نلاحظ أنه في خلال السنوات الخمس الأخيرة اصبح العنف ظاهرة وانتشر بين اغلب فئات المجتمع.. وظهرت بعض الحوادث التي تعتبر من تعداد الظواهر الغريبة والجديدة علي المجتمع المصري. العنف أصبح سائدا في الشارع وبين الموظف والجمهور.. كما اصبح موجودا بين افراد الأسرة الواحدة، فمنذ 05 سنة كان رب الأسرة يعمل فترة واحدة وكان هو المصدر الوحيد لدخل الأسرة.. اما الان فهو يعمل فترتين مما ينهكه ويستهلكه بدنيا ونفسيا فيعود الي اسرته مجهدا مما ادي الي غياب الحوار الأسري لغياب رب البيت. والدراسات تشير الي ان لغة العنف والكذب توجد بصفة عامة في المجتمعات التي يقل فيها مستوي الدخل ويزداد بها التضخم الاقتصادي.. كما انه يؤثر علي الاستثمار الخارجي والداخلي.. ويعمل علي خلق نوع من التنافر للاستثمار لعدم توافر المناخ المناسب للاستثمار.. مما ينعكس بصورة سلبية علي الاقتصاد.. لان اي نشاط استثماري او اقتصادي لابد ان يتم في مناخ هاديء والدراسات التي تعرضت الي أسباب تزايد ظاهرة العنف وتحليل اسبابها.. وقد تضمنت ارتفاع نسبة البطالة نسبة البطالة والزحام الشديد وسرعة ايقاع الحياة وارتفاع الاسعار والاعلام الذي يقوم ببث العنف من خلال المسلسلات والافلام السينمائية والبرامج الحوارية التي لها تأثير بالغ علي عقلية المتلقي. ولابد ان ندرك ان انتشار العنف نتيجة للثورة المعلوماتية ولسرعة نقل الحدث وما يشوبه من مبالغات من قبل وسائل الاعلام قد ساهم في ترسيخ العقل لدي الفرد وبالتالي فان امكانية تنفيذه ليست مستبعده، واستخدام القوة في غير محلها سبب قوي لانتشار العنف حيث تكون القوة هي الحاكمة ولا وجود للحوار في ظل هذه الظروف السيئة. وخطورة انتشار المخدرات بين الشباب والتي بدورها تساعد علي القضاء علي روح الانتماء لدي الشباب.. جيل الشباب هو الذي يمثل الأمة واملها في تحقيق التقدم والتنمية. علينا ان نتوقف ونبحث وندرس للتغلب علي الأسباب لمنع تصاعد الأمور وتعقيدها بشكل يجعل السيطرة عليها امرا صعبا فان تعليم الشباب فنون الحوار وادابه واداب الاستماع للاخرين واحترام ارائهم وافكارهم ضروري.. لان من اساسيات الحوار البناء والنقاش المثمر هو الاتفاق اولا علي تقبل الرأي والرأي الأخر.. وامكانية الأخذ برأيه في حالة الاتفاق علي تطبيقه بما يعود بالنفع علي المجتمع وتوفير افضل الخدمات للمواطنين. تفعيل ثقافة الحوار وخاصة بين مؤسسات المجتمع والشباب وبين الطلبة واساتذتهم في مراحل التعليم المختلفة.. وعلينا ان ندرك اهمية تصعيد الطبقة الوسطي في المجتمع لانها المخولة باخراج قيادات المجتمع الثقافية والعلمية التي تساهم في تفعيل لغة الحوار ونبذ العنف. ويجب ان يقدم خبراء علم النفس والاجتماع والاقتصاد والسياسة دراسة عن ظاهرة العنف ووضع حلول لعلاجها والقضاء عليها والعودة الي لغة الحوار والتفاهم الي مختلف فئات المجتمع. اهمية دور وسائل الاعلام في القضاء علي العنف.. والعمل علي تراجع نتيجة هذه الظاهرة من خلال الوسائل التي تتبناها سواء في برامجها أو الأفلام والمسلسلات والتي يكون لها تأثير بالغ علي سلوك المتلقي.