»عاشروهن بمعروف أو سرحوهن بإحسان«. هكذا أوصانا ديننا الحنيف بمعاملة زوجاتنا.. أما الحياة بكرامة ومودة.. وإما الفراق بالعدل والإحسان والبعد عن الظلم. ولكن الزوج إبراهيم فعل عكس هذه الآية تماماً.. فهو عاشر زوجته بكل قسوة وإهانة.. وعندما طلبت الطلاق والخلاص من عذابه، فارقها بطعنة غادرة بالسكين كادت أن تنهي حياتها. الحكاية بكل تفاصيلها المؤلمة منذ الزواج الذي بدأ بمأساة، وحتي النهاية التي انتهت أيضاً بمأساة في السطور التالية.. حكاية الزوجة بدأت منذ حوالي 7 سنوات.. فتاة شابة.. وحيدة والدها ووالدتها.. عاشت مع أسرتها في فقر دائم.. الأب يجد قوت يومه بالكاد.. والأم تخدم في البيوت لمساعدة زوجها علي مصاريف الحياة.. والفتاة التي تدعي لواحظ مجدي لم تجد ولو فرصة واحدة لكي تعيش مثل باقي البنات.. فمنذ صغرها وهي تساعد والدتها في العمل كخادمة.. لتعود إلي منزلها في آخر النهار لتستسلم لنوم عميق حتي صباح اليوم التالي لتعيد الكرّة مرة أخري. وعندما بلغت لواحظ الثالثة عشر من عمرها قرر والدها اصطحابها معه إلي عمله.. فالأب كان يعمل في أحد المجازر بحي المطرية.. طلب الأب الذي كان علي علاقة جيدة بصاحب المجزر أن تعمل لواحظ بالمجزر حتي تساعده علي مصاريف المنزل.. وبالفعل بدأت لواحظ في العمل.. وبالرغم من صغر سنها إلا أنها أثبتت كفاءة كبيرة في عملها الجديد، واستطاعت في فترة قصيرة اكتساب ثقة صاحب المجزر، ونجحت الصغيرة في إجبار الجميع علي احترامها، وكانت تعمل بجد ونشاط كبيرين.. تتحامل علي نفسها وتعمل ساعات إضافية حتي تزيد من دخل أسرتها، ولكن داخل المجزر كان هناك من يرصد الفتاة الصغيرة.. كان يلاحقها بنظرات غريبة لم تفهمها لواحظ في وقتها.. كان يعاملها بحنان كبير.. وكان يهتم بها في كل أمورها.. إنه شاب يكبرها بسبعة عشر عاماً يدعي إبراهيم.. لكنه لم يرحم صغر سنها ولا حتي ضعفها!