الصداقة أثمن شيء في الوجود، هي علاقة تحمل كل المعاني العظيمة؛ مثل الوفاء والصدق والتضحية، فالصديق الحق نعمة، لكن بغدره يتحول للعنة، فقد ازدادت في الآونة الأخيرة جرائم القتل بين الأصدقاء، وتحول كثير منهم إلي أداة لطعن أصدقائهم، والسبب يخجل الإنسان عن ذكره، فبمجرد خلاف بسيط يتحول الأمر بينهم لبركة من الدماء، وهذا مع حدث مع الشاب أحمد، الذى طعن على يد صديقه في إيطاليا، وعاد لأهله جثة هامدة، تفاصيل تلك الجريمة البشعة، ترويها السطور التالية . أحمد، شاب يبلغ من العمر 29 عامًا، يسكن مع أسرته الصغيرة في بيت بسيط بإحدى قرى مدينة بنها، هو الابن الأكبر لأسرته، والعائل لهم، كان مثل غيره من الشباب، لديه طموح وأحلام يسعى لتحقيقها، عمره لم يتجاوز العشرين عامًا، حاول البحث عن مصدر رزق، فلم يجده إلا في الغربة، حين جاءته فرصة للعمل في إيطاليا، وقتها أحس أن الحياة بدأت تبتسم له! منذ تسع سنوات، شد أحمد الرحال مودعًا أسرته، بحثًا عن لقمة العيش، كغيره من الشباب الذين لم يجدوا ضالتهم سوى في السفر، هجر أهله وأصدقائه لكي يجمع المال من أجل أن يحيا حياة كريمة، ترك الأحضان الدافئة كي يرتمي في أحضان الغربة والوحدة والمصير المجهول، ظن أنه بمجرد الحصول على المال هناك، سيعوضه هذا عن أهله وأحبابه، لم يكن يعلم ما يخفيه له القدر، وأنه سيعود جثة هامدة داخل صندوق خشبي، وعلى يد من؟!؛ أعز أصدقائه. سافر أحمد، واستطاع أن يخلق لنفسه فرصة عمل، كعامل نظافة، بعدها سافر إليه من قريته، شاب تجمعهما صلة قرابة، ملأت السعادة قلب أحمد لوجود أنيس له في الغربة، فسكن الاثنان سويًا، يأكلان ويشربان ويتقاسمان اللقمة معًا، ولكن انقلبت الحياة بينهما رأسًا على عقب، وتحول صديق أحمد لذئب مفترس، أول ضحاياه هو أحمد الذى قتله بدم بارد، ناسيًا أنه صديقه، ومتناسيًا صلة الرحم بينهما، ولم يعمل حسابا لشهر الرحمة، الذى تصفد فيه الشياطين، فاختار أن يكون شيطانا، وطعنه بالسكين لخلافات مالية بينهما، ولم يمهله لوداع أهله وأصدقائه. التقت "أخبار الحوادث" بنجل عم المجني عليه؛ ليحكي لنا ماذا حدث تفصيليًا؟، قال: "أحمد لم يكن ابن عمي فقط، بل كان صديقي وشقيقي، هو طيب ومكافح من أجل اسرته، معروف بالشهامة والجدعنة، عرف الشقاء طريقه منذ الصغر، وسافر وتغرب عنا لكي ينفق على أسرته، فوالده رجل كبير في السن". وأضاف: "يوم الأربعاء الماضي، تلقينا اتصالا من أحد أقاربنا هناك يخبرنا أن أحمد قتل، وقع الخبر علينا كالصاعقة، أما القاتل فهو قريبه وصديقه في الغربة، حدث خلاف بينهما، فطعنه بالسكين، وظل أحمد ليلة كاملة داخل العناية المركزة، ولكنه توفى". وأضاف بنبرة صوت يعتليها الحزن: "حسبي الله ونعم الوكيل، حرم أهله منه، أحمد سافر منذ تسع سنوات، ولم يأت ولو ليوم واحد، وفي الآخر عاد لنا جثة هامدة، خطط المجني عليه أن ينزل إجازة هذه السنة، ليتزوج، ولكن القاتل لم يمهله لتحقيق حلمه وحلم والدته التي تمنت أن تراه عريسًا". واختتم حديثه قائلًا: "نحن لا نطالب سوى بالقصاص العادل، وأن ينال القاتل جزاءه".