"التلامذة المجرمين" قتلوا زميلهم بسبب دفاعه عن طفل لا يعرفه جريمة بشعة شهدتها منطقة الخصوص، بعدما لقي طالب ثانوي مصرعه على يد اثنين من زملائه طعنًا بالسكين. لم يكن هناك ذنب اقترفه سوى شجاعته وشهامته في أن يرفع الظلم عن طفل صغير، تعدى عليه أربعة طلاب بالضرب. لم يكن أحمد طرفًا في الموضوع، ولكن كل أحلامه تبخرت في لحظة بسبب شهامته والصدفة التي جعلته متواجدًا في ذلك التوقيت لمناصرة ضعيف. تفاصيل تلك القصة ترويها السطور التالية. أحمد محمد، طالب يبلغ من العمر 18عامًا،يدرس في الصف الثالث الثانوي صناعي، يسكن مع أسرته في منطقة الخصوص، هو الابن الأكبر لوالده، يتميز بالطيبة، والعفوية، لم يؤذ أحدا من قبل، كان جميع من في منطقته يحبونه، ودائمًا ما يتحدث عن أحلامه بأنه يريد أن ينهي مرحلة الثانوية حتى يستطيع أن يتطوع في الجيش، كانت لديه أحلامه الخاصة التي بدأ في نسج خيوطها منذ الصغر، ولكن لم يكن يعلم ما يخفيه له القدر، حينما كتب عليه بأن أحلامه تلك ستتبخر في غمضة عين، لمجرد أنه رفض السكوت عن الظلم. عقارب الساعة كانت تشير للثانية عشرة ظهرًا، عندما خرج أحمد من مدرسته وكان متوجهًا لبيته، ولكنه لاحظ وجود أربعة طلاب من زملائه يتعدون على طالب أصغر منهم، فذهب أحمد ليمنعهم عما يفعلونه وبعدما استطاع أن ينهي تلك المشاجرة، لم يقتنع اثنان منهما بما فعله أحمد، وشعرا بالإهانة، وسرعان ما اتخذا قرارهما بالانتقام منه، ولم يكمل أحمد طريقه حتى بادره أحدهما بضربه على رأسه بقطعة خشبية بينما طعنه الآخر طعنتين، وتركاه ينزف وفرا هاربين. مشهد مذهل أفقد الجميع النطق، فالمشهد لم يستغرق دقائق حتى وقع شاب في ريعان شبابه جثة، أسرع الناس بالذهاب به إلى إحدى المستشفيات الخاصة فيمحاولة لإنقاذه، ولكن لم يجدوا من يسعفه، فذهبوا به مسرعين إلى مستشفى المطرية ولكن بعدما وصلوا كانت روحه قد صعدت للسماء، دون أن يمهله القدر الفرصةلتحقيق احلامه أو حتى وداع أهله الذين تلقوا الخبر وكأنه صاعقة نزلت على رؤوسهم، وتركهم في حالة يرثى لها، وظلوا يتمنون فقط القصاص العادل لابنهم الذي مات غدرًا وهو يدافع عن شخص آخر، ولم يكن طرفًا منذ البداية في تلك المشاجرة. وقال أحمد حسن محامي المجني عليه: "الواقعة التي حدثت لم تكن مشاجرة، بل هي جريمة قتل عمد مع سبق الإصرار والترصد، حيث هناك فيديوهات تثبت ما تم منذ البداية وحتى بعدما سقط أحمد غارقًا في دمائه، ونحن نثق في القضاء العادل، وننتظر القصاص". اشارة عاجلة تلقى قسم شرطة الخصوص، إشارة من المستشفى بوصول "أحمد. م"، 18 عام، طالب، جثة هامدة، إثر طعنة نافذة في الصدر. تم إخطار اللواء رضا طبلية مدير أمن القليوبية، وبإجراء التحريات اللازمة، تبين أن وراء ارتكاب الواقعة زميل المجني عليه ويدعى "ع. ص"، الشهير ب "كشري"، 18عام، طعن المجني عليه لمناصرة صديقه إثر مشاجرة تمت بينهم، وفر هاربًا، وبتكثيف الجهود تم القبض على المتهم وثلاثة آخرين، وتحرر عن ذلك المحضر اللازم، وتولت النيابة التحقيق والتي أمرت بحبس المتهمين أربعة أيام على ذمة التحقيقات.