محمود حبيب هذه خديجة رضي الله عنها، السابقة لغيرها، المنفردة بالفضل علي من سواها، أول من آمنت برسول الله صلي الله عليه وسلم من خير نساء العالمين، قال عنها صلي الله عليه وسلم: ( خير نسائها مريم بنت عمران، وخير نسائها خديجة رضي الله عنها) رواه البخاري ومسلم. لقد وقفت مع رسول الله صلي الله عليه وسلم عندما نزل عليه الوحي وصدقته وآزرته وقالت قولتها المشهورة ( والله لا يخزيك الله أبدا ). وتذهب به إلي ورقة بن نوفل وتقول: اسمع من ابن عمي، لم تتركه ولم تتخلّ عنه بل كانت نعم العون لنبي الله صلي الله عليه وسلم .. إن المرأة المسلمة لها دور عظيم في تذكير زوجها إذا نسي، ومعاونته علي أمور دينه و دنياه ، إذا غفل ذكرته، وإذا ابتلي صبرته، وإذا احتاج أعانته ، تدعوه للآخرة، وتدنيه من طاعة الله.. هذه عمرة امرأة حبيب العجمي، كانت إذا نام زوجها عن قيام الليل قالت له: قم يا رجل فقد ذهب الليل وجاء النهار وبين يديك طريق بعيد وزاد قليل قوافل الصالحين قد سارت ونحن بقينا. عجباً لها تذكره وتعينه علي الطاعة لا تشغله بالدنيا الفانية، فكم من النساء اليوم من تشغل زوجها وترهقه بأمور الدنيا وزينتها مما لا حاجة لها فيه إلا تقليد الآخرين ومتابعة الفارغين من أهل الدنيا والمعرضين عن الدين. وهذه امرأة تري غفلة في زوجها وتقصيراً فتقول: قم ويحك إلي متي تنام؟ قم يا غافل إلي متي أنت في غفلتك؟ أقسمت عليك أن لا تكسب معيشتك إلا من حلال. أقسمت عليك ألا تدخل النار بسببي، برّ أمك، وصل رحمك، لا تقطعهم فيقطعك الله .أما نساء اليوم فلسان حالهن ومقالهن: اقطع رحمك واترك أمك واقترض من البنوك الربوية... المهم أن أرضي عنك فهذه هي السعادة. شتان بين داعية إلي الدنيا ولذاتها، وأخري تدعو إلي الآخرة وترجو رحمة ربها. ولا عجب فلقد قال صلي الله عليه وسلم (فاظفر بذات الدين تربت يداك).. والحوار مازال موصولا.