لا أحد اتولد كبيرا ولا أحد لم يمتلئ جرابه بالتجارب والمعايشات، ومعرفة الناس كنوز كما يقول الأجداد لكن أى ناس.. هذه هى المعضلة.. إذا كانت الدنيا من غير ناس ما تنداس، ففى هذا الزمن تبعد عن الناس.. تصبح غاليا وتزيد، خاصة إذا كان هؤلاء الناس أسوأ الناس.. وقد عشت حياتى أعرف جيدا حدودى ولم أتجاوزها. وإذا قدم لى أحد كوب شاى قدمت له كوبين.. واللى يعزمنى على ندوة أعزمه على غدوة.. وشفت عيون الغدر والضغينة والحقد أشكالا وألوانا لمجرد أن القصة أو المقال الذى كتبته فاقع قوى وعامل ضجة بين من حولى وشاهدت نظرات قاتلة لكثيرات والله البعض كان يصرخ فى وجهى عندما أكتب قصة رائعة وأنا لا أقول ذلك عن نفسى بل يقوله الآخرون بل كانت هذه الست ترفس وتخبط فى الكراسى وتختلق مشاجرة وأنا أتفرج عليها وأسأل نفسى لماذا؟ ثم أعذرها لأن ذلك ضعف الإنسان الذى ليس بيده حيلة وجفت موهبته.. ما ذنبى لا أعرف.. والله البعض ممن حولى لم يستطع أن يقول لى مبروك عندما حصلت على الدكتوراه وكنت أشكو من حالهم وشخصيتهم التى تتعرى أمامى وتعريها الظروف والأيام لأعرف كم الحقد والمرض اللى بداخلهم ومع ذلك كنت أنسى وأتسامح وأعديها.. وإذا أعجبتنى قصة لزميل صحفى أو زميلة باركت وهنأت.. لأنى أعرف جيدا كأكاديمية دارسة لفنون الكتابة الصحفية وأعلم جيدا الردىء من الكتابة الجيدة وقد لا يدرى الكثيرون من الصحفيين أن الأكاديمى الممارس لمهنة الصحافة غير الأكاديمى الذى لم يكتب فى الصحف والمجلات.. والست اللى انفتحت زى الباكابورت فجأة لأنها تعلم جيدا أنها ليس لها حق فى شىء وأنها يوما قال لها أحد الصحفيين الكبار يرحمه الله أنت عديت فى الشارع طلع فى دماغك تيجى هنا وتبقى صحفية والضحك يملأ فمه.. ونسيت تماما أنها لسنوات لم تكتب حرفا يذكر وكنا ثلاثة نتناوب وضع اسمها على موضوعاتنا الصحفية لنغطى جهلها بالعمل الصحفى وأول موضوع صحفى كتبته ونشر باسمها كتبه لها أستاذ صحفى مرموق وهو حى يرزق.. وأول إنسانة قدمت لها الطريقة لتناول أى موضوع صحفى كانت العبدة لله.. وبعض الناس يمكن ان تشتريه بغدوة حلوة أو عشوة حلوة أو حتى خمسين جنيها أو وعد كاذب بترقية أيضا وقد عشت وشفت كل ذلك وتعلمت منه الكثير وقالوا أجدادنا تعلموا الأدب من قليلى الأدب.. وربنا يبعدنا عن بلاوى الدنيا وقد ابعدنى الله عن شرور الخلق وبلاويهم التى يمكن أن تتحدف على من هنا أو هناك. وأشكر الله على ذلك فقد حصلت على الماجستير وآخرين كانوا كل شغلتهم الغل والحقد على خلق الله وكذلك جريت وأخذت الدكتوراه فى نفس الوقت الذى كان الكثيرون ممن حولى يقضمون أظافرهم ولاحول لهم ولا قوة إلا الشكوى والنظر لما فى أيدى الآخرين وهمس فى أذنى شخص من العاملين فى شئون المجلة قائلا كانوا يتمنون ألا تستكملى دراساتك.. وعندما كنت أجد نقيصة فيمن حولى كنت أحذرها فورا ولم أجر وراء شىء دنىء أو قذر حتى الرجال الذين أحببتهم وتمنيت الارتباط بهم كانوا من الرجال المتميزين ولم يكونوا من حثالة الرجال.. ولم يفهم الكثير ذلك، ولم يبقى لى إلا فترة قليلة وسيبعدنى الله تماما عن المكان الذى ضاعت فيه كل سنوات العمر وتم إيذائى فيه كثيرا لمجرد أننى شئ جميل صافاً برئ كالطفل ولكن الله خير حافظاً وهو أرحم الراحمين.. يكفينى الله شر فنجان القهوة وشر أصدقائى أما أعدائى فالله كفيل بهم.. ولن يضيع الله حق وراءه مُطالب.. والله يرد كيد الكائدين ويرد ظلم الظالمين.