مما لا شك فيه ان عالمنا تركه كثيرون من الذين أحببناهم وكثيرون منهم لا نتذكره الا لوقت قليل وتنساه بسرعة وقليل منهم من تتذكره طوال الوقت. فالذى نتذكره باستمرار هو من كان أكثر فاعلية فى حياتنا وكان أكثر تأثير علينا. فتعالوا بنا نحلل من هؤلاء المؤثرين .. فمن وجهه نظرى ان المؤثرين فى الدنيا قليل جدا أولهم على الاطلاق سيد الخلق سيدنا محمد صلوات ربى وسلامه عليه وكافة النبيين والرسل والصالحين اما الفئة القريبة جدا فى زماننا هم أهالينا وأحبائنا من الذين تركو الدنيا خاوية علينا لتتلاعب بنا كيفما شائت ومتى شائت. فعندما يترك الحبيب حبيبه على القبر ويذهب الى البيت ويخلد للنوم بعد تعب يوم طويل من المستشفى الى المسجد للصلاة على حبيبة ثم دفنة فيخلد الانسان بعد تلك المشقة للنوم وهنا يأتى دور النسيان فينسى الانسان وهو نائم كل ما رأه من الم وقسوة وهو مستيقظ فيندمج فى حياة أخروية اخرى لها منطقها ولها عالمها الخاص ومعطياتها. ففى الاصل أن حبيبه الذى تركه فى الدنيا تركه لينام حتى يستيقظ فى الاخرة اما أنت فتنام لتستيقظ فى الدنيا ذاتها بعد ان تترك حبيبك فى المقابر تنام وتخترق عالم الدنيا الى عالم الاخرة لكن لفترة قليلة جدا لا تتخطى الثمانية ساعات لكن فى تلك الفترة الوجيزة تترتب وتتجمع كافة المشاكل اليومية من ضغوط وشحناء والالام وتحزف فى سلة الزكريات المؤلمة وتقفل وتأرشف حتى يتم استعادتها من جديد عند الحاجة. فكل ذكرى على حدى منفرده فيصحى البنى أدم كله أمل وكله طموح وكله حب وتفائل وحتى أن بدى عليه غير ذلك لدنيا جديده وأمل جديد وحياة جديده وترقب للسعادة والهناء والتفائل حتى لو كان يبكى ومتألم من فراق أعز أنسان له فى الوجود طالما نسيى ونام وغابت عينيه فهو أنسان جديد تماما حتى يزول تلك الاثار النفسية ويتغيير المناخ العام حولة ليتأقلم مع عيشتة الجديدة والسعيدة بطموح أهل الدنيا ورغبتة فى العيش والرخاء والابتسام والسمر والضحك والترف ووو... الخ. فيسعى الانسان من جديد على رزقه وتستمر الحياه ويأتى الدور على الحبيب ليمرض أو ليموت ويغسل ويصلى عليه ثم يدفن وياتى دور أبنة او أخوه أو زوجته أو حبيبتة لتأخذ هذا الدور وتستمر دورة الحياة حتى يرث الله الارض ومن عليها. فيجب أن نأخذ حذرنا جيدا ونعلم أن الموت ليس له أى منطق فهو يختار بدون ترتيب وبدون وقت وبدون ميعاد احقاقا لقول الله تعالى ( وما تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ... ) .. فلا تأمن الله فى الموت وبقائك للتوبة والانابة لا تأمن ذلك فمن السهل جدا على الله أن يختارك أنت فى أى لحظة فقط ارجع الان وتوب الى الله وأستغفره فهو غافر الذنب الرحمن الرحيم فيجب أن تصحى فى الجنة بعد عناء والم الدنيا لا العكس وأعلم جيدا ( وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور).