وتعالى وسرها مخبؤ بين طيات علم لايعرف كنهه ويفك رموزه الا من خلقها وسواها ووضع لها حدود لتصرفها وخطوط لاتتعداها وطمأنها بالتوبة والمغفرة والاستغفار أن هي اساءت وخرجت عن الطريق السوي وجعل مسؤولية مراقبتها العقل. والحقيقة التي لا مناص منها أن النشأة الصحيحة في بيئة صحية تتوفر فيها عوامل الخير ينتج عنصرا فاعلا لمجتمعه ورمزا للمحبة والسمو يشع ضؤه وسط بيئته. وبطبيعة خلق الانسان فأنه خطاء وخير الخطائيين التوابين , وفي محنة البلد ومعوقات سيره وتنامي من اساليب الجريمة والخراب فيه , ألا أن عناصر الخير موجودة فيه , ولكن في أحيان تضعف بردة فعل واستعراض قوة أو حقد وضغينة وساعة غضب لتصرفات تخرجه عن انسانيته ويتلبس في عقله لوثة جنون غير محسوبة تتسب بالحاق اذى او ارتكاب جرم بحق الآخرين مستمدا قوته من المخزون السيء في نفسه,وهي غير خافية على الجميع يكون فارسها بذرة الشر وارضيته الخصبة للاذى في نفسه لعقد تربوية نشأت معه وترعرت وكبرت بين طيات ذاته كانت مضمورة لم تتوفر الظروف لافاضتها من اناءه المكسور في زمن ماض. ونحن نعيش في بلد احتضن الرسالات السماوية وكان مهبط وحي واختلاف ملائكة وفي ارضه الطيبة قبور عظماء واوتاد ارض فيها الكثير من اللذيذ والغث والسمين مايعجز الانسان عن احصائه او معرفة خزائنه. ولكن الغريب في الأمر اننا نرى فيه جرائم وموبقات وتسلط النفس الشريرة بكل مااوتيت من قوة وجبروت بحق الاخرين الابرياء لاحدود لها وقتل لم يسبق له احد وتفنن في الجرم وظلم لم نعرف له طريق ولم يسلم منه احد. فالى اين نسير وباي مركب نبحر وفي أي شاطىء نستقر ؟؟. نجزم ان الكل خاسرين ولا أحدا يربح الرهان , لغة التسقيط والتصرف بتهميش الاخرين ومصادرة الاراء والانا عوامل من شأنها ان تبعث الحقد والضغينة في النفس وكذلك الاستحواذ يولد الحسد والقتل. مزيدا من التروي والتفكير ورجاحة العقل ونبذ الخبث واللؤم واحترام الاخرين والخوف من الله عوامل تصاحبها المصداقية في التعامل بشفافية كفيلة بان تعطي للنفس وقفة وللسير محطة ,ومحاسبة النفس نعرف الى اين نحن ذاهبون وبأي طريق سائرون. مراجعة الذات مهمة لمن يتصدى للمسؤولية وقراءة التاريخ بدقه وتأني كفيلة ان تعيد لنا العقل وحسن التصرف لان المقابر مملؤة بمن هو افضل منا واصلب عودا واقوى شكيمة ليستنجد بمن هو اقوى واعظم بقوله ارجعوني لعلي اعمل صالحا , ولا من مجيب كفى بنفسك اليوم حسيب. الخطاب والامثال لنا الا ان الغفلة والسبات الذي نحن فيه كما يقول الحبيب (( الناس نيام متى ماماتوا استفاقوا )) فرصة لمحاسبة الذات قبل فوات الاوان وبلدنا بحاجة لهذه الوقفة من الكل ككتل سياسية واطراف النزاع والتناحر وحب السلطة والجاه والتفرد بالقرار والاحزاب بشقيها الدينية والعلمانية لاننا مسؤولون امام الله والشعب بما يجري فيه من فساد مستشري وتناحر دموي وعنف لايرحم. الفرصة امامنا والايام تجلي الحزن وتنسي الالم وتشفي الجروح ولا مناص من اننا اخوان في الدين او متشابهين في الخلق .لنبدأ من الان بذلك وخير الامور الصراحة. ليست نصيحة امام جامع أو مرجع ديني وداعية اسلامي انما انسان يحمل شعور الانسانية وهو جزء لايتجزء من واقع العراق المرير.