جرت العادة ان يبتعد الشخص الذي يخالف القانون بقدر استطاعته عن رجال الشرطة ويتجنب اي احتكاك بهم.. ولكن هذا الرجل يمثل حالة فريدة من نوعها حيث ارتدي بدلة الشرطة الرسمية وقاد سيارته التي تحمل ارقاما مضروبة وتوجه بقدميه إلي أحد المواقع التابعة لوزارة الداخلية بجرأة لا يحسد عليها وتقمص هناك شخصية ضابط شرطة في واقعة غريبة! ولانه اراد ان يبيع الماء في حارة السقايين فقط سقط في قبضة رجال المباحث وبات اشبه بالفأر الذي دخل المصيدة بقدميه تفاصيل الواقعة المثيرة.. ورحلة القبض علي »الباشا« المزيف في السطور القادمة علي صفحات اخبار الحوادث. رامي شاب عادي جدا مثل ملايين الشباب الذي تمتليء بهم الشوارع والكافيهات والجامعات ولكنه رفض ان يكون مثل اي شاب عادي واراد دائما ان يتقمص شخصية غير شخصيته الحقيقية.. اراد ان يكون صاحب شخصية مهابة يحترمها الجميع في كل مكان يذهب إليه.. وحسم الامر مع نفسه وتأكد ان مؤهله كحاصل علي بكالوريوس حاسب آلي لن يصنع له هذه الهيبة التي يحلم بها.. وظل يفكر ويفكر حتي هداه تفكيره لاستغلال الكارنيه الخاص بوالده الذي يعمل موظفا بنيابة وسط القاهرة ووضع صورته بدلا من صورة والده وأضاف اسمه قبل اسم والده في الكارنيه ومسح كلمة موظف ووضع بدلا منها كلمة وكيل نيابة.. وفي غمضة عين تحول الي وكيل نيابة وبدأ في استخدام الكارنيه في جميع تعاملاته ونجح في تحقيق حلمه بأن يكون شخصا مهابا. الشخصية الثانية لم يكتف رامي بشخصية وكيل النيابة وطمع في المزيد وقرر هذه المرة ان ينتحل صفة ضابط بالقوات المسلحة وذلك للتردد علي الدور التابعة للقوات المسلحة ونجح بالفعل في تقمص شخصية ضابط القوات المسلحة في كل الاماكن التي يتردد عليها دون ان ينكشف امره مما اغراه بالاستمرار في انتحال الوظائف المرموقة وجاء الدور هذه المرج علي شخصية ضابط الشرطة وبالفعل قام هذه المرة بتزوير كارنيه يحمل صورته وهو يرتدي بدلة ضابط شرطة برتبة نقيب وحتي يتقن الدور وضع علي سيارته لوحات مزيفة بارقام مميزة للغاية حتي توحي لمن يراها بان قائد السيارة شخصية رفيعة المستوي. لحظة السقوط ولان المثل يقول ما طار طير وارتفع الا كما طار وقع حانت لحظة سقوط رامي الذي حلق طويلا وآن الاوان حتي يسقط.. تصرف بغرور شديد واصطحب احد اصدقائه إلي وحدة مرور الاميرية لاستخراج رخصة جديدة وكان يتحرك في ارجاء المكان باعتباره حضرة الضابط المهم.. وفجأة اشتبه فيه ضابط بمباحث المرور بعد ان ادرك بحسه الامني ان الطريقة التي يتعامل بها الرجل غريبة جدا ولا يمكن ان يتعامل بها اي ضابط عادي فتوجه إليه وطلب منه ابراز تحقيق شخصيته. والغريب ان رامي تمالك اعصابه بجرأة يحسد عليها واخرج الكارنيه المزور الذي يحمل صورته وقدمه لضابط المباحث بهدوء شديد. ومن النظرة الاولي ادرك ضابط المباحث ان الكارنيه مزور فطلب منه رخصة السيارة فاكتشف ايضا ان اللوحات المعدنية الموضوعة علي السيارة مضروبة ايضا.. فاقتاد الضابط المزيف الي مكتب رئيس الوحدة وهناك قاموا بتفتيشه واكتشفوا وجود كارنيه مزور يحمل صفة وكيل نيابة وكارنيه اخر يحمل صفة ضابط بالقوات المسلحة. وانهار الشاب واعترف بقيامه بتزوير هذه الكارنيهات وانتحال صفة اصحابها وتم اخطار اللواء اسماعيل الشاعر مساعد اول الوزير لقطاع امن القاهرة بالواقعة حيث امر باحالة المتهم إلي النيابة التي تولت التحقيق.